شرح الدعاء من الكتاب والسنة (6)
شرح
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
( الجزء الثاني و اﻷخير )
ففي تكرير النداء إظهار لكمال التضرع والخضوع، وهذا الذي ينبغي أن
يكون عليه الداعي من الضراعة والرغبة والرهبة في دعائه إلى مولاه ،
فإن ذلك أرجى في الإجابة والقبول.
{ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا }: الذنوب طلبوا مغفرتها، والسيئات طلبوا
تكفيرها؛ لأن الذنوب هي: الكبائر، والسيئات هي الصغائر
{ وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا }: طلبوا المغفرة من صغائر الذنوب، بعد أن سألوا
المغفرة لكبار ذنوبهم، يدلّ على بسطهم في دعائهم لهذا المطلب الجليل،
و قد بيّنا أهمية البسط في الدعاء سابقاً.
{ وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ }: طلبوا الوفاة مع الأبرار وجملتهم، فتضمن هذا الدعاء
سؤال اللَّه التوفيق لفعل الخير، وترك الشرّ، الذي به يكون العبد من الأبرار.
{ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ }: وفي تكرير النداء بربوبية اللَّه تعالى
إظهاراً لكثرة تضرعهم، وإلحاحهم المؤمّل منه الإجابة والقبول،
وهذا يدل على كمال إيمانهم، وعبوديتهم لربهم جلّ وعلا.
سألوا اللَّه تبارك وتعالى أن ينجز لهم ما وعدهم به على ألسنة الرسل
من النصر والتمكين في الأرض، والفوز برضوان اللَّه تعالى،
وجنانه في دار الآخرة، ثم أكّدوا ذلك متوسّلين أنّه لا يخلف الميعاد؛
لكمال صدقه في قوله ووعده، وكمال قدرته جلّ وعلا، كما قال:
]فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ، وقال عزّ من قائل:
{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا }، { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا }؛
لأن إخلاف الوعد إما أن يكون لكذب الواعد، وإما أن يكون لعجز
الواعد، وكلا الأمرين منتفيين عن اللَّه جلّ وعلا
ثم بيّن من سننه القويمة التي لا تتغيّر ولا تتبدّل، كما قال عزّ شأنه:
{ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا }
أنه يجيب من دعاه، ولاذ ببابه، وبجنابه العظيم.
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ } الآيات... أكّد بالإجابة السريعة (كما دلّت الفاء)،
والعظيمة بحصول مطلوبهم، كما دلّ على ذلك حرف (الفاء)،
و(السين)، و(التاء) الذي يفيد المبالغة، والتأكيد .
( وقوله: (ربهم)، ولم يقل اللَّه: (لأنهم كانوا يدعون بقولهم: { رَبَّنَا }،
فالموقع هنا يقتضي الربوبية، وهي هنا ربوبية خاصة؛ لأن ربوبيته
تعالى تنقسم إلى قسمين: عامّة وخاصّة، وقد اجتمع القسمان في قوله تعالى:
{ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ }
( ومقتضى الربوبية العامّة مطلق التصرف، ومقتضى
الربوبية الخاصّة النصر، والتأييد، و[الحفظ] )
وهذه الآيات البيّنات المشتملة على حسن الدعوات التي دعا بها أُلو الألباب
تحث العبد على الاجتهاد في الإكثار من الدعاء بها بتضرّعٍ وتذلّلٍ،
ومما يدلّ على أهميتها ما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم :
أنه كان يقرؤها إذا قام من الليل .
شرح
رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ
( الجزء الثاني و اﻷخير )
ففي تكرير النداء إظهار لكمال التضرع والخضوع، وهذا الذي ينبغي أن
يكون عليه الداعي من الضراعة والرغبة والرهبة في دعائه إلى مولاه ،
فإن ذلك أرجى في الإجابة والقبول.
{ رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا }: الذنوب طلبوا مغفرتها، والسيئات طلبوا
تكفيرها؛ لأن الذنوب هي: الكبائر، والسيئات هي الصغائر
{ وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا }: طلبوا المغفرة من صغائر الذنوب، بعد أن سألوا
المغفرة لكبار ذنوبهم، يدلّ على بسطهم في دعائهم لهذا المطلب الجليل،
و قد بيّنا أهمية البسط في الدعاء سابقاً.
{ وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ }: طلبوا الوفاة مع الأبرار وجملتهم، فتضمن هذا الدعاء
سؤال اللَّه التوفيق لفعل الخير، وترك الشرّ، الذي به يكون العبد من الأبرار.
{ رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ }: وفي تكرير النداء بربوبية اللَّه تعالى
إظهاراً لكثرة تضرعهم، وإلحاحهم المؤمّل منه الإجابة والقبول،
وهذا يدل على كمال إيمانهم، وعبوديتهم لربهم جلّ وعلا.
سألوا اللَّه تبارك وتعالى أن ينجز لهم ما وعدهم به على ألسنة الرسل
من النصر والتمكين في الأرض، والفوز برضوان اللَّه تعالى،
وجنانه في دار الآخرة، ثم أكّدوا ذلك متوسّلين أنّه لا يخلف الميعاد؛
لكمال صدقه في قوله ووعده، وكمال قدرته جلّ وعلا، كما قال:
]فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ ، وقال عزّ من قائل:
{ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا }، { وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا }؛
لأن إخلاف الوعد إما أن يكون لكذب الواعد، وإما أن يكون لعجز
الواعد، وكلا الأمرين منتفيين عن اللَّه جلّ وعلا
ثم بيّن من سننه القويمة التي لا تتغيّر ولا تتبدّل، كما قال عزّ شأنه:
{ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا }
أنه يجيب من دعاه، ولاذ ببابه، وبجنابه العظيم.
{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ } الآيات... أكّد بالإجابة السريعة (كما دلّت الفاء)،
والعظيمة بحصول مطلوبهم، كما دلّ على ذلك حرف (الفاء)،
و(السين)، و(التاء) الذي يفيد المبالغة، والتأكيد .
( وقوله: (ربهم)، ولم يقل اللَّه: (لأنهم كانوا يدعون بقولهم: { رَبَّنَا }،
فالموقع هنا يقتضي الربوبية، وهي هنا ربوبية خاصة؛ لأن ربوبيته
تعالى تنقسم إلى قسمين: عامّة وخاصّة، وقد اجتمع القسمان في قوله تعالى:
{ قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ }
( ومقتضى الربوبية العامّة مطلق التصرف، ومقتضى
الربوبية الخاصّة النصر، والتأييد، و[الحفظ] )
وهذه الآيات البيّنات المشتملة على حسن الدعوات التي دعا بها أُلو الألباب
تحث العبد على الاجتهاد في الإكثار من الدعاء بها بتضرّعٍ وتذلّلٍ،
ومما يدلّ على أهميتها ما ثبت عن النبي صلى الله عليه و سلم :
أنه كان يقرؤها إذا قام من الليل .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق