حكى بعض الصالحين قال:
كان إلى جانبى عجوز, وكان لها ولد مسرف على نفسه ,
فلما حضرته الوفاة قال: يا أماه ضعى خدى على الأرض.
فقلت , فجعل يبكى ويتضرع , فلما أشرف على الموت قال:
يا أماه بالله عليك لا تعلمى أحدا بموتى ,
واجعلى قبرى فى زاوية بيتى فإنى آذيت جيرانى من
الأحياء فى الدنيا , وما أحب أن أؤذى جيرانى
من الأموات فى الآخرة , قال: ففعلت أمه ما أمرها به
ودفنته فى بيته , فلما كان فى بعض الليالى رأته فى المنام
وهو على رياض حسنة وقصور مزينة وبين عينيه مكتوب بالفور:
هذا عبد اعترف بذنبه فعتق , قالت أمه: قف فقلت له:
يا ولدى كيف وصلت إلى هذه المنزلة؟
فقال لها: يا أماه لما قبضت أوقفنى الحق بين يديه
وقال لى: يا عبدى هجرك حنقا عليك , وأغلقوا أبواب الرحمة
بين يديك , كأن عفوى ضاق عن سيئاتك , أو كأن خزائن فلكى
مفتقرة إلى حسناتك , فقد رحمت افتقارك وتذلك وتضرعك ,
اذهب فقد غفرت لك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق