أحمد المحمدي المغاوري
قال تعالى
{ فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ
تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (22)
أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ
فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ
(23).}
[سورة محمد].
لست
ممن يطالبون بمقاطعة مواقع التواصل، لكن الأمر جد
خطير
فهذه
تجاربي ولكم الحكم،
أهي مواقع للتواصل؟ أم للتقاطع أم أن
المشكلة في ثقافتنا الحالية
وفي كيفية التعامل مع تلك المواقع
والأجهزة؟
أم أن أصل وحل هذه المشكلة هي في العودة إلى الله
؟!
** زارني صديقٌ، حبيبٌ إلى قلبي.وكلكم أحبابي.هو
وأهله.في بيتي.
وبعد دقائق من الترحاب امسك بالموبايل واخذ يقلب كفيه
وأصابعه ويكتب
ثم يبتسم ثم ينبهر وأنا ناظرا إليه وانتظر أن
ينتهي،فقدمت له الضيافة
فأخذها بيده وعينه على الموبايل،تركته وجلست أشاهد
التلفاز.وتساءلت
ماذا يجري وما هذا الذي يحول بيني وبين صديقي؟ ولماذا
اجتمعنا إذاً؟
لا شك لكي نتواصل ونتراحم.فقمت لتوي وقلت له
مداعبامحمود.
محمود.محمود"قم واذهب إلى بيتك"فضحك.قلت نعم!! قم
واذهب
إلى بيتك"فلماذا جئت؟
نحن لم ير بعضنا بعضا منذ زمن، فيكفينا التواصل عبر
هذا الجهاز
اللعين!!!وقد اكتفى الناس بالتواصل عن طريقة ولم يعد
أحد يزور احد
حتى ولو كان بجوار بيته" فالموبايل قد قطع المسافات
والضحكات
والنظرات والسلامات والتراحمات وابن السقا !!!مات.تلك
هي مواقع
"التقاطع" الاجتماعي الآن يا محمود..ترك السقا محمود
الموبايل، فلم
يمت!! وبدأنا الحوار وتبادلنا الحديث
والذكريات.
** يا سعد المواقع والموبايل ببناتنا وأولادنا
وأقاربنا وجيراننا وزوجاتنا
وأزواجنا فلقد وصل إلى قلوبهم واستقر في أحشائهم وحل
هو الصديق
والقريب والزوج والجار.الخ.ففي عمله ومسجده وركوبه
وبيته بل في
موقف العزاء تجده، وتأتيه الرسائل عبر الفيسبوك
والتوتير والانستجرام
والوتس أب والواتس أم والواتس عم! وا .وا!!ولا يعرف
متى وكيف
يجيب على هذا وهذا وذاك!! حتى وصل الأمر أن أصبح
الموبايل معه
في الغرفة والسرير والسيارة بل ودورة المياه أعزكم
الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق