الســــؤال :
ما حكم الاعتكاف في المساجد ، وما معناه
شرعا؟
وهل هو
شامل للنوم مع الأكل في المساجد وإباحته أم
لا؟
الإجابة
لا ريب أن الاعتكاف في المسجد قربة من القرب ، وفي
رمضان
أفضل من غيره ؛ لقول الله
تعالى:
{ وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي
الْمَسَاجِدِ }
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر
الأواخر من رمضان ،
وترك ذلك مرة فاعتكف في شوال ، والمقصود من ذلك هو
التفرغ للعبادة
والخلوة بالله لذلك ، وهذه هي الخلوة الشرعية . وقال
بعضهم في تعريف
الاعتكاف : هو قطع العلائق عن كل الخلائق للاتصال
بخدمة الخالق ،
والمقصود من ذلك قطع العلائق الشاغلة عن طاعة الله
وعبادته ، وهو
مشروع في رمضان وغيره كما تقدم ، ومع الصيام أفضل ،
وإن اعتكف
من غير صوم فلا بأس على الصحيح من قولي العلماء ؛ لما
ثبت في
الصحيحين عن عمر رضي الله عنه أنه
قال:
( يا رسول الله إني نذرت أن أعتكف ليلة في المسجد
الحرام –
وكان ذلك قبل أن يسلم- فقال له النبي صلى الله عليه
وسلم:
أوف
بنذرك )
ومعلوم
أن الليل ليس محلا للصوم ، وإنما محله النهار ، ولا بأس بالنوم
والأكل في المسجد للمعتكف وغيره ؛ لأحاديث وآثار وردت
في ذلك ، ولما
ثبت من حال أهل الصفة ، مع مراعاة الحرص على نظافة
المسجد والحذر
من أسباب توسيخه من فضول الطعام أو غيرها ؛ لما جاء
في الحديث عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( عرضت علي أجور أمتي ،
حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد
)
رواه أبو داود
والترمذي وصححه ابن خزيمة
،
ولحديث
عائشة رضي الله عنها:
( أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر ببناء
المساجد
في
الدور وأن تنظف وتطيب )
رواه الخمسة إلا النسائي وسنده
جيد
.
والدور: هي الحارات والقبائل القاطنة في المدن . وأسأل الله أن
يوفقنا
وإياكم للعلم النافع والعمل به ، وأن يصلح قلوبنا
وأعمالنا جميعا إنه سميع
قريب . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
المصدر: مجلة البحوث
الإسلامية
و بالله
التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على
آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و
الإفتاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق