التكامل والمرونة في الحياة الزوجية
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ الملخص:
شابٌّ متزوج لا يُحبُّ زوجته بسبب عصبيتها وطلَبِها تبريرًا منطقيًّا لكل
فعلٍ يفعله! يُفكر في الطلاق، لكنه متردِّدٌ ويُريد المشورة.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ متزوج منذ 4 سنوات، زوجتي درست الهندسة ولله الحمد،
لكني أشعُر بالندم بعد تلك السنوات أني تزوجتُها؛ وذلك للأسباب الآتية:
1- والدة زوجتي تتدخَّل في حياتنا كثيرًا، ولولا أني أضَعُ لها حدودًا
لأفْسَدَتْ علينا حياتنا.
2- زوجتي عصبية وحادَّة الطبع جدًّا، وصوتُها مرتفعٌ باستمرار،
وتريد تبريرًا منطقيًّا لكل شيءٍ أفعله.
3- إذا طلبتُ منها شيئًا تُفسِّره على أنه تسلُّط.
4- أراها في عيني قبيحةً، ومع أنها تحبني لكنني لا أحبها!
المشكلة الآن أنها تُريد الإنجاب (ولدينا أولاد والحمد لله)،
وأنا أرفض الفكرة، فأنا لا أحبُّها وأخشى الانفصال.
أفكِّر جديًّا في طلاقها، فما رأيكم بارك الله فيكم؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصُلكم معنا،
يقولون: إنَّ أول خمس سنوات مِن الزواج تكون عاصفةً، فإذا تمَكَّنْتم
مِن اجتيازها، فما بعدها سيكون أسهل وأيسر.
وبفضل الله قد أوشكتم على تجاوُزها بسلامٍ، رغم وجود بعض الصعوبات.
في واقع الأمر ما فهمناه مِن رسالتك حول الصفات السيئة التي في زوجتك
أمران: حادة الطبع - تطلُب تبريرًا منطقيًّا لكل فعله تفعله.
وقبل أن نُجيبك عن هاتين الصفتين، نُحبُّ أن نهمسَ في أُذنك بأنَّ
الحياة الزوجية تقوم على التكامل لا التفاضل! وهذا ليس مُصطلحًا
في الرياضيات فحسبُ، بل هو مُصطلح يتعلَّق بالحياة الزوجية التي مَبناها
على الشراكة، وأن يكملَ أحد الزوجينِ النقصَ الذي يَجِدُه في الآخر،
وأن يصبرَ أحدُ الزوجين على الصفات السلبية التي يجدها في الآخر، ما دام أنها لا
تصل إلى تهديدٍ حقيقيٍّ للحياة الزوجية.
لماذا تفترض أن زوجتك هي وحدَها السيئة؟!
قد يكون لديك تقصيرٌ في عدم القدرة على التكيُّف مع زوجتك؛ فالزوج
الناجح هو الذي يكون لديه مجالٌ يتَّسِع لكلِّ الخلافات الأسرية، والتغاضي
عن عددٍ كبير مِن السلبيات في الأسرة عمومًا، وفي الزوجة خصوصًا.
وهنا يمكن أن نَسُكَّ مصطلحًا اسمه: (المُرونة الزوجية)، فكلما كان
عاملُ المرونة كبيرًا كانتْ مشاكلك قليلةً، وكنتَ زوجًا إيجابيًّا،
وكذلك الحال مع المرأة، والطبيعة الحادَّة خُلُق مفطور عليه
بعضُ البشر رجالًا ونساءً،
ويمكن تعديلُه شيئًا فشيئًا بالمُعاشَرة والتعليم.
وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
( إنما العلم بالتعلُّم، وإنما الحلم بالتحلُّم )،
كما أنها فرصة عظيمة لاختبار أخلاقك مع زوجتك؛ يقول الله عز وجل:
{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
[فصلت: 34]،
أي: إنَّ المعاملة الحسنة تُحَوِّل العدوَّ اللدود إلى صديق حميم،
وهذا حقُّ الغرباء في التعامل، فما بالك بأقرب المقربين إليك وهي
زوجتك وشريكة حياتك وأحق الناس بالإحسان إليها؟!
أمَّا كونُها تطلب تبريرًا منطقيًّا لكل فعلٍ يَصْدُر منك؛ ففي الواقع نحن
نعتبر هذا إلى حد ما ميزةً إيجابية لا سلبية! صحيح أن هذا السلوك
مزعجٌ، لكنه سيفيدك مستقبلًا حيث التصرف العقلاني والمنطقي
الذي ينبغي أن يُحْسَبَ له حسابٌ قبل فِعْلِه؛ ربما كان نمطُ تفكيرها قد تأثَّر
بفعل تخصُّصها (الهندسة)؛ حيث المعادلات المنطقية والرياضية،
لكن هذه ميزة يمكنك الإفادة منها
لتكون في صالحك وصالح الأسرة بدلًا من اعتبارها صفة سلبية.
في الواقع لا نرى داعيًا للطلاق، وعليك إعادة النظر في هذا الأمر طويلًا،
وعدم الاستعجال في أمرٍ قد تَنْدَمُ عليه لاحقًا.
والله الموفق
منقول للفائدة
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ الملخص:
شابٌّ متزوج لا يُحبُّ زوجته بسبب عصبيتها وطلَبِها تبريرًا منطقيًّا لكل
فعلٍ يفعله! يُفكر في الطلاق، لكنه متردِّدٌ ويُريد المشورة.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شابٌّ متزوج منذ 4 سنوات، زوجتي درست الهندسة ولله الحمد،
لكني أشعُر بالندم بعد تلك السنوات أني تزوجتُها؛ وذلك للأسباب الآتية:
1- والدة زوجتي تتدخَّل في حياتنا كثيرًا، ولولا أني أضَعُ لها حدودًا
لأفْسَدَتْ علينا حياتنا.
2- زوجتي عصبية وحادَّة الطبع جدًّا، وصوتُها مرتفعٌ باستمرار،
وتريد تبريرًا منطقيًّا لكل شيءٍ أفعله.
3- إذا طلبتُ منها شيئًا تُفسِّره على أنه تسلُّط.
4- أراها في عيني قبيحةً، ومع أنها تحبني لكنني لا أحبها!
المشكلة الآن أنها تُريد الإنجاب (ولدينا أولاد والحمد لله)،
وأنا أرفض الفكرة، فأنا لا أحبُّها وأخشى الانفصال.
أفكِّر جديًّا في طلاقها، فما رأيكم بارك الله فيكم؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصُلكم معنا،
يقولون: إنَّ أول خمس سنوات مِن الزواج تكون عاصفةً، فإذا تمَكَّنْتم
مِن اجتيازها، فما بعدها سيكون أسهل وأيسر.
وبفضل الله قد أوشكتم على تجاوُزها بسلامٍ، رغم وجود بعض الصعوبات.
في واقع الأمر ما فهمناه مِن رسالتك حول الصفات السيئة التي في زوجتك
أمران: حادة الطبع - تطلُب تبريرًا منطقيًّا لكل فعله تفعله.
وقبل أن نُجيبك عن هاتين الصفتين، نُحبُّ أن نهمسَ في أُذنك بأنَّ
الحياة الزوجية تقوم على التكامل لا التفاضل! وهذا ليس مُصطلحًا
في الرياضيات فحسبُ، بل هو مُصطلح يتعلَّق بالحياة الزوجية التي مَبناها
على الشراكة، وأن يكملَ أحد الزوجينِ النقصَ الذي يَجِدُه في الآخر،
وأن يصبرَ أحدُ الزوجين على الصفات السلبية التي يجدها في الآخر، ما دام أنها لا
تصل إلى تهديدٍ حقيقيٍّ للحياة الزوجية.
لماذا تفترض أن زوجتك هي وحدَها السيئة؟!
قد يكون لديك تقصيرٌ في عدم القدرة على التكيُّف مع زوجتك؛ فالزوج
الناجح هو الذي يكون لديه مجالٌ يتَّسِع لكلِّ الخلافات الأسرية، والتغاضي
عن عددٍ كبير مِن السلبيات في الأسرة عمومًا، وفي الزوجة خصوصًا.
وهنا يمكن أن نَسُكَّ مصطلحًا اسمه: (المُرونة الزوجية)، فكلما كان
عاملُ المرونة كبيرًا كانتْ مشاكلك قليلةً، وكنتَ زوجًا إيجابيًّا،
وكذلك الحال مع المرأة، والطبيعة الحادَّة خُلُق مفطور عليه
بعضُ البشر رجالًا ونساءً،
ويمكن تعديلُه شيئًا فشيئًا بالمُعاشَرة والتعليم.
وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:
( إنما العلم بالتعلُّم، وإنما الحلم بالتحلُّم )،
كما أنها فرصة عظيمة لاختبار أخلاقك مع زوجتك؛ يقول الله عز وجل:
{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }
[فصلت: 34]،
أي: إنَّ المعاملة الحسنة تُحَوِّل العدوَّ اللدود إلى صديق حميم،
وهذا حقُّ الغرباء في التعامل، فما بالك بأقرب المقربين إليك وهي
زوجتك وشريكة حياتك وأحق الناس بالإحسان إليها؟!
أمَّا كونُها تطلب تبريرًا منطقيًّا لكل فعلٍ يَصْدُر منك؛ ففي الواقع نحن
نعتبر هذا إلى حد ما ميزةً إيجابية لا سلبية! صحيح أن هذا السلوك
مزعجٌ، لكنه سيفيدك مستقبلًا حيث التصرف العقلاني والمنطقي
الذي ينبغي أن يُحْسَبَ له حسابٌ قبل فِعْلِه؛ ربما كان نمطُ تفكيرها قد تأثَّر
بفعل تخصُّصها (الهندسة)؛ حيث المعادلات المنطقية والرياضية،
لكن هذه ميزة يمكنك الإفادة منها
لتكون في صالحك وصالح الأسرة بدلًا من اعتبارها صفة سلبية.
في الواقع لا نرى داعيًا للطلاق، وعليك إعادة النظر في هذا الأمر طويلًا،
وعدم الاستعجال في أمرٍ قد تَنْدَمُ عليه لاحقًا.
والله الموفق
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق