لماذا اختار الرسولُ الكريم - عليه الصلاة والسلام – التمرَ
ليكونَ هو الطعام الذي يبدأ به المسلمون إفطارهم؟
لقد كانت أمامَه خياراتٌ كثيرة، من اللحوم والثَّريد، وقد كان يحبُّه،
والخضروات الأخرى سواء النيِّئ منها كالخيار والطماطم،
أو المطبوخ كالدباء (القَرع) والكوسا، وغيرها كثير.
هل كان هذا اجتهاداً منه عليه الصلاة والسلام، أم لكون التمر متوفِّراً
في المدينة آنذاك، أم أنَّ الاختيار كان وحياً من الله تعالى؟ كلُّ الاحتمالات
واردةٌ والجزم في أحدها عسير، لكنَّ الذي اكتشفناه في الطبِّ أنَّ التمرَ
فاكهةٌ صحِّية مباركة، وهي من أفضل ما يفطر عليه الصَّائمون.
فالتمرُ فاكهةٌ سكَّرية، بمعنى أنَّها تحوي نسبةً عالية من السكَّر الأحادي
أو الثنائي سريع الامتصاص. وهذا فعلاً ما يحتاجه الصائمُ عندَ فطره؛
فهو بحاجة إلى غذاء يرفع مستوى السكَّر لدية بسرعة. والتحاليل تشير
إلى أنَّ نسبة السكَّر في الرُّطَب هي 37,6٪، معطيةً بذلك 163 سعرةً
حراريةً، وفي التمر 73٪ معطيةً بذلك 318 سعرةً حراريةً،
وذلك لكلِّ 100 جرام.
وبمراجعة مصادر التغذية العلمية المعتمَدة، يتَّضح أنَّ التمرَ والرُّطَب من
أعلى الفواكه سعرات حرارية، ولا يقاربها في ذلك إلاَّ الزيتون.
لكنَّ ارتفاعَ السُّعرات الحرارية في الزيتون مصدره الدهون،
وليس السكَّريات، بينما تكون نسبةُ الدهون في التمر منخفضة جداً،
وانخفاضُ نسبة الدهون عندَ الإفطار مطلوبٌ، لأنَّ الدهونَ تأخذ وقتاً
أطول في الهضم والامتصاص.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق