الرهاب الاجتماعي وتسارع دقَّات القلب
د. ياسر بكار
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
في البداية جزاكم الله كلَّ خيرٍ على جهودكم العظيمة والمثمِرة،
وستكون في موازين حسناتكم - بإذن الله.
دكتورنا الكريم، سأشرح مشكلتي بشكلٍ وافٍ، وأرجو منكم المعذرة
على الإطالة، أنا أعاني من بعض الرهاب الاجتماعي، وزيادة دقَّات القلب
وتسارُعها جدًّا، لما أتوقَّع أن يُطْلَب مني المشاركة على الملأ، أو إلقاء محتوًى ما،
ولو لَم يكن أمام الجمهور، كأن أكون جالسًا مثلاً.
ذهبْتُ إلى استشاري نفسي، وأخْبَرني أنَّ هذا هو أدنى درجات الرهاب،
وكان يحبِّذ عدم استخدام أدوية، ومع إصراري على أخْذ علاجٍ لحالتي،
أعطاني (ساليباكس) لمدة شهرين - حبَّة كلَّ يومٍ بعد الغداء -
وأيضًا أخْذ دواءين قبل الموقف الذي أتوقَّع أن أؤدِّي فيه عملاً ما،
فأشرب هذَيْن الدَّوَاءين قبل الموقف بساعتين، وهما: إندريال؛
للتحكُّم في التغييرات الجسديَّة، وxanax ؛ للتحكُّم في النفسية
- حسب ما قاله لي - والآن بعد أخْذ الساليباكس لمدة الشهرين،
تحسَّنْتُ بشكلٍ كبير - رُبَّما 70 % - عمَّا كنت عليه، وأصبحتُ أكثر ثِقَة بنفسي،
وتخلَّصت من الكثير مما كنت أعاني، ولكن بَقِي القليل منه،
بحيث ما زالت دقَّات القلب تزيد بقوة عند الوقوع في موقف
يُطْلَب فيه أن أؤدِّي عملاً ما، مع خوف نفسي يسير.
فما نصيحتكم في هذه الحالة؟ هل أشتري مرَّة أخرى ساليباكس،
وأستمر عليه؛ رُبَّما يعالجني؟
إنني أنزعج من هذه الحالة التي تُصيبني جدًّا، وأريد العلاج،
وإنني أبحث عن علاج بشكلٍ دائمٍ، وإن طالت مدة العلاج،
فلا أريد الاعتماد على هذَيْن الدَّواءين.
أرشدوني من فضْلكم، كلُّ الشكر والتقدير لجهودكم الكريمة.
الجواب
قرأتُ رسالتك، وأتفهَّم معاناتك، وأسأل الله لك التوفيق والعافية.
بصراحة قد تحتاج حالتكَ إلى أخْذ علاج (الساليباكس) مدة أطول،
واستخدام الإنديرال والزناكس بشكلٍ صحيح قبل وقت الحدَث سيكون مفيدًا أيضًا،
هناك اقتراحان:
الأوَّل:
هو الاكتفاء بأخْذ الإنديرال والدواء الآخر (Xanax)، قبل الموقف
المولِّد للقلق، كما كنتَ تفعل من قبل، دون العودة إلى استخدام (الساليباكس)،
ابدأ بهذه الطريقة أوَّلاً، وراقِب مدى الاستجابة.
لَم تذكُر لي جرعة دواء الإنديرال؛ لأنه يمكن زيادتها من أجْل التقليل
من زيادة ضربات القلب، ولا بد أن أَذْكر من أنَّ استخدام دواء (Xanax)
يجب أن يكون عند اللزوم، وليس بشكلٍ منتظم،
وهذا ما فَهِمتُه من سؤالك، ولكن وجَبَ التنبيه.
الآخر:
أن تعود لاستخدام الساليباكس بانتظام كما فعلتَ سابقًا، فهو دواء آمِن،
وليس من ضررٍ في استخدامه مدَّة أطول، ويُتَطَلَّب أن تستخدمَ الإنديرال
والزناكس قبل حدوث الموقف، كما شرَح لك الطبيب الفاضل.
أفضِّل هذا الخيار إذا شعرْتَ أنَّ الخيار الأول لَم يعطِ النتيجة المطلوبة،
ويُمكنك تجربة أخْذ حَبَّة واحدة من الساليباكس، بدلاً من حَبَّتين، وراقِبْ
مدى الاستجابة.
مع كلا الخياريْن،
ابذُل الجُهد دائمًا؛ لتطوير قُدراتك لمواجهة مثل هذه المواقف،
راقِب ما تحدّث به نفسك قبل وأثناء التعرُّض لهذه المواقف،
انتبه من البرمجة اللاواعية للعقل عبر كثرة ترديد كلمات سلبيَّة
عن صعوبة الموقف، وما سيحدث لو فشِلْتَ في الصمود، وهكذا.
هذا بالإضافة إلى الصور الذهنية السلبيَّة التي تمرُّ في أذهاننا قبل الحدَث
أو خلال اليوم، ومن جهة أخرى فإنَّ التعرُّض للمواقف بشكلٍ مستمر
يُقلِّل الرَّهبة منها، ويَجعلك أكثر جُرْأَة لمواجهتها، ومع ذلك لا بد
أن نتذكَّر أنَّ جزءًا من هذا القلق والخوف قد لا يذهب عبر التدريب؛
لأن له أساسًا بيولوجيًّا يحتاج إلى العلاج الدوائي.
د. ياسر بكار
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
في البداية جزاكم الله كلَّ خيرٍ على جهودكم العظيمة والمثمِرة،
وستكون في موازين حسناتكم - بإذن الله.
دكتورنا الكريم، سأشرح مشكلتي بشكلٍ وافٍ، وأرجو منكم المعذرة
على الإطالة، أنا أعاني من بعض الرهاب الاجتماعي، وزيادة دقَّات القلب
وتسارُعها جدًّا، لما أتوقَّع أن يُطْلَب مني المشاركة على الملأ، أو إلقاء محتوًى ما،
ولو لَم يكن أمام الجمهور، كأن أكون جالسًا مثلاً.
ذهبْتُ إلى استشاري نفسي، وأخْبَرني أنَّ هذا هو أدنى درجات الرهاب،
وكان يحبِّذ عدم استخدام أدوية، ومع إصراري على أخْذ علاجٍ لحالتي،
أعطاني (ساليباكس) لمدة شهرين - حبَّة كلَّ يومٍ بعد الغداء -
وأيضًا أخْذ دواءين قبل الموقف الذي أتوقَّع أن أؤدِّي فيه عملاً ما،
فأشرب هذَيْن الدَّوَاءين قبل الموقف بساعتين، وهما: إندريال؛
للتحكُّم في التغييرات الجسديَّة، وxanax ؛ للتحكُّم في النفسية
- حسب ما قاله لي - والآن بعد أخْذ الساليباكس لمدة الشهرين،
تحسَّنْتُ بشكلٍ كبير - رُبَّما 70 % - عمَّا كنت عليه، وأصبحتُ أكثر ثِقَة بنفسي،
وتخلَّصت من الكثير مما كنت أعاني، ولكن بَقِي القليل منه،
بحيث ما زالت دقَّات القلب تزيد بقوة عند الوقوع في موقف
يُطْلَب فيه أن أؤدِّي عملاً ما، مع خوف نفسي يسير.
فما نصيحتكم في هذه الحالة؟ هل أشتري مرَّة أخرى ساليباكس،
وأستمر عليه؛ رُبَّما يعالجني؟
إنني أنزعج من هذه الحالة التي تُصيبني جدًّا، وأريد العلاج،
وإنني أبحث عن علاج بشكلٍ دائمٍ، وإن طالت مدة العلاج،
فلا أريد الاعتماد على هذَيْن الدَّواءين.
أرشدوني من فضْلكم، كلُّ الشكر والتقدير لجهودكم الكريمة.
الجواب
قرأتُ رسالتك، وأتفهَّم معاناتك، وأسأل الله لك التوفيق والعافية.
بصراحة قد تحتاج حالتكَ إلى أخْذ علاج (الساليباكس) مدة أطول،
واستخدام الإنديرال والزناكس بشكلٍ صحيح قبل وقت الحدَث سيكون مفيدًا أيضًا،
هناك اقتراحان:
الأوَّل:
هو الاكتفاء بأخْذ الإنديرال والدواء الآخر (Xanax)، قبل الموقف
المولِّد للقلق، كما كنتَ تفعل من قبل، دون العودة إلى استخدام (الساليباكس)،
ابدأ بهذه الطريقة أوَّلاً، وراقِب مدى الاستجابة.
لَم تذكُر لي جرعة دواء الإنديرال؛ لأنه يمكن زيادتها من أجْل التقليل
من زيادة ضربات القلب، ولا بد أن أَذْكر من أنَّ استخدام دواء (Xanax)
يجب أن يكون عند اللزوم، وليس بشكلٍ منتظم،
وهذا ما فَهِمتُه من سؤالك، ولكن وجَبَ التنبيه.
الآخر:
أن تعود لاستخدام الساليباكس بانتظام كما فعلتَ سابقًا، فهو دواء آمِن،
وليس من ضررٍ في استخدامه مدَّة أطول، ويُتَطَلَّب أن تستخدمَ الإنديرال
والزناكس قبل حدوث الموقف، كما شرَح لك الطبيب الفاضل.
أفضِّل هذا الخيار إذا شعرْتَ أنَّ الخيار الأول لَم يعطِ النتيجة المطلوبة،
ويُمكنك تجربة أخْذ حَبَّة واحدة من الساليباكس، بدلاً من حَبَّتين، وراقِبْ
مدى الاستجابة.
مع كلا الخياريْن،
ابذُل الجُهد دائمًا؛ لتطوير قُدراتك لمواجهة مثل هذه المواقف،
راقِب ما تحدّث به نفسك قبل وأثناء التعرُّض لهذه المواقف،
انتبه من البرمجة اللاواعية للعقل عبر كثرة ترديد كلمات سلبيَّة
عن صعوبة الموقف، وما سيحدث لو فشِلْتَ في الصمود، وهكذا.
هذا بالإضافة إلى الصور الذهنية السلبيَّة التي تمرُّ في أذهاننا قبل الحدَث
أو خلال اليوم، ومن جهة أخرى فإنَّ التعرُّض للمواقف بشكلٍ مستمر
يُقلِّل الرَّهبة منها، ويَجعلك أكثر جُرْأَة لمواجهتها، ومع ذلك لا بد
أن نتذكَّر أنَّ جزءًا من هذا القلق والخوف قد لا يذهب عبر التدريب؛
لأن له أساسًا بيولوجيًّا يحتاج إلى العلاج الدوائي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق