عدل
عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
-
عن عطاء: قال: كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يأمر
عماله
أن يوافوه بالموسم،
فإذا اجتمعوا قال:
أيها الناس، إني لم أبعث عمالي عليكم ليصيبوا من
أبشاركم ولا من
أموالكم، إنما بعثتهم
ليحجزوا بينكم، وليقسموا فيئكم بينكم. فمن فعل به
غير ذلك فليقم. فما قام أحد إلا رجل واحد قام، فقال:
يا أمير المؤمنين،
إنَّ عاملك فلانا ضربني مائة سوط. قال: فيم ضربته؟ قم
فاقتص منه.
فقام
عمرو بن العاص فقال: يا أمير المؤمنين إنك إن فعلت هذا يكثر
عليك ويكون سنة يأخذ بها من
بعدك.
فقال:
أنا لا أُقيد وقد رأيت رسول الله يقيد من
نفسه.
قال:
فدعنا فلنرضه. قال:
دونكم
فأرضوه. فافتدى منه بمائتي دينار. كل سوط بدينارين
.
-
ولما أُتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه
بتاج كسرى وسواريه، قال:
إنَّ الذي أدَّى هذا لأمين! قال له رجل: يا أمير
المؤمنين، أنت أمين الله
يؤدون إليك ما أديت إلى الله تعالى، فإذا رتعت
رتعوا
.
عدل
علي رضي الله عنه:
-
افتقد علي رضي الله عنه درعًا له في يوم من الأيام،
ووجده عند
يهودي،
فقال
لليهودي:
الدرع
درعي لم أبع ولم أهب، فقال اليهودي: درعي وفي يدي، فقال:
نصير إلى القاضي، فتقدَّم علي فجلس إلى جنب شريح،
وقال: لولا أنَّ
خصمي يهودي لاستويت معه في
المجلس،
. فقال شريح: قل يا أمير المؤمنين. فقال: نعم، هذه
الدرع التي في يد هذا
اليهودي درعي لم أبع ولم أهب، فقال شريح: إيش تقول يا
يهودي؟ قال:
درعي وفي يدي. فقال شريح: ألك بينة يا أمير المؤمنين؟
قال: نعم: قَنْبَر
والحسن يشهدان أنَّ الدرع درعي. فقال شريح: شهادة
الابن لا تجوز للأب
فقال
علي: رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته؟
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول:
(
الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة
)
فقال
اليهودي: أمير المؤمنين قدَّمني إلى قاضيه، وقاضيه قضى عليه،
أشهد أنَّ هذا هو الحقُّ، وأشهد أن لا إله إلا الله،
وأشهد أنَّ محمدًا
رسول
الله، وأنَّ الدرع درعك)
الرعية
لا يصلحها إلا العدل :
جاء في "البداية والنهاية" لابن كثير في ترجمة
الخليفة العباسي
عبد الله بن محمد بن علي أبي جعفر المنصور رحمه الله
أنه
قال لابنه المهدي:
«إن الخليفة لا يصلحه إلا التقوى، والسلطان لا يصلحه
إلا الطاعة،
والرعية لا يصلحها إلا العدل، وأولى الناس
بالعفو أقدرهم على العقوبة،
وأنقص الناس عقلاً من ظلم من هو دونه. يا بني استدم
النعمة بالشكر،
والقدرة بالعفو، والطاعة بالتأليف، والنصر بالتواضع
والرحمة للناس،
ولا تنس نصيبك من الدنيا، ونصيبك من رحمه
الله».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق