أ. أمل السويداء
السؤال
♦ الملخص:
طالب يَشعُر أنه فاشلٌ وسلبي، وقد انخفَض معدله الدراسي في الصف
الأول الثانوي، ويَشعُر بالغيرة من زميله الذي تحسَّن مستواه
وأصبَح متفوقًا، ويسأل: ما الحل؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنا طالب في الصف الأول الثانوي، عندي شعورٌ كبيرٌ بالسلبية والفشل،
فعندما أرى مَن هو أفضلُ مني، أشعُر أني فاشلٌ ولا فائدةَ مني، حتى إذا
قمتُ ببعض الأشياء سألتُ نفسي: كيف قمتُ بهذه الأشياء وأنا فاشلٌ؟!
كان مُعدلي الدراسي في المرحلة المتوسطة 95 %، أما في الصف الأول
في المرحلة الثانوية التي تُطبق نظام المقررات الذي يُشبه الجامعات؛
مما جعَلني أشعر بالصعوبة في الدراسة - فقد انخفَض معدلي إلى 92%،
فصِرتُ مكتئبًا؛ لأني كنتُ أُريد الحصول على 98%، ولأن أبي كان
يَعتقد أني سأكون من الأوائل، لكني خيَّبتُ ظنَّه وخذَلتُه، وقد حزِنتُ
كثيرًا لأني لم أُحقق ما تمنَّاه أبي، ولأني اجتهدتُ وذاكَرتُ في هذه السنة.
لي زميلٌ تَحسَّن مستواه الدراسي كثيرًا بعد أن كان سيئًا جدًّا في المرحلة
المتوسطة؛ مما أشعَرني بالغيرة، وقد أصبحتُ أَكره نفسي بسبب غيرتي.
فما الحل أثابَكم الله؟!
الجواب
الحمد الله، والصلاة والسلام على نبي الله، وعلى آله وصَحْبه،
ومَنِ اتَّبعه بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أمَّا بعدُ:
فيا أخي الفاضل، الفشلُ الحقيقيُّ هو الاستسلام للفشل، فإذا وصفْتَ
نفسَكَ بالفاشل فكيف تتوقَّع أن تتقدَّم؟! وكما ذكرتَ فنِسبتُكَ في
المرحلة المتوسطة كانتْ ممتازةً، وهذا يعني أنك شخصٌ لديه طموحٌ
يَطمَح في الوصول إليه مِن هذا التحصيل؛ لذا لا تُركِّز على إخفاقاتِكَ،
بل انظُر إلى إنجازاتِكَ وافتخِر بها.
تأكَّد أن كلَّ الناجحين أخفَقوا، لكنهم واصَلوا طريقَهم حتى تحقَّقتْ أهدافُهم
وأحلامُهم؛ لأنهم آمنوا أنَّ الفشل يعني درسًا يجب أن يتعلموا منه،
ولم يَستسلموا لشعور الإحباط، وهذا ما يجب عليكَ فعلُه، وعليكَ المحافظة
على أداء صلواتكَ وأذكاركَ؛ لأنها الحِرْز الحامي مِن وسوسة الشيطان،
وتوكَّل على الله، وتفاءَلْ، واجعَلْ أَملَكَ بالله كبيرًا، وتذكَّر أنَّ الله أكرمكَ
وأنعمَ عليكَ، فلا تُقلِّلْ مِن شأن نفسكَ وقُدْراتكَ، بل اشعُر بهذه النِّعَم،
واحمَد الله واشكُره عليها.
أعِدْ كتابة أهدافكَ، وابحَثْ عن صورٍ مقاربة لهذه الأهداف، والْصَقْها
في ذاكرتكَ بوصفِها نوعًا من التحفيز، ولا تُقارن نفسَكَ بمَنْ هم حولَكَ،
بل تَخلَّص من المشاعر السلبية واستبدلْ بها حبَّ الخير لزملائك، وتذكَّر
أن الأشخاص الناجحين هم الذين يساعدون الآخرين على النجاح معهم،
فكُنْ كذلك.
المقارنة الوحيدة التي لا بدَّ أن تقوم بها، هي أن تُقارن نفسكَ بنفسكَ:
ماذا كنت؟ وما أنت الآن؟ وماذا تريد أن تكون بإذن الله؟
قدِّر ذاتكَ وأحْبِبْها، فهي تستحقُّ منكَ ذلك، وعلى قَدْرِ ما تكون راضيًا
عن نفسكَ، يَنظُر الآخرون إليك.
كُنْ صريحًا وصادقًا مع نفسكَ وأنت تبحث عن أسباب إخفاقكَ، فربَّما
كان للتوتر والخوف تأثيرٌ في تحصيلك العلمي؛ لذا حاوِل أن تُعالج هذه
المشكلة قدرَ الإمكان، وحاوِل أن تنامَ بشكلٍ كافٍ، وأن تَشرَب الماء
بالقدر الذي تحتاج إليه، واهْتَمَّ بالأكل الجيد والصحِّي، وبإذن الله
ستَستعيد ثقتكَ ونشاطكَ وتركيزكَ.
أسأل الله لكَ التوفيق والسدادَ، وأن يكون طريقُكَ طريقَ نجاحٍ
وفلاحٍ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق