بطولات هزت الجبال
لمحمد بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف
يحطم كبرياء رستم
البطل : ربعي بن عامر رضى الله عنه .
البطولة : في العزة .
تفاصيل البطولة :
في غزوة القادسية أرسل رستم قائد الروم إلى سعد بن أبي وقاص قائد
المسلمين أن ابعث إلينا رجلاً نكلمه ويكلمنا، فأرسل سعد ربعي بن عامر إليهم .
فدخل ربعي عليهم وقد زين رستم مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي
المبثوثة وأظهر اليواقيت والوسائد المنسوجة بالذهب والزينة العظيمة
وغير ذلك من الأمتعة الثمينة.. وعليه تاج من الذهب ويجلس على
سرير من الذهب , فدخل عليه ربعي بثياب صفيقة ومعه سلاحه وسيفه
الذي وضعه في خرقة وترس وفرس قصيرة .. ولم يزل راكبًا الفرس
حتى داس بها على البساط.. ثم نزل وربط حبل فرسه بوسادتين شقهما،
فلما اقترب من رستم قال له الجنود : ضع سلاحك , فقال : إني لم آتكم فأضع
سلاحي بأمركم ولكني أتيتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا
وإلا رجعت , فقال رستم : ائذنوا له , فأقبل ربعي وهو يمشي ويمزق الوسائد
والنمارق التي في طريقه فلم يدع لهم وسادة ولا نمرقًا إلا
أفسدها وهتكها، فلما أقبل عند رستم قال له : ما جاء بكم ؟
فقال ربعي كلمات سطرها التاريخ، كلمات حُقَّ لها أن تكتب بمداد من
ذهب، قال : (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عباده من عبادة العباد
إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان
إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل
ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى
موعود الله)
فقال رستم: وما موعود الله ؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى
الدخول في الإسلام والنصر لمن بقي.
فقال رستم : قد سمعنا مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر
فيه وتنظروا , فقال: نعم .. ولكن كم أحب إليكم ؟ يومًا أو يومين ؟
قال : لا، بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا ونتشاور في أمرنا ..
فقال له ربعي : ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر
القتال أكثر من ثلاث ليال فانظر في أمرك وأمر قومك ثم اختر واحدة
من ثلاث بعد ثلاث ليال : إما الإسلام، وإما القتال، وإما الجزية عن يد
وأنتم صاغرون، وأنا كفيل بذلك عن أصحابي .
فتعجب رستم وقال له : أسيدهم أنت حتى تقرر ؟ فقال : لا، ولكن
المسلمين كالجسد الواحد بعضهم من بعض يجير أدناهم على أعلاهم .
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال : هل رأيتم قط أرجح وأعظم عزًا
من كلام هذا الرجل ؟ فقالوا : معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا
وتدع دينك إلى هذا الكلب – أي تدخل في الإسلام – أما ترى إلى ثيابه ؟
فقال رستم : ويلكم لا تنظروا إلى الثياب ولكن انظروا إلى الرأي
والكلام والسيرة، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل ويصونون
الأحساب .
* العبرة المنتقاة :
إن المؤمن بالله عز وجل لا يذل ولا يخنع لأي أحد سوى الله؛ لأنه يعلم
علم اليقين أن الله تعالى هو المدبر لهذا الكون القائم بأمره ..
إذا فلم يذل نفسه لغير الله بل يذل نفسه لبشر مثله ؟! حتى وإن كان في يد
هذا البشر مظاهر القوة المادية إلا أنه ضعيف أمام الله عز وجل .
حيث إن : ربعي بن عامر رضى الله عنه يقف أمام رستم قائد الفرس
وهو في زينته وبين جنوده وحرسه فلا يذل له بل يقف أمامه كالليث
أمام فريسته ( البداية والنهاية 7/43-44 بتصرف) .
لمحمد بن عبد الرحمن بن عبد اللطيف
يحطم كبرياء رستم
البطل : ربعي بن عامر رضى الله عنه .
البطولة : في العزة .
تفاصيل البطولة :
في غزوة القادسية أرسل رستم قائد الروم إلى سعد بن أبي وقاص قائد
المسلمين أن ابعث إلينا رجلاً نكلمه ويكلمنا، فأرسل سعد ربعي بن عامر إليهم .
فدخل ربعي عليهم وقد زين رستم مجلسه بالنمارق المذهبة والزرابي
المبثوثة وأظهر اليواقيت والوسائد المنسوجة بالذهب والزينة العظيمة
وغير ذلك من الأمتعة الثمينة.. وعليه تاج من الذهب ويجلس على
سرير من الذهب , فدخل عليه ربعي بثياب صفيقة ومعه سلاحه وسيفه
الذي وضعه في خرقة وترس وفرس قصيرة .. ولم يزل راكبًا الفرس
حتى داس بها على البساط.. ثم نزل وربط حبل فرسه بوسادتين شقهما،
فلما اقترب من رستم قال له الجنود : ضع سلاحك , فقال : إني لم آتكم فأضع
سلاحي بأمركم ولكني أتيتكم حين دعوتموني فإن تركتموني هكذا
وإلا رجعت , فقال رستم : ائذنوا له , فأقبل ربعي وهو يمشي ويمزق الوسائد
والنمارق التي في طريقه فلم يدع لهم وسادة ولا نمرقًا إلا
أفسدها وهتكها، فلما أقبل عند رستم قال له : ما جاء بكم ؟
فقال ربعي كلمات سطرها التاريخ، كلمات حُقَّ لها أن تكتب بمداد من
ذهب، قال : (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عباده من عبادة العباد
إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعتها، ومن جور الأديان
إلى عدل الإسلام، فأرسلنا بدينه إلى خلقه لندعوهم إليه، فمن قبل
ذلك قبلنا منه ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبدًا حتى نفضي إلى
موعود الله)
فقال رستم: وما موعود الله ؟ قال: الجنة لمن مات على قتال من أبى
الدخول في الإسلام والنصر لمن بقي.
فقال رستم : قد سمعنا مقالتكم فهل لكم أن تؤخروا هذا الأمر حتى ننظر
فيه وتنظروا , فقال: نعم .. ولكن كم أحب إليكم ؟ يومًا أو يومين ؟
قال : لا، بل حتى نكاتب أهل رأينا ورؤساء قومنا ونتشاور في أمرنا ..
فقال له ربعي : ما سن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نؤخر
القتال أكثر من ثلاث ليال فانظر في أمرك وأمر قومك ثم اختر واحدة
من ثلاث بعد ثلاث ليال : إما الإسلام، وإما القتال، وإما الجزية عن يد
وأنتم صاغرون، وأنا كفيل بذلك عن أصحابي .
فتعجب رستم وقال له : أسيدهم أنت حتى تقرر ؟ فقال : لا، ولكن
المسلمين كالجسد الواحد بعضهم من بعض يجير أدناهم على أعلاهم .
فاجتمع رستم برؤساء قومه فقال : هل رأيتم قط أرجح وأعظم عزًا
من كلام هذا الرجل ؟ فقالوا : معاذ الله أن تميل إلى شيء من هذا
وتدع دينك إلى هذا الكلب – أي تدخل في الإسلام – أما ترى إلى ثيابه ؟
فقال رستم : ويلكم لا تنظروا إلى الثياب ولكن انظروا إلى الرأي
والكلام والسيرة، إن العرب يستخفون بالثياب والمأكل ويصونون
الأحساب .
* العبرة المنتقاة :
إن المؤمن بالله عز وجل لا يذل ولا يخنع لأي أحد سوى الله؛ لأنه يعلم
علم اليقين أن الله تعالى هو المدبر لهذا الكون القائم بأمره ..
إذا فلم يذل نفسه لغير الله بل يذل نفسه لبشر مثله ؟! حتى وإن كان في يد
هذا البشر مظاهر القوة المادية إلا أنه ضعيف أمام الله عز وجل .
حيث إن : ربعي بن عامر رضى الله عنه يقف أمام رستم قائد الفرس
وهو في زينته وبين جنوده وحرسه فلا يذل له بل يقف أمامه كالليث
أمام فريسته ( البداية والنهاية 7/43-44 بتصرف) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق