لكي تكوني حكماً عادلاً في حلبة هذا الصراع البريء
يجب أن تتخذي
بعض الخطوات التي من شأنها تخفيف حدة الشجار ، وإعادة
الاعتبار
للطفل الذي يعاني من قصور في ردود الأفعال المناسبة
تجاه الحدث ،
وفي نفس الوقت يردع الأطفال الذين يتمتعون بنشاط مفرط
أو سلوك
عدواني تجاه الآخرين .
وإليك
الآلية التي تقودك إلى الوصول
بهؤلاء
الصغار إلى بر الأمان دون عناء :
اشغلي أوقات فراغهم بكل ما يمكن أن يعود عليهم بالفائدة ،
لأن
بقاءهم دون ممارسة أي نشاط فكري أو يدوي سيعطي
لاختلاف وجهات
النظر بينهم فرصة كبيرة للظهور ، ومن هنا ينشأ الشجار
بين الأطفال .
لابد أن تتمتعي بالحزم ، وأن تكون أوامرك واضحة بالكف عن
النزاع
فوراً ، دون أن تظهري الخوف من نتائجه ، أو الملل من
تكرار إيقافه ،
لذلك اجعلي نبرة صوتك قوية وحازمة دون أن تصرخي ، لأن
ذلك قد
يربك الطفل ويعزز قيامه بردات فعل معاكسة لرغبتك في
التوقف عن تلك
الفوضى ، وأثناء قيامك بإصدار تلك الأوامر كوني واثقة
أنه ينصت
لصوتك ويستوعب أوامرك .
كوني هادئة في طرحك ، وثقي أن الطفل يتمتع بذكاء عالٍ
جداً ، ويعلم
تماماً أنه قادر على إثارة الفوضى من جديد ، بل وقادر
أيضاً على تقديم
نفسه كضحية ، وتحديداً حين تكون ردة فعلك تجاه الشجار
سريعة
وعشوائية وغير منصفة ، لهذا حاولي أن تفهمي تفاصيل
الحدث
قبل أن
تتخذي الموقف المناسب منه .
مبدأ الثواب والعقاب ضرورة تربوية لابد أن تجيدي
استخدامها في
الوقت المناسب ، حتى يعلم الطفل أنه ، وعند الخروج عن
دائرة اللعب
والمرح والهدوء إلى دائرة الفوضى والشجار ، سيجد مالا
يسره منك ،
ولا أنصح أن تستخدمي العنف أو العقاب الجسدي كطريقة
للتربية ،
لأن
ذلك لايفعل ما يفعله حرمانه من لعبة أو برنامج أو وجبة
طعام
أو
حلوى يحبها .
هذبي ردود أفعاله تجاه ما لا يحب من سلوك أقرانه ، بحيث
يمتنع عن
اللعب معهم ، مثلاً حين يرى أن ردود أفعالهم قوية ،
أو أنهم يميلون
إلى الشجار أكثر من اللعب
.
لا تتخلفي عن المراقبة لأنها تسهل عليك السيطرة على
الشجار
مبكراً
قبل أن تتسع دائرته .
استخدام دمية جميلة تتصرف بهدوء ولباقة عند حدوث
المشاجرات
أمر سيخفف عنك العناء كثيراً ، من أجل ذلك حاولي
الحصول على دمية
قريبة من قلوب الأطفال ، واجعليها تتحدث بصوتك
الطفولي عن سلوكها
حين حاولت دمية أخرى أن تؤذيها أو تستأثر بألعابها
باختصار: مسرح
الحكايات يُعلم الكثير فاحرصي على أن يكون لأطفالك
نصيب منه .
لا تعلِميه الأنانية فربما حدث هذا دون أن تشعري ،
وللتغلب على ذلك
علميه أن يكون كريماً ، وامدحي كرمه وعطفه على
الأطفال الآخرين ،
وهذا سيوفر عليك الكثير من الجهد والتعب ، فالعطاء
غير المشروط يؤطر
علاقات
الأطفال بالإيثار والتعاون ، وهذا بالضبط ما نريد التوصل إليه
.
اجعلي خبراتك في متناول أيديهم ، وحاولي أن لا تقعي في
ذات المطب
الذي يقع فيه الكثير من الآباء والأمهات حين يؤكدون
أنهم كانوا يحملون
ذات السلوك السيئ عندما كانوا صغاراً ، بل حاولي
باستمرار أن تكوني
قدوة جيدة لهم ، واستعرضي شيئاً من طفولتك أمامهم ،
وكيف كنتِ
ودودة مع الصغار ومهذبة مع الكبار بأسلوبك الجذاب
الذي يُثبت
المعلومة ويغرسها في أذهانهم بعمق
.
ابقي أمورك دائماً تحت السيطرة ، وكوني مراقبة جيدة
لحركات طفلك
وتفاعله مع محيطه ، ولا تتدخلي إلا في اللحظة
المناسبة ، وتذكري أن
الطفل بحاجة إلى خوض التجارب السلوكية والاجتماعية ،
حتى يستطيع
أن يُكوِن شخصيته المتكاملة
.
الحب يصنع المستحيل ولهذا عودي طفلك على
احتضان الآخرين
وتقبيلهم عند اللقاء أو العودة إلى المنزل ، كما يجب
أن تعوديه على
تقديم
الهدية ، كالحلوى والشوكولاتة ، لاكتساب الود بينه وبين
سواه من الأطفال .
حتى يكون طفلك سوياً يجب أن يكون واثقاً من نفسه ، وهذا
يتأتى
عن
طريق تكليفه بالمهام التي تناسب سنه ، مع تدعيم سلوكه الإيجابي ،
والثناء باستمرار على تصرفاته السوية ، دون الوصول
إلى درجة
الغرور
، فالاعتدال مطلوب في كل شيء .
حين يتصرف طفلك بهدوء كافئيه بلعبة أو حكاية أو نزهة ،
حتى يتعلم
أنه حين يلتزم بالهدوء ولا يكون سبباً في وقوع الشجار
سيحصل على
هدية جميلة ، بينما سيفقد كل ذلك إذا تعمد إحداث
الفوضى والشجار .
عودِيه سماع القرآن الكريم في المنزل دائماُ ، فالقرآن
يخفف من حدة
التوتر ، وسيسوقه إلى استيعاب مبادئ إنسانية كثيرة مع
تكرار سماعه
والحث على الإنصات له .
انسي تماماً موضوع العنف مع الأطفال ، فأنت تعلمين أن
العنف يولد
العنف ، واعلمي بأنك حين تكونين عنيفة مع طفلك فأنت
تقتلين فيه
براءته وبهجته وإحساسه بالحياة ، لذا التزمي الهدوء ،
وتعلمي كيف
تحصلين على نتائج سريعة وصحيحة بخطوات بسيطة وهادئة
مع الطفل .
اصطحاب الأطفال في نزهة خارج المنزل كل أسبوع يشجعهم على
التزام السلوك السوي ويخفف من حدة توترهم ، ويعزز
علاقتك بهم
فلمَ لا تجربين ذلك ؟ ولن تخسري شيئاً
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق