هل فكرت يوماً بكيفية سقوط الأوراق ؟ وما هو السبب وراء ذلك ؟
أتراها الريح وراء ذلك ؟ أم أنه الشتاء القارص ؟
في الحقيقة الشجرة هي من تسقط أوراقها ،
ووفقاً لبيتر رافين، رئيس الحديقة النباتية ولاية ميسوري وعالم النبات الشهير،
الريح لا تسحب أوراق الأشجار بلطف ، فالأشجار هي أكثر إستبقاية من ذلك ،
حيث تقوم بقذف أوراقها .
ولكن لماذا ؟
في هذا الوقت من العام في نصف الكرة الشمالي ،
ومع مرور الأيام يتصبح أقصر وأبرد،
وهذه التغيرات تحفز هرمون في الأشجار
لإسقاط الأوراق حيث يرسل رسالة الكيميائية إلى كل ورقة
تقول في جوهرها
حان الوقت للذهاب
وبمجرد استلام الرسالة ، يقول رافين
تظهر خلايا صغيرة في المكان ، حيث جذع الورقة يلتقي الفرع ،
وهذه تسمى خلايا "انفصال" ، وهذا يعني أنها مصممة،لأجل إنخفاض الإنتاج ،
وخلال أيام أو أسابيع قليلة، كل ورقة على هذه الأشجار المتساقطة تطور ،
خط وعر رقيق من الخلايا التي تدفع ورقة، شيئاً فشيئاً، بعيداً عن الجذع ،
لا يمكنك مشاهدة هذا بدون المجهر، ولكن إذا كنت تنظر من خلال واحدة،
يمكنك النظر إلى تلك الخلايا وكيفية إصطفافها ،
حيث تعطي كل ورقة على شجرة دفعة، مما يجعلها تترك متدلية على نحو متزايد ،
"وكما أنها تصبح في هذا الوقت نحيلةً جداً وصفراء " أي أنها تبدأ بالإنكماش ،
ويمكن إعتبار ذلك كنوع من الإستعداد لسقوط
ويقول رافين
فإن النسيم يأتي ليقوم بإنهاء المهمة ،
ذلك يوضح أن الحقيقة هي ببساطة أن الرياح لا تسقط أوراق الخريف ،
بل الشجرة.
الشجرة مبرمجة بشكل متطور لإسقاط الأوراق بعيداً عن الشجرة
حينما يحين الوقت ،
ولكن لماذا لا تبقي الأوراق بالشجرة ؟
ويوضح رافين
أن الأوراق هي في الأساس مثل الموظفين في المطبخ لدى الشجرة ،
خلال فصل الربيع، في الصيف وأوائل الخريف فهي تصنع الطعام
الذي يساعد الشجرة على النمو والإزدهار و التكاثر ،
وعندما يكون النهار قصيراً والجو بارداً، يصبح إنتاج الغذاء بطيئاً ،
مما لا يعطي الشجرة خياراً :
حيث لا يمكنها أن تبقي الموظفين في المطبخ ويجب عليها أن تدعهم يغادروا ،
ببساطة بسبب تناقص الغذاء تتخلى الشجرة عن أوراقها ،
إن بقاء الأوراق على الأشجار ومع تعرضها لموجة باردة
سيؤدي إلى تجمد المياه فيها وبالتالي موت الشجرة أيضاً ،
ولهذا السبب ففي كل خريف، فإن الأشجار تتخلص من أوراقها
لتنمو من جديد في فصل الربيع ، وهي تكون أكثر أماناً بهذه الطريقة.
روان عوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق