قال وهيب بن الورد رحمه الله
:
" لا يكن هَمّ أحدكم في كثرة العمل
..
ولكن ليَكن همّه في إحكامه وتحسينه .. فإن العبد قد
يصلّي وهو يعصي
الله في صلاته ، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه ".
"اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة ،
اللهم إني أسألك
العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم
استر عوراتي ،وآمن
روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ، ومن خلفي وعن
يميني ، وعن
شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن
أغتال من تحتي "
قوله
العافية :
من
عافاه الله ، والاسم : العافية ؛ وهي دفع الله عن العبد الأسقام
والبلايا
أما سؤال العافية في الدين؛ فهي : دفع الله كل ما
يشين الدين ويضره ،
وأما في الدنيا فهي : دفع الله كل ما يضر دنياه ،
وأما في الأهل : فهي دفع
الله كل ما يلحق أهله من البلايا والأسقام .... وغير
ذلك ،
وأما في المال : فهي دفع الله كل مايضر ماله من الغرق
والحرق والسرقة
.... وغير ذلك من أنواع العوارض المؤذية
.
قوله عوراتي : وهي كل ما يستحي منه إذا ظهر ؛ والعورة
من الرجل ما
بين سرته إلى ركبته ، ومن المرأة جميع بدنها ،
قال ابن عباس رضي الله عنه : "أمر الله نساء المؤمنين
إذا خرجن من
بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن
بالجلاليب ..." .
والمراد هاهنا : كل عيب وخلل في شيء ، فهو عورة
.
قوله "وآمن" : من قولك : أمن يؤمن من'الأمن' قوله
"روعاتي" :
جمع روعة ؛ وهي المرة الواحدة من الروع ، وهو الفزع
والخوف .
قوله :"اللهم احفظني من بين يدي ..." إلى آخره ، طلب
من الله أن
يحفظه من المهالك ، التي تعرض لابن آدم على وجه
الغفلة ، ومن
الجهات الست بقوله : "من بين يدي ومن خلفي وعن يميني
وعن شمالي
ومن فوقي" ولا سيما من الشيطان ، وهو المزعج لعباد
الله بدعواه
في قوله : "ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن
أيمانهم
وعن شمائلهم" . وأما من جهة الفوق ، فإن منها ينزل
البلاء
والصواعق والعذاب .
وإنما أفرد الجهة السادسة بقوله : "وأعوذ بعظمتك أن
أغتال من تحتي"
إشارة إلى أنه لا يوجد مهلكة من المهالك أشد وأفظع من
التي تعرض
لابن
آدم من جهة التحت ، وذلك مثل الخسف .
وأما قوله "أغتال" والاغتيال أن يؤتى الأمر من حيث لا
يشعر
وأن
يدهى بمكروه لم يتوقعه .
قال تعالى :
{ قُلْ
هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن
فَوْقِكُمْ
أَوْ
مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ }
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق