بقلم / جهير بنت عبدالله المساعد
الرجل مثل العطر الثمين ينثر حضوره في المكان ثم إذا رحل بقيت بقاياه!
والرجل سر من أسرار السعادة الدنيوية.. هبة من الله للنساء من عرفت
كنهه ذاقت زينة الحياة وبهجتها وأدركت نعيم السكن إلى حي وليس إلى
ميت! نعيم السكن إلى قلب وجوارح وليس إلى جدران وأسقف! واثنان
لا يفترقان رجل مستقيم.. وجنة الأرض! إذا حضر الأول تحقق الثاني!
والمرأة التي تعيش تحت مظلة رجل مستقيم تعرف مذاق الجنة وهي على
الأرض! والرجل إذا جلجل صوته اهتزت الأنوثة وربت ومال غصن المرأة
وأورق! وتدافع الأطفال يتسابقون فرحا.. جاء السعد! والبيت الذي
لا يدخله رجل بيت حرمان! والحرمان أشد خطرا من الفقر! وإذا قالت
المرأة الحياة تحلو بلا رجل.. تكذب
فحقيقة واحدة لا تبطل بمرور الوقت
.. إن الله خلق الرجل والمرأة يكملان بعضهما البعض..
وكل منهما ناقص في غياب الآخر! والإعمار للحياة يبدأ من عند الرجل
وينتهي عند المرأة! ورحم المرأة يقذف بالرجال لكن الأساس رجل في
الظهر أعطى ثم أخذ! الرجل للمرأة سند، وللحياة نعمة، وللبيت عماد،
وللأنوثة ري، وللأوجاع ستر، وللحاجات سداد، وللشدائد فارس! وتكذب
التي تقول إن وجود الرجل ليس ضرورة! ففي أقل الأشياء للرجل تأثير
على المرأة! الكلمة الحلوة.. وهي كلمة منه تحييها حياة طيبة والكلمة
المرة منه وهي كلمة تشقيها بحياة تعسة! أما الكلمة من غيره حتى
لو كانت امرأة أخرى أقوى وأجمل، فعمر النشوة بها قصير! ووقع صداها
ضئيل! مثلها مثل شعلة الكبريت تضيء وتنطفئ بسرعة! وقوة تأثيرها
إلى أجل محدود! المرأة يسعدها مديح امرأة أخرى لها.. لكن مديح الرجل
يجعلها تطرب.. تحلق.. نشوة وسعادة وثقة وأملا ورضا وحبورا وبهجة
وإشراقا كأنها تشهد ولادة لها من جديد! والخلاصة الرجل انتصار المرأة..
فرجل لا تزداد به المرأة قوة ومضاء رجولته ناقصة وطلته باهتة! ولولا
رجال مانحون ما كان النساء بارزات بقاء! هو يعطيها المساحة وهي
تزرع البذور ثم هو يسقي ويروي ثم تأتي هي وتحصد!! هكذا نجحن!
ويقولون وراء كل عظيم امرأة! هراء! ما أكثر عدد العظماء الذين
لم يظهر في التاريخ أثر المرأة في حياتهم! لكن التخابث الذكوري أراد أن
يلجم النساء بفكرة تعويضية.. تعوضهن مصابهن في خروجهن من قائمة
العظماء فابتكر هذه العبارة المعسولة! فكم عدد «العظيمات» في التاريخ
مقابل عدد العظماء؟! لذلك كانت العبارة تعويض فاقد! وطبطبة ذكورية
على أكتاف النساء! ولا أحد وراء أحد! فالعظمة لا تحتاج إلى يد تدفعها
إنها قوة تظهر ببطء وتشق لنفسها الطريق! وإذا كان ولا بد من مانح
ومعطٍ وباذل! فما هو إلا الرجل! بنوا القواعد والنساء صعدن عليها
وأصبحن واقفات! الرجال أرادوها واقفة.. فوقفت!
وفي الختام تتساءلون هل أصيبت بالجنون هذه التي تكتب أقول:
الجنون ليس مسبة لكن ما زلت خارج مصحة الأمراض العقلية! إنما
أردت أن أطوي صفحات مللناها كلها كل يوم تتحدث عن المرأة وحقوق
المرأة.. و.. و.. وأنا زهقت من السكوت عن حق الرجل المهضوم فإن
شئتم جعلتم (المهضوم) صفة الحق أو صفة الرجل سيان فإني
أقصد الأثنين معًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق