عن أبي حازم ـ سلمة بن دينار ـ قال :
لا يحسن عبد فيما بينه وبين الله تعالى : إلا أحسن الله فيما بينه
وبين الله تعالى : إلا أحسن الله فيما بينه وبين العباد ، ولا يعور فيما
بينه وبين الله تعالى : إلا عور الله فيما بينه وبين العباد ،
ولمصانعة وجه واحد أيسر من مصانعة الوجوه كلها ؛
إنك إذا صانعت الله : مالت الوجوه كلها إليك ،
وإذا أفسدت ما بينك وبينه : شنئتك الوجوه كلها .
عن قتادة قال :
ابن آدم ، إن كنت لا تريد أن تأتي الخير إلا بنشاط ؛
فإن نفسك إلى السآمة وإلى الفترة ، وإلى الملل أميل ؛
ولكن المؤمن : هو المتحامل ، والمؤمن المتقوي ؛ وإن المؤمنين :
هم العجاجون إلى الله بالليل والنهار ، وما زال المؤمنون يقولون :
ربنا ؛ في السر والعلانية ، حتى استجاب له
قال أبو حازم ـ سلمة بن دينار ـ :
شيئان إذا عملت بهما : أصبت بهما خير الدنيا والآخرة ،
ولا أطول عليك ؛ قيل : وما هما ؟
قال : تحمل ما تكره إذا أحبه الله ، وتكره ما تحب إذا
كرهه الله عز وجل .
قال مطرف بن عبدالله :
إني لأستلقي من الليل على فراشي : فأتدبر القرآن ، وأعرض عملي
على عمل أهل الجنة ، فإذا أعمالهم شديدة :
{ كَانُوا قَلِيلا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ } ،
{ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } ،
{ أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا } .
فلا أراني فيهم ؛ فأعرض نفسي على هذه الآية :
{ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ }
فأرى القوم مكذبين ، وأمر بهذه الآية :
{ وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا }
فأرجو أن أكون أنا وأنتم يا إخوتاه منهم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق