حدث شرحبيل بن مسلم:
أن الأسود العنسى تنبأ باليمن - أى ادعى النبوة –
فبعث إلى أبى مسلم الخولانى , فأتاه بنار عظيمة , ثم إنه ألقى أبا
مسلم فيها , فلم تضره , فقيل للأسود: إن لم تنف هذا عنك أفسد
عليك من اتبعك , فأمر بالرحيل فقدم المدينة ,
فأناخ راحلته ودخل المسجد يصلى , فبصر به عمر
- رضى الله عنه - فقام إليه , فقال: ممن الرجل؟
قال: من اليمن , قال: ما فعل الذى حرقه الكذاب بالنار؟
قال: ذاك عبد الله بن ثوب - وهذا اسم أبو مسلم الحقيقى –
قال: نشدتك بالله أنت هو؟
قال: اللهم نعم.
فاعتنقه عمر وبكى , ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين الصديق.
فقال: الحمد لله الذى لم يمتنى حتى أرى فى أمة محمد
من صنع به كما صنع بإبراهيم الخليل.
عن بلال بن كعب ,
أن الصبيان قالوا لأبى مسلم الخولانى: ادع الله أن يحبس علينا
هذا الصبى فتأخذه. فدعا الله , فحبسه فأخذوه.
وعن عطاء الخرسانى , أن امرأة أبى مسلم قالت: ليس لنا دقيق.
فقال: هل عندك شئ؟ قالت: درهم به غزلا.
قال: ابغنيه وهاتى الجراب , فدخل السوق ,
فأتاه سائل , وألح , فأعطاه الدرهم ,
وملأ الجراب نشارة مع تراب, وأتى وقلبه مرعوب منها ,
وذهب , ففتحه فإذا به دقيق حوارى - أبيض - فعجنت وخبزت ,
فلما جاء ليلا, وضعته , فقال: من أين هذا؟
قالت: من الدقيق , فأكل وبكى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق