تشير الدراساتُ إلى اختلال نظام النوم عندَ كثيرٍ من الصائمين
في رمضان. ولكن، هذه بعضُ النقاط التي يُرجى أن تساعدَ
على إعادة النوم لطبيعته.
عدم التأخر في النوم وتجنب السهر
إنَّ اعتياد البعضَ السهرَ في ليالي رمضان المباركة سلوكٌ في غاية
السوء؛ ولو أنَّهم سهروا قياماً رُكَّعاً سُجَّداً، لقلنا إنَّ ما يحصِّلونه من القوَّة
الإيمانية سيعوِّض الضررَ الحاصل لهم. لكنَّهم يسهرون على أحاديث
وأكل ونظر للقنوات! ثمَّ قد ينامون قليلاً يستيقظون بعدَه مُكرَهين للسُّحور
وصلاة الفجر، وقد يعجزون عن الاستيقاظ، فلا يقوموا إلاَّ قربَ موعد
الدوام، فيقوموا مُثقَلين منهكين، فتُضرَب ساعةُ النوم لديهم، ويُصابون
بالكسل والإعياء، وتعتريهم العصبيَّةُ والتوتُّر؛ فبالله عليكم
كيف يستفيد هؤلاء من رمضان.
نموذجٌ مقترح لنوم صحِّي
النصيحةُ الذهبية هي أن نسيرَ على الطريقة القديمة في رمضان قبلَ
اختراع الكهرباء والمصابيح، التي جعلت ليلَ الناس نهاراً! فبعدَ صلاة
التراويح، يقضي المرءُ ما يحتاج إلى قضائه، ثمَّ لا تأتي عليه الساعةُ
الحادية عشرة أو الثانية عشرة إلاَّ وقد نام؛ فإذا قرب الفجرُ،
قام للسحور وصلاة الفجر.
وبعدَ الفجر، إن أحبَّ أن يبقى في مُصلاَّه يذكر اللهَ حتَّى ترتفعَ الشمس،
فهذا في غاية الحسن والأجر، ثمَّ يعود لبيته ينام قليلاً قبلَ بدء موعد
الدراسة أو العمل؛ فإذا رجعَ من عمله ووجد من نفسه كسلاً، غفا قليلاً
بما لا يزيد على نصف ساعة، أو ساعة واحدة على الأكثر، لأنَّ هذه
النومةَ لو طالت فهي التي ستغريه بالسهر في الليل، ولو وجد الصائمُ
من جسمه أنَّه إذا غفا هذه القيلولة طار عنه ليلاً فليدعها!.
إنَّ كثرةَ النوم حرمانٌ من طاعات رمضان، فوقتُ رمضان ثمين
ولا يأتي إلاَّ مرَّةً واحدة في السنة، فلنعمِّره بالقرآن والذِّكر والصلاة
والصدقة وزيارة الأرحام. جرِّب هذا النظامَ وستجد لأيَّام رمضان
ولياليه طعماً آخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق