الغضب لا تكتمه كله
أحمد سعد
الجزء الأول - 02
الغضب لا تكتمه كله وعبر عنه بحكمة
قد يتساءل المرء ؟
ما هو الغضب ، لماذا الغضب ؟
وكيف نتعامل معه ؟
وما هي نظرة علماء النفس اليه؟ .
يعرف الغضب : بأنه حالة انفعالية وثوران في النفس ،
وقد عرفه الغزالي بـ: غليان دم القلب بطلب الانتقام .
ويعتبره بعض الناس عاطفة سيئة ،
إلا أنه استجابة إنسانية عادية لما يشعر به الإنسان من التهديد أو الإحباط
أو المهاجمة، حيث يستعد الجسم البشري بطريقة أوتوماتيكية
لرد فعل دماغي من هذه العوامل مما يزيد ضربات القلب ويسرع التنفس،
ويزداد إفراز الأدرينالين في الدم،
وهكذا يزداد التوتر، وهذا جزء من الشعور الذي يطلق عليه الغضب،
الذي يعد عطية منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان لتكون منفذًا
يُخرج الضغط الزائد، كما أنه قوة كامنة ومصدر من مصادر الطاقة
مثل البترول واليورانيوم القابل للانفجار، الذي قد يدّمر كل شيء
إذا أسيء استخدامه، و له فوائد ضخمة إذا أحسن الإنسان إدارته
كما يستفيد من البترول.
اما الأسباب الحقيقية للغضب فيمكن حصرها في العوامل التالية:
عوامل خارجية:
وهي عوامل خارجة عن نطاق الإنسان ؛
مثل أن يذهب شخص مسافر لركوب الطائرة ويفاجأ بتعطل العربة التي تقله
إلى المطار، أو مثل أن تفرغ قنينة الغاز ما يؤخر أو يفسد اعداد طبخة ما.
عوامل سيكولوجية:
وهي عوامل نفسية داخلية خاصة بالشخص ؛
مثل أن ينتاب الرجل شعوراً بالغضب نتيجة قلقه على مستقبله ،
أو فشله في انجاز امر ما, أو..،
وهنا تتوقف إدارة الغضب والتحكم به على تجارب الإنسان السابقة
ورؤيته النفسية وإمكاناته الخاصة.
عوامل فسيولوجية:
وهي العوامل الجسدية التي يتعرض لها الإنسان منها قلة النوم والإرهاق،
والإصابة ببعض الأمراض مثل السكر، والضغط، والقلب،
وفترة ما بعد الوضع ( الولادة ) بالنسبة للأم.
وحيث إن هناك فروقًا فردية بين الأشخاص بالنسبة لتأثرهم بتلك العوامل،
وبالتالي في عاطفة وشعور الغضب من حيث سرعته أو شدته.
وبناء على هذه العوامل، فإن الغضب يختلف بين الرجل والمرأة،
وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الرجل أسرع غضبًا من المرأة ،
والتي تمتاز أيضًا بقدر أكبر من تحمّل وكتمان مظاهر الغضب.
وللغضب دورة يمر بها الإنسان الذي يشعر بهذا الإحساس بدءاً من :
- مشاعر الغضب .
- فقد السيطرة على النفس .
- سلوك غير لائق عدواني عنيف .
- الإحساس بنوع من الراحة .
- شعور بالذنب .
- لماذا تصرفت هكذا؟ .
- تبرير التصرف غير الاجتماعي .
وهكذا نجد اربع مراحل:
المرحلة الأولى :
مشاعر الغضب نتيجة أي من العوامل السابقة منفردة أو مجتمعة.
المرحلة الثانية:
هذه المشاعر والضغوط تلح على الإنسان ليخرجها ويتخلص من ضغطها ،
ما يؤدي إلى عدم تحكمه في تصرفاته وفقدان ما نسميه الانضباط النفسي،
و يتصرف تصرفات غير سوية تتسم بالعدوانية والعنف،
وما إن تنتهي هذه السلوكيات يشعر الغاضب أو الغاضبة بالهدوء والراحة
ثم يعود إلى توازنه.
المرحلة الثالثة:
وهي المرحلة التي تظهر بعد استعادة الإنسان لمقاليد نفسه
وانضباط سلوكه ، فيبدأ مراجعة نفسه ومحاسبتها على تلك التصرفات
التي لا تليق ، وهو ما يؤدي إلى ما يعرف بتأنيب الضمير،
وتنهال عليه الأسئلة من خلال الحوار الداخلي مع النفس عن :
لماذا تصرفت هكذا؟ كيف قمت بتلك التصرفات؟ ...
المرحلة الرابعة:
وهي التي تلي مباشرة مرحلة « المساءلة » عندما تبدأ دفاعيات
الإنسان في عملها في تبرير تصرفاته ، ووضع المسببات والأعذار ،
وتلقي باللائمة على الظروف أو الأشخاص أو الأمراض،
وهو ما يعيد ويثير في داخله مرة أخرى الإحساس بالقهر والإحباط،
فتتصاعد مرة أخرى مشاعر الغضب،
وهكذا تعود دائرة الغضب التي لا تنتهي.
علماء النفس ينصحون بالغضب ، فهو عاطفة طبيعية وإن كانت تختلف
في قدرها من شخص إلى آخر، ولكن يجب ألا يصاحبه أخطاء
وسلوكيات منحرفة، و لأن تخزين الغضب يؤدي لمرض الاكتئاب.
كما يجعل الإنسان يبحث عن أسباب غير حقيقية ليخفف بها حدة التوتر
الذي يعيشه .
أيضاً يجب التعامل مع الغضب لأن الإحباط والغضب غير المنطقي
هو عبارة عن إسقاط لغضب داخلي ، يتمثل في رغبات أنانية لم تتحقق،
ولكن السؤال الأهم هنا كيف يمكن التعامل مع الغضب ؟
قسّم علماء النفس والدراسات الإنسانية التعامل مع الغضب
إلى اتجاهين متطرفين هما:
الاتجاه الأول: الكبت والإخماد
وأصحابه يتبنون مبدأ السلام بأي ثمن، فهم يتجنبون النزاعات
ويتفادون الخصومات، ويحاولون بكل الطرق دفن وتغطية هذه المشاعر،
ويظهرون للعالم الخارجي أن كل شيء على ما يرام،
ودائماً يحاولون إقناع أنفسهم أولاً والآخرين من حولهم بأن حياتهم
تخلو من المضايقات.
وغالباً ما يكون لهذا التصرف ثمن باهظ هدفه سطحي ظاهري
مع تكوين علاقات هشة وضحلة ، تؤدي تراكماته إلى الغل والحقد
داخل النفس.
انتظرونا فى الجزء الثانى إن شاء الله تعالى
أحمد سعد
الجزء الأول - 02
الغضب لا تكتمه كله وعبر عنه بحكمة
قد يتساءل المرء ؟
ما هو الغضب ، لماذا الغضب ؟
وكيف نتعامل معه ؟
وما هي نظرة علماء النفس اليه؟ .
يعرف الغضب : بأنه حالة انفعالية وثوران في النفس ،
وقد عرفه الغزالي بـ: غليان دم القلب بطلب الانتقام .
ويعتبره بعض الناس عاطفة سيئة ،
إلا أنه استجابة إنسانية عادية لما يشعر به الإنسان من التهديد أو الإحباط
أو المهاجمة، حيث يستعد الجسم البشري بطريقة أوتوماتيكية
لرد فعل دماغي من هذه العوامل مما يزيد ضربات القلب ويسرع التنفس،
ويزداد إفراز الأدرينالين في الدم،
وهكذا يزداد التوتر، وهذا جزء من الشعور الذي يطلق عليه الغضب،
الذي يعد عطية منحها الله سبحانه وتعالى للإنسان لتكون منفذًا
يُخرج الضغط الزائد، كما أنه قوة كامنة ومصدر من مصادر الطاقة
مثل البترول واليورانيوم القابل للانفجار، الذي قد يدّمر كل شيء
إذا أسيء استخدامه، و له فوائد ضخمة إذا أحسن الإنسان إدارته
كما يستفيد من البترول.
اما الأسباب الحقيقية للغضب فيمكن حصرها في العوامل التالية:
عوامل خارجية:
وهي عوامل خارجة عن نطاق الإنسان ؛
مثل أن يذهب شخص مسافر لركوب الطائرة ويفاجأ بتعطل العربة التي تقله
إلى المطار، أو مثل أن تفرغ قنينة الغاز ما يؤخر أو يفسد اعداد طبخة ما.
عوامل سيكولوجية:
وهي عوامل نفسية داخلية خاصة بالشخص ؛
مثل أن ينتاب الرجل شعوراً بالغضب نتيجة قلقه على مستقبله ،
أو فشله في انجاز امر ما, أو..،
وهنا تتوقف إدارة الغضب والتحكم به على تجارب الإنسان السابقة
ورؤيته النفسية وإمكاناته الخاصة.
عوامل فسيولوجية:
وهي العوامل الجسدية التي يتعرض لها الإنسان منها قلة النوم والإرهاق،
والإصابة ببعض الأمراض مثل السكر، والضغط، والقلب،
وفترة ما بعد الوضع ( الولادة ) بالنسبة للأم.
وحيث إن هناك فروقًا فردية بين الأشخاص بالنسبة لتأثرهم بتلك العوامل،
وبالتالي في عاطفة وشعور الغضب من حيث سرعته أو شدته.
وبناء على هذه العوامل، فإن الغضب يختلف بين الرجل والمرأة،
وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن الرجل أسرع غضبًا من المرأة ،
والتي تمتاز أيضًا بقدر أكبر من تحمّل وكتمان مظاهر الغضب.
وللغضب دورة يمر بها الإنسان الذي يشعر بهذا الإحساس بدءاً من :
- مشاعر الغضب .
- فقد السيطرة على النفس .
- سلوك غير لائق عدواني عنيف .
- الإحساس بنوع من الراحة .
- شعور بالذنب .
- لماذا تصرفت هكذا؟ .
- تبرير التصرف غير الاجتماعي .
وهكذا نجد اربع مراحل:
المرحلة الأولى :
مشاعر الغضب نتيجة أي من العوامل السابقة منفردة أو مجتمعة.
المرحلة الثانية:
هذه المشاعر والضغوط تلح على الإنسان ليخرجها ويتخلص من ضغطها ،
ما يؤدي إلى عدم تحكمه في تصرفاته وفقدان ما نسميه الانضباط النفسي،
و يتصرف تصرفات غير سوية تتسم بالعدوانية والعنف،
وما إن تنتهي هذه السلوكيات يشعر الغاضب أو الغاضبة بالهدوء والراحة
ثم يعود إلى توازنه.
المرحلة الثالثة:
وهي المرحلة التي تظهر بعد استعادة الإنسان لمقاليد نفسه
وانضباط سلوكه ، فيبدأ مراجعة نفسه ومحاسبتها على تلك التصرفات
التي لا تليق ، وهو ما يؤدي إلى ما يعرف بتأنيب الضمير،
وتنهال عليه الأسئلة من خلال الحوار الداخلي مع النفس عن :
لماذا تصرفت هكذا؟ كيف قمت بتلك التصرفات؟ ...
المرحلة الرابعة:
وهي التي تلي مباشرة مرحلة « المساءلة » عندما تبدأ دفاعيات
الإنسان في عملها في تبرير تصرفاته ، ووضع المسببات والأعذار ،
وتلقي باللائمة على الظروف أو الأشخاص أو الأمراض،
وهو ما يعيد ويثير في داخله مرة أخرى الإحساس بالقهر والإحباط،
فتتصاعد مرة أخرى مشاعر الغضب،
وهكذا تعود دائرة الغضب التي لا تنتهي.
علماء النفس ينصحون بالغضب ، فهو عاطفة طبيعية وإن كانت تختلف
في قدرها من شخص إلى آخر، ولكن يجب ألا يصاحبه أخطاء
وسلوكيات منحرفة، و لأن تخزين الغضب يؤدي لمرض الاكتئاب.
كما يجعل الإنسان يبحث عن أسباب غير حقيقية ليخفف بها حدة التوتر
الذي يعيشه .
أيضاً يجب التعامل مع الغضب لأن الإحباط والغضب غير المنطقي
هو عبارة عن إسقاط لغضب داخلي ، يتمثل في رغبات أنانية لم تتحقق،
ولكن السؤال الأهم هنا كيف يمكن التعامل مع الغضب ؟
قسّم علماء النفس والدراسات الإنسانية التعامل مع الغضب
إلى اتجاهين متطرفين هما:
الاتجاه الأول: الكبت والإخماد
وأصحابه يتبنون مبدأ السلام بأي ثمن، فهم يتجنبون النزاعات
ويتفادون الخصومات، ويحاولون بكل الطرق دفن وتغطية هذه المشاعر،
ويظهرون للعالم الخارجي أن كل شيء على ما يرام،
ودائماً يحاولون إقناع أنفسهم أولاً والآخرين من حولهم بأن حياتهم
تخلو من المضايقات.
وغالباً ما يكون لهذا التصرف ثمن باهظ هدفه سطحي ظاهري
مع تكوين علاقات هشة وضحلة ، تؤدي تراكماته إلى الغل والحقد
داخل النفس.
انتظرونا فى الجزء الثانى إن شاء الله تعالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق