الأصحاب في القرآن (10)
14- صاحب الجنتين
- وهما صاحبين أحدهما مؤمن، والآخر كافر، وقد جعلنا للكافر حديقتين
من أعناب ، وأحطناهما بنخل كثير، وأنبتنا وسطهما زروعًا مختلفة نافعة .
وقد أثمرت كل واحدة من الحديقتين ثمرها، ولم تُنْقِص منه شيئًا،
وشققنا بينهما نهرًا لسقيهما بسهولة ويسر. وكان لصاحب الحديقتين
ثمر و أموال أخرى، فقال لصاحبه المؤمن، وهو يحاوره في الحديث ،
و الغرور يملؤه : أنا أكثر منك مالا وأعز أنصارًا وأعوانًا . و دخل حديقته،
وهو ظالم لنفسه بالكفر بالبعث ، و شكه في قيام الساعة،
فأعجبته ثمارها و قال : ما أعتقد أن تَهْلِك هذه الحديقة مدى الحياة،
وما أعتقد أن القيامة واقعة ، و إن فُرِضَ وقوعها -كما تزعم أيها
المؤمن- ورُجعتُ إلى ربي لأجدنَّ عنده أفضل من هذه الحديقة مرجعًا
ومردًا؛ لكرامتي و منزلتي عنده . قال له صاحبه المؤمن ، و هو
يحاوره واعظًا له : كيف تكفر بالله الذي خلقك مِن تراب، ثم مِن نطفة
الأبوين ، ثم سَوَّاك بشرًا معتدل القامة والخَلْق؟ وفي هذه المحاورة دليل
على أن القادر على ابتداء الخلق، قادر على إعادتهم. لكن أنا لا أقول
بمقالتك الدالة على كفرك، وإنما أقول: المنعم المتفضل هو الله ربي
وحده ، ولا أشرك في عبادتي له أحدًا غيره . وهلا حين دخَلْتَ حديقتك
فأعجبتك حَمِدت الله، و قلت : هذا ما شاء الله لي ، لا قوة لي على
تحصيله إلا بالله. إن كنت تراني أقل منك مالا وأولادًا، فعسى ربي أن
يعطيني أفضل من حديقتك ، و يسلبك النعمة بكفرك، ويرسل على
حديقتك عذابا من السماء ، فتصبح أرضًا ملساء جرداء لا تثبت عليها قدم،
ولا ينبت فيها نبات ، أو يصير ماؤها الذي تُسقى منه غائرًا في الأرض،
فلا تقدر على إخراجه . و تحَقَّقَ ما قاله المؤمن، ووقع الدمار بالحديقة،
فهلك كل ما فيها ، فصار الكافر يُقَلِّب كفيه حسرةً وندامة على ما أنفق فيها ،
و هي خاوية قد سقط بعضها على بعض ، و يقول : يا ليتني عرفت
نِعَمَ الله وقدرته فلم أشرك به أحدًا . و هذا ندم منه حين لا ينفعه الندم .
ولم تكن له جماعة ممن افتخر بهم يمنعونه مِن عقاب الله النازل به ،
و ما كان ممتنعًا بنفسه و قوته . في مثل هذه الشدائد تكون الولاية
و النصرة لله الحق ، هو خير جزاءً ، و خير عاقبة لمن تولاهم
من عباده المؤمنين .
التفسير الميسر
قال الله تعالى :
1 - { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً }
الكهف34
قال الله تعالى :
2 - { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن
نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً }
الكهف37
14- صاحب الجنتين
- وهما صاحبين أحدهما مؤمن، والآخر كافر، وقد جعلنا للكافر حديقتين
من أعناب ، وأحطناهما بنخل كثير، وأنبتنا وسطهما زروعًا مختلفة نافعة .
وقد أثمرت كل واحدة من الحديقتين ثمرها، ولم تُنْقِص منه شيئًا،
وشققنا بينهما نهرًا لسقيهما بسهولة ويسر. وكان لصاحب الحديقتين
ثمر و أموال أخرى، فقال لصاحبه المؤمن، وهو يحاوره في الحديث ،
و الغرور يملؤه : أنا أكثر منك مالا وأعز أنصارًا وأعوانًا . و دخل حديقته،
وهو ظالم لنفسه بالكفر بالبعث ، و شكه في قيام الساعة،
فأعجبته ثمارها و قال : ما أعتقد أن تَهْلِك هذه الحديقة مدى الحياة،
وما أعتقد أن القيامة واقعة ، و إن فُرِضَ وقوعها -كما تزعم أيها
المؤمن- ورُجعتُ إلى ربي لأجدنَّ عنده أفضل من هذه الحديقة مرجعًا
ومردًا؛ لكرامتي و منزلتي عنده . قال له صاحبه المؤمن ، و هو
يحاوره واعظًا له : كيف تكفر بالله الذي خلقك مِن تراب، ثم مِن نطفة
الأبوين ، ثم سَوَّاك بشرًا معتدل القامة والخَلْق؟ وفي هذه المحاورة دليل
على أن القادر على ابتداء الخلق، قادر على إعادتهم. لكن أنا لا أقول
بمقالتك الدالة على كفرك، وإنما أقول: المنعم المتفضل هو الله ربي
وحده ، ولا أشرك في عبادتي له أحدًا غيره . وهلا حين دخَلْتَ حديقتك
فأعجبتك حَمِدت الله، و قلت : هذا ما شاء الله لي ، لا قوة لي على
تحصيله إلا بالله. إن كنت تراني أقل منك مالا وأولادًا، فعسى ربي أن
يعطيني أفضل من حديقتك ، و يسلبك النعمة بكفرك، ويرسل على
حديقتك عذابا من السماء ، فتصبح أرضًا ملساء جرداء لا تثبت عليها قدم،
ولا ينبت فيها نبات ، أو يصير ماؤها الذي تُسقى منه غائرًا في الأرض،
فلا تقدر على إخراجه . و تحَقَّقَ ما قاله المؤمن، ووقع الدمار بالحديقة،
فهلك كل ما فيها ، فصار الكافر يُقَلِّب كفيه حسرةً وندامة على ما أنفق فيها ،
و هي خاوية قد سقط بعضها على بعض ، و يقول : يا ليتني عرفت
نِعَمَ الله وقدرته فلم أشرك به أحدًا . و هذا ندم منه حين لا ينفعه الندم .
ولم تكن له جماعة ممن افتخر بهم يمنعونه مِن عقاب الله النازل به ،
و ما كان ممتنعًا بنفسه و قوته . في مثل هذه الشدائد تكون الولاية
و النصرة لله الحق ، هو خير جزاءً ، و خير عاقبة لمن تولاهم
من عباده المؤمنين .
التفسير الميسر
قال الله تعالى :
1 - { وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً }
الكهف34
قال الله تعالى :
2 - { قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن
نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً }
الكهف37
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق