زاد اهتمامُ الأوساط الطبِّية مؤخَّراً بجهاز المناعة، اعتماداً على فرضية
علمية مفادها أنَّ كثيراً من الأمراض يمكن الوقاية منها، بل وسرعة
الشفاء منها، إذا قويت مناعةُ الجسم.
ولذلك، أُجريت مئاتُ الأبحاث لمعرفة العوامل التي تزيد من قوَّة مناعة
الجسم، وبعضها ركَّز حولَ دور الفيتامينات والمعادن في تقوية المناعة،
وبعضها اهتمَّ بالنشاط واللياقة البدنية، بينما اهتمَّ بعضها بالأغذية، وصار
بعضُها يركِّز على الناحية النفسية وأثرها في مناعة الجسم، وبدأ مؤخَّراً
اهتمامُ البعض بدور القوَّة الروحية في تقوية المناعة ومقاومة الأمراض.
ولا تزال جميعُ هذه الدراسات في مراحلها الأولى، لكنَّ نتائجَها تشير
وبشكلٍ واضح إلى أنَّ سراً جديداً من أسرار هذا المخلوق
قد يأذن اللهُ تبارك وتعالى بكشفه قريباً!.
فهل للصيام نصيبٌ من المناعة؟
من بين العوامل التي حَظيت باهتمام بعض الباحثين دورُ الصيام في تقوية
المناعة. وقد أُجريت بعضُ الدراسات حولَ تأثير الصيام في كريَّات الدم
البيضاء، وهي من أهمِّ مؤشِّرات مستوى المناعة في الجسم، فكانت
النتائجُ متفاوتة؛ ففي بعض هذه الدراسات، زاد عددُ الخلايا اللِّمفاوية،
بينما لم يكن للصيام أيُّ تأثير إيجابي في دراسات أخرى. وهذا الاختلافُ
في النتائج بين البحوث يعني لدى الأطبَّاء أنَّ الحاجةَ باقية لإجراء
مزيد من الدراسات.
ونحن نعتقد أنَّ المستقبلَ سيكشف لنا المزيدَ من الحقائق حولَ علاقة
الصيام بالمناعة، ولذلك فنحن وإيَّاكم في الانتظار، أو لعلَّ بعضَكم ينشط
ليكونَ من الباحثين، والله يوفِّقه ويسدِّد خطاه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق