يعتقد البعض أن اهتمام الوالدين بتدريس
أبنائهم يجعلهم في صفوف متقدمة
إلا أن الحالة النفسية
التي يعيشها الطفل في المنزل تؤثر بشكل مباشر
أو غير مباشر على أدائه المدرسي لأن
الطفل ليس كالكبير بإمكانه
الفصل بين دراسته وهمومه
المنزلية خاصة في مرحلة تكوينه
النفسي والاجتماعي فللمشكلات الأسرية
تأثير كبير
على التحصيل الدراسي
.
ظاهرة مرضية :
محمد شهاب
الأخصائي الاجتماعي
بمستشفى الدمام
المركزي
يقول أن ظاهرة التعثر
الدراسي ظاهرة مرضية وأحد
الاضطرابات
التي تؤدي إلى إصابة
الطفل بعدم المقدرة على ترجمة ما يراه أو
يسمعه
أو عدم قدرة الطفل على
ربط المعلومات في ذهنه وأن لهذه
الظاهرة
أسباباً نفسية واجتماعية
عليه تظهر في المشاكل الأسرية مثل
الطلاق
والتفكك الأسري مما
يتبعها من اضطرابات نفسية للأبناء كما
أظهرت
الدراسات أن مشكلات سوء
التغذية لدى الأطفال تؤثر سلباً على
كيفية
استيعاب الطفل المواد
الدراسية مضيفة أن ظاهرة التعثر الدراسي
تتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر بالنمط
الغذائي للطفل والأسرة.
ودعت الدراسات كل الأمهات والأسر إلى
الاهتمام بأطفالهم
سواء نفسياً أو
اجتماعياً أو غذائياً وذلك حتى يساعدوا
أبناءهم
على التركيز على التعليم والابتعاد عن
مشاكل التعثر الدراسي العديدة.
هذا بالإضافة إلى أن الخلافات الزوجية من
أبرز الأشياء التي تؤثر نفسياً
على الأبناء إذ أن هذه الخلافات تزرع
الخوف داخل الأبناء والشعور
بفقد الاستقرار والأمان.
فالأبناء هم أول من يحصدون النتائج
السلبية
المترتبة على المشكلات الزوجية وهناك
العديد من المضاعفات النفسية
والجسمانية التي تلازم
الأولاد الذين يعيشون في ظل أجواء
عنيفة
داخل العائلة فحالة
التوتر التي يعيش فيها الطفل توقعه في
أزمات
تجعله يفقد القدرة على
السيطرة الذاتية والتأقلم وبالتالي تؤدي إلى خطر
الفشل المدرسي خاصة والفشل في الحياة
عموماً. ويزيد الأمر سوءاً
في حالة الطلاق بين الوالدين حيث يتولد
لدى الأبناء شعور
بفقدان شيء ما وهذا الشعور ينعكس على
تحصيلهم المدرسي
وعلى أمنهم العاطفي وعلى
القدرة من الاستمرارية في إقامة
علاقات
اجتماعية خالية من
التوتر والخوف والقلق
ويشير الأخصائي الاجتماعي إلى أن
المشكلات الأسرية التي لها تأثير
كبي
ر على تحصيل الأبناء الدراسي مشكلة تمييز
لأحد الوالدين لحد الأولاد
وهو ما يحدث عند
الوالدين في اللاوعي داخلهم الأمر الذي
يجعلهم
على سبيل المثال- يفضلون
أحد الأولاد ويجعلونه حليفاً لهم وينفرون
من الطفل الذي يشبه الشريك الآخر هذا
التمييز من شأنه أن يؤثر
على دراسة الأبناء
فيجعلهم غير قادرين على التأقلم
في
مدرستهم ودروسهم , حتى
وإن كانوا أطفالاً أذكياء لأن
شعور
الأحباط الذي زرع داخلهم
جعلهم يشعرون بأنه لا يمكن لهم
أن يكونوا ذوي فائدة
وقدرة على أداء أي فعل كان وذلك بسبب
شعورهم بأنهم مهملون مقارنة بإخوانهم
المتميزين والمحبوبين لدى
أهلهم.
و أوضح أن الأسرة واحدة
من المؤسسات الاجتماعية الرئيسة
وظائفها فيما يتعلق بالأطفال ومن أهم هذه
الوظائف هي التعليم
غير الرسمي والتدريب
ونقل ثقافة الوالدين والمعرفة العملية
والزمالة وممارسة السيطرة والحماية
وتحقيق الأمان النفسي.
ويتضح أنه في حالة حدوث
أي اضطراب في العلاقات بين
الزوجين
فإن تاثيره لا يقتصر على
الوالدين فقط وإنما يمتد إلى الأبناء،
ويظهر هذا التأثير على شكل اضطرابات
نفسية وانحرافات سلوكية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق