علمني الإسلام ألا أهمش الضعفاء في المجتمع، فإن لهم شأنًا
عند الله، وهم محتاجون إلى ملاحظةٍ ورعايةٍ دائمةٍ من قبل
المسؤولين والجمعيات الخيرية وأهل الغنى واليسار، ليكون
هناك توازن اجتماعي حقيقي في ساحة الأخوة الإسلامية،
وليرحم الله الناس بهذا التواصل والتكاتف الاجتماعي .
وليعلم أن عامة أهل الجنة من المساكين، وأن الرجل العظيم
السمين – يعني الشخصيات والوجوة الدنيوية – يأتي يوم القيامة
( لا يزن عند الله جناح بعوضة )
كما في الحديث المتفق عليه .
وإن إيذاء الضعفاء يسخط الرب ويجلب العقوبة، وقد قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، وكان قد قال كلامًا لبعض الصحابة
الضعفاء رضى الله عنهم :
( يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك ) .
وقد قال أفضل الصلاة وأزكى السلام فيما رواه أبو داود بإسناد جيد :
( إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم ) .
وندب الإسلام إلى معاملة اليتيم معاملة خاصة، فيها أروع صور
الرحمة وأجمل صور الشفقة، وأن كافله وممولة يكون قريبًا من
منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، في حديث صحيح يعرفه
أهل الخير خاصة، حتى قال أحد شراح الحديث رحمه الله :
حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به، ليكون رفيق النبي
صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك .
وإذا كان أعلى وأسمى أعمال المسلم التي يبتغي بها الأجر الكبير عند
ربه هو الجهاد في سبيله، فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام
بين في الحديث المتفق عليه أن
( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ) .
إن أجل وأروع وأهم التوصيات النبوية لأمته، فهل تنبهت لهذا
وعملت به ليستقيم أمرها ويصلح شأنها، ويعيش أفرادها في محبةٍ
ووئام، وحتى يرحمها الله، فإن رَحم رُحم ؟ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق