فوائد من كتاب سير السلف (9)
للأصبهاني الجزء الٱول
قال وهب رحمه الله : إن أمس شاهد مقبول , وأمين مؤد قد فجعك بنفسه ,
وخلف فيك حكمته , واليوم صديق مودع , كان طوال الغيبة
وهو سريع الظعن والأوبة , وأما الغد فلا تأمنه ,
فما الطمع فيما لا يرتجى , وما الحيلة لرد ما قد ذهب.
قال وهب رحمه الله : قرأت في بعض الكتب أن مناديا ينادي من السماء
الرابعة كل صباح أبناء الأربعين زرع : قد دنا حصاده , أبناء الخمسين :
ماذا قدمتم ، وماذا أخرتم , أبناء الستين : لا عذر لكم , ليت الخلق
لم يخلقوا , وإذا خلقوا علموا لم خلقوا , قد أتتكم الساعة خذوا حذركم.
قال وهب لعطاء الخراساني رحمه الله : ويحك تحمل علمك إلى
أبواب الملوك وأبناء الدنيا، أتأتي من يغلق عليك بابه، ويظهر الفقر
ويواري عنك غناه ، وتدع من يفتح لك بابه ويقول :
{ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }
[غافر: 60] .
ويحك ارض بالدون من الدنيا مع الحكمة، ولا ترض بالدون من الحكمة
مع الدنيا، ويحك إن كان يغنيك ما يكفيك، فإن أدنى ما في الدنيا يكفيك،
وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيء يكفيك، إنما بطنك بحر
من البحور وواد من الأودية لا يملأه شيء إلا التراب .
قال وهب رحمه الله : أوثق ما يضل به الشيطان ابن آدم ثلاثة :
الشح , والحدة , والسكر.
قال وهب رحمه الله : قال موسى : يا رب أي عبادك أشقى؟ قال :
من لا تنفعه مواعظه ولا يذكرني إذا خلا. قال : أي عبادك أحب إليك؟
قال : " الذين يعودون المرضى، ويشيعون الهلكى، و يعزون الثكلى .
قال وهب بن منبه رحمه الله : كان لسليمان بن داود عليه السلام ألف
بيت أعلاه قوارير، وأسفله حديد، فركب الريح يوما فمر بحراث،
فنظر إليه الحراث , فقال : لقد أوتي آل داود ملكا عظيما،
فحملت الريح كلامه فألقته في أذن سليمان، قال : فنزل حتى أتى الحراث ,
فقال : إني سمعت قولك، إنما مشيت إليك لئلا تتمنى مالا تقدر عليه،
لتسبيحة واحدة يقبلها الله منك خير مما أوتي آل داود ,
فقال الحراث: أذهب الله همك كما أذهبت همي .
قال وهب رحمه الله : قال الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام:
« أتدري لم اتخذتك خليلا ؟ » قال : لا يا رب .
قال : « لذل مقامك بين يدي في الصلاة »
قال وهب رحمه الله : قال الله : «يا داود أتدري من أسرع الناس
ممرا على الصراط ؟ الذين يرضون بحكمي وألسنتهم رطبة من ذكري،
هل تدري أي الفقراء أفضل؟ الذين يرضون بحكمي وقسمي ويحمدونني
على ما أنعمت عليهم. هل تدري أي المؤمنين أعظم عندي منزلة؟
الذي هو بما أعطي أشد فرحا منه بما يحبس» .
عن إبراهيم بن محمد أبي إسحاق رحمه الله ، حدثني أبي ,
قال : " قلت لإبراهيم بن أدهم : أوصني ،
قال : اتخذ الله صاحبا، وذر الناس جانبا .
قال أحمد بن علي بن الحسن المقرئ رحمه الله , يقول:
سمعت محمد بن غالب بن تمام , يقول: كتب إبراهيم بن أدهم ,
إلى سفيان الثوري: " من عرف ما يطلب، هان عليه ما يبذل،
من أطلق بصره طال أسفه، ومن طال أمله ساء عمله،
ومن أطلق لسانه قتل نفسه .
قال إبراهيم بن أدهم لرجل في الطواف رحمه الله : "
اعلم أنك لا تنال درجة الصالحين حتى تجوز ست عقبات أوله:
تغلق باب النعمة، وتفتح باب الشدة، والثاني: تغلق باب العز ,
وتفتح باب الذل، والثالث تغلق باب الراحة , وتفتح باب الجهد،
والرابع تغلق باب النوم , وتفتح باب السهر، والخامس: تغلق باب الغنى ,
وتفتح باب الفقر، والسادس: تغلق باب الأمل , وتفتح باب الاستعداد للموت " .
قال بشر بن المنذر قاضي المصيصة رحمه الله , قال : كنت إذا رأيت
إبراهيم بن أدهم كأنه ليس فيه روح، لو نفخته الريح لوقع،
قد اسود، متدرع بعباءة، فإذا خلا بأصحابه فمن أبسط الناس .
قال يعلى بن عبيد رحمه الله : دخل إبراهيم بن أدهم على أبي جعفر أمير
المؤمنين , فقال: كيف شأنك يا أبا إسحاق؟ قال: يا أمير المؤمنين:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع.
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : كثرة النظر إلى الباطل يذهب بمعرفة
الحق من القلب . و قال إبراهيم بن أدهم :
كنا إذا سمعنا الشاب يتكلم في المجلس أيسنا من خيره .
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : لقيت عابدا من العباد، قيل :
إنه لا ينام الليل، قلت له: لم لا تنام؟ قال: منعتني عجائب القرآن أن أنام .
قال إسماعيل بن عبيد الله رحمه الله : لما حضر أبي الوفاة جمع بنيه ,
وقال : يا بني عليكم بتقوى الله، وعليكم بالقرآن فتعاهدوه ،
وعليكم بالصدق حتى لو قتل أحدكم قتيلا ثم سئل عنه أقر به ،
والله ما كذبت كذبة منذ قرأت القرآن ، يا بني عليكم بسلامة الصدور
لعامة المسلمين، فوالله لقد رأيتني وإني لأخرج من بابي وما ألقى
مسلما إلا و الذي في نفسي له كالذي في نفسي لنفسي ،
أفترون أني أحب لنفسي إلا خيرا .
للأصبهاني الجزء الٱول
قال وهب رحمه الله : إن أمس شاهد مقبول , وأمين مؤد قد فجعك بنفسه ,
وخلف فيك حكمته , واليوم صديق مودع , كان طوال الغيبة
وهو سريع الظعن والأوبة , وأما الغد فلا تأمنه ,
فما الطمع فيما لا يرتجى , وما الحيلة لرد ما قد ذهب.
قال وهب رحمه الله : قرأت في بعض الكتب أن مناديا ينادي من السماء
الرابعة كل صباح أبناء الأربعين زرع : قد دنا حصاده , أبناء الخمسين :
ماذا قدمتم ، وماذا أخرتم , أبناء الستين : لا عذر لكم , ليت الخلق
لم يخلقوا , وإذا خلقوا علموا لم خلقوا , قد أتتكم الساعة خذوا حذركم.
قال وهب لعطاء الخراساني رحمه الله : ويحك تحمل علمك إلى
أبواب الملوك وأبناء الدنيا، أتأتي من يغلق عليك بابه، ويظهر الفقر
ويواري عنك غناه ، وتدع من يفتح لك بابه ويقول :
{ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ }
[غافر: 60] .
ويحك ارض بالدون من الدنيا مع الحكمة، ولا ترض بالدون من الحكمة
مع الدنيا، ويحك إن كان يغنيك ما يكفيك، فإن أدنى ما في الدنيا يكفيك،
وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شيء يكفيك، إنما بطنك بحر
من البحور وواد من الأودية لا يملأه شيء إلا التراب .
قال وهب رحمه الله : أوثق ما يضل به الشيطان ابن آدم ثلاثة :
الشح , والحدة , والسكر.
قال وهب رحمه الله : قال موسى : يا رب أي عبادك أشقى؟ قال :
من لا تنفعه مواعظه ولا يذكرني إذا خلا. قال : أي عبادك أحب إليك؟
قال : " الذين يعودون المرضى، ويشيعون الهلكى، و يعزون الثكلى .
قال وهب بن منبه رحمه الله : كان لسليمان بن داود عليه السلام ألف
بيت أعلاه قوارير، وأسفله حديد، فركب الريح يوما فمر بحراث،
فنظر إليه الحراث , فقال : لقد أوتي آل داود ملكا عظيما،
فحملت الريح كلامه فألقته في أذن سليمان، قال : فنزل حتى أتى الحراث ,
فقال : إني سمعت قولك، إنما مشيت إليك لئلا تتمنى مالا تقدر عليه،
لتسبيحة واحدة يقبلها الله منك خير مما أوتي آل داود ,
فقال الحراث: أذهب الله همك كما أذهبت همي .
قال وهب رحمه الله : قال الله عز وجل لإبراهيم عليه السلام:
« أتدري لم اتخذتك خليلا ؟ » قال : لا يا رب .
قال : « لذل مقامك بين يدي في الصلاة »
قال وهب رحمه الله : قال الله : «يا داود أتدري من أسرع الناس
ممرا على الصراط ؟ الذين يرضون بحكمي وألسنتهم رطبة من ذكري،
هل تدري أي الفقراء أفضل؟ الذين يرضون بحكمي وقسمي ويحمدونني
على ما أنعمت عليهم. هل تدري أي المؤمنين أعظم عندي منزلة؟
الذي هو بما أعطي أشد فرحا منه بما يحبس» .
عن إبراهيم بن محمد أبي إسحاق رحمه الله ، حدثني أبي ,
قال : " قلت لإبراهيم بن أدهم : أوصني ،
قال : اتخذ الله صاحبا، وذر الناس جانبا .
قال أحمد بن علي بن الحسن المقرئ رحمه الله , يقول:
سمعت محمد بن غالب بن تمام , يقول: كتب إبراهيم بن أدهم ,
إلى سفيان الثوري: " من عرف ما يطلب، هان عليه ما يبذل،
من أطلق بصره طال أسفه، ومن طال أمله ساء عمله،
ومن أطلق لسانه قتل نفسه .
قال إبراهيم بن أدهم لرجل في الطواف رحمه الله : "
اعلم أنك لا تنال درجة الصالحين حتى تجوز ست عقبات أوله:
تغلق باب النعمة، وتفتح باب الشدة، والثاني: تغلق باب العز ,
وتفتح باب الذل، والثالث تغلق باب الراحة , وتفتح باب الجهد،
والرابع تغلق باب النوم , وتفتح باب السهر، والخامس: تغلق باب الغنى ,
وتفتح باب الفقر، والسادس: تغلق باب الأمل , وتفتح باب الاستعداد للموت " .
قال بشر بن المنذر قاضي المصيصة رحمه الله , قال : كنت إذا رأيت
إبراهيم بن أدهم كأنه ليس فيه روح، لو نفخته الريح لوقع،
قد اسود، متدرع بعباءة، فإذا خلا بأصحابه فمن أبسط الناس .
قال يعلى بن عبيد رحمه الله : دخل إبراهيم بن أدهم على أبي جعفر أمير
المؤمنين , فقال: كيف شأنك يا أبا إسحاق؟ قال: يا أمير المؤمنين:
نرقع دنيانا بتمزيق ديننا فلا ديننا يبقى ولا ما نرقع.
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : كثرة النظر إلى الباطل يذهب بمعرفة
الحق من القلب . و قال إبراهيم بن أدهم :
كنا إذا سمعنا الشاب يتكلم في المجلس أيسنا من خيره .
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله : لقيت عابدا من العباد، قيل :
إنه لا ينام الليل، قلت له: لم لا تنام؟ قال: منعتني عجائب القرآن أن أنام .
قال إسماعيل بن عبيد الله رحمه الله : لما حضر أبي الوفاة جمع بنيه ,
وقال : يا بني عليكم بتقوى الله، وعليكم بالقرآن فتعاهدوه ،
وعليكم بالصدق حتى لو قتل أحدكم قتيلا ثم سئل عنه أقر به ،
والله ما كذبت كذبة منذ قرأت القرآن ، يا بني عليكم بسلامة الصدور
لعامة المسلمين، فوالله لقد رأيتني وإني لأخرج من بابي وما ألقى
مسلما إلا و الذي في نفسي له كالذي في نفسي لنفسي ،
أفترون أني أحب لنفسي إلا خيرا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق