الخميس، 23 مايو 2019

الأصحاب في القرآن (9)

الأصحاب في القرآن (9)


تأليف أبو إسلام أحمد بن علي

13- صاحب الحوت

13- صاحب الحوت - 14- صاحب الجنتين



- هو يونس بن متى عليه السلام , فقد بعثه الله تعالى إلى أهل قرية

نينوى وهي قرية من أرض الموصل فدعاهم إلى الله تعالى فأبوا عليه

وتمادوا على كفرهم فخرج من بين أظهرهم مغاضبا لهم ووعدهم

بالعذاب بعد ثلاث فلما تحققوا منه ذلك و علموا أن النبي لا يكذب

خرجوا إلى الصحراء بأطفالهم و أنعامهم و مواشيهم و فرقوا بين الأمهات

و أولادها ثم تضرعوا إلى الله عز وجل و جأروا إليه و رغت الإبل

و فصلانها و خارت البقر و أولادها و ثغت الغنم و سخالها

فرفع الله عنهم العذاب قال الله تعالى :

{ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا

عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَىٰ حِينٍ }

و أما يونس عليه السلام فإنه ذهب فركب مع قوم في سفينة فلججت

بهم و خافوا أن يغرقوا فاقترعوا على رجل يلقونه من بينهم يتخففون

منه فوقعت القرعة على يونس فأبوا أن يلقوه ثم أعادوها فوقعت عليه

أيضا فأبوا ثم أعادوها فوقعت عليه أيضا قال الله تعالى :

{ فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ }

أي وقعت عليه القرعة فقام يونس عليه السلام وتجرد من ثيابه ثم

ألقى نفسه في البحر وقد أرسل الله سبحانه من البحر الأخضر فيما

قاله بن مسعود حوتا و منه قوله تعالى :

{ فَالْتَقَى المآء على أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ }

أي قدر وقوله فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت

من الظالمين قال بن مسعود ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر

وظلمة الليل وكذا روى عن بن عباس وعمرو بن ميمون وسعيد بن جبير

ومحمد بن كعب و الضحاك والحسن وقتادة وقال سالم بن أبي الجعد ظلمة

حوت في بطن حوت آخر في ظلمة البحر قال بن مسعود وبن عباس

وغيرهما وذلك أنه ذهب به الحوت في البحار يشقها حتى انتهى به

إلى قرار البحر فسمع يونس تسبيح الحصى في قراره فعند ذلك و هنالك قال

{ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ }

وقال عوف الأعرابي لما صار يونس في بطن الحوت ظن أنه قد مات

ثم حرك رجليه فلما تحركت سجد مكانه ثم نادى يا رب اتخذت لك

مسجدا في موضع لم يبلغه أحد من الناس وقال سعيد بن أبي الحسن البصري

مكث في بطن الحوت أربعين يوما رواهما بن جرير وقال محمد بن إسحاق

بن يسار عمن حدثه عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة سمعت أبا هريرة

يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أراد

الله حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا

تخدش له لحما ولا تكسر له عظما فلما انتهى به إلى أسفل البحر سمع

يونس حسا فقال في نفسه ما هذا فأوحى الله إليه وهو في بطن الحوت

أن هذا تسبيح دواب البحر قال وسبح وهو في بطن الحوت فسمعت

الملائكة تسبيحه فقالوا يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة

قال ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر قالوا

العبد الصالح الذي كان يصعد إليك منه في كل يوم وليلة عمل صالح قال نعم

قال فشفعوا له عند ذلك فأمر الحوت فقذفه في الساحل كما قال الله تعالى

وهو سقيم . رواه بن جرير ورواه البزار في مسنده .



تفسير ابن كثير ج3/ص192-193

قال الله تعالى :

{فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ }

القلم48

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق