أخطاء الصغر وآلام الكبر
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ الملخص:
شابٌّ عاش طفولته في جوٍّ عائلي مضطرب وبيئة اجتماعية غير صحية، فوقع في شِراك رفقة السوء،
ثم أغواه الشيطان فوقع في التحرش، وظل نادمًا على فعله طول عشر سنوات، وهو يبحث عن حل.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكر لكم هذا الموقع، وجعله الله في ميزان حسناتكم، وأجزل لكم المثوبة.
بدأت قصتي منذ الطفولة، عندما كان عمري ثلاثةَ عشرَ عامًا، وقد سبق هذه الفترة معاناة
صعبة في الجو العائلي وخارجه، فأحد أخواني مصاب بحالة نفسية، وهذا جعل الجو العائلي مضطربًا للغاية،
أبي كان يعاملني بقسوة شديدة، درستُ بين تلاميذ كان تعامُلِهم معي عنيفًا،
وأقراني في المدرسة الذين يقطنون الحي نفسه كانوا يمارسون التنمُّر.
وفي هذه السن مررت بأزمة نفسية صعبة؛ فأبي كان يضربني بسبب تدهور مستواي الدراسي
وبعض الأحيان كان يفعل ذلك أمام طلاب المدرسة، هذا الفعل جعلني أعاني كثيرًا.
وفي إحدى المرات، لا أعلم كيف استهواني الشيطان بالتحرُّش بأختي التي تصغرني بثلاث سنوات،
وهي لم تكن تعلم شيئًا في ذلك العمر، وها قد مرت قرابة عشر سنوات، وأنا كل يوم أندم على هذا الفعل؛
ولكني لا أستطيع الاعتذار، ووصلنا إلى مرحلة النضج، وإذا بأختي قد أُصيبت بحالة نفسية وأنا كذلك.
اليوم ما زلنا نعيش في منزل واحد؛ ولكني لا أستطيع أن أعتذر لها، ولا حتى أن أتدخَّلَ في حياتها،
وللأسف الآن بعد عشر سنوات أصابتني حالة من الشك في كلِّ تحركاتها، وأشكُّ في كل تصرُّفاتها؛
لكني لا أستطيع أن أحادثها؛ لأنها لا تقبل النصائح مني، وأخاف أن تكون قد انضمَّتْ إلى مجموعة فاسدة،
وإلى الآن أشعر بالندم والخزي، فأشيروا عليَّ بحلٍّ؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب
نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا، وبعيدًا عن التفاصيل الكثيرة - رغم أهميتها في التشخيص
- فإن ما يهمنا هو النتيجة التي خرجت بها بعد هذه الرحلة الطويلة من التقلُّبات والصدمات النفسية.
مرحلة ما بعد الصدمة التي امتدَّتْ معك ومع أختك لأكثر من عشر سنوات لا زالت تعمل في نفسك لومًا وتأنيبًا،
وهذا وإن كان له وجْهٌ إيجابيٌّ يمنعك من معاودة الكرة مرة أخرى للتحرُّش؛ لكن زيادة هذا اللوم سيُؤثر في نفسيَّتِك،
ويُعكِّر حياتك، وقد تُصاب بالاكتئاب، ثم بالوسواس لاحقًا.
وسأكتفي بمحورين أساسيين لمشكلتك :
أولًا: السلوك دون البلوغ معفوٌّ عنه، فقلم التكليف مرفوعٌ حتى يحصل البلوغ، وحتى لو حصل ذلك بعد البلوغ،
ووقع الشخص في ذات الخطأ، ثم تاب، وأناب، فالله تعالى توَّاب رحيم.
ثانيًا: كيفية مواجهة أختك بما مضى، وهذه نقطة حسَّاسة بالفعل، وهذا يتوقَّف على طبيعة علاقتك بأختك،
وهل يمكن أن تتقبَّل منك الكلام والاعتذار أم لا؟
إن كنت ترجح أن فتح الموضوع معها سيؤدي إلى نتيجة إيجابية، وأنها لن تلجأ إلى فضح الموضوع أو إخبار مَنْ حولها،
فأقترح عليك أن تكلمها وتعتذر إليها، وتقول لها: إن هذا الفعل كان بإغواء الشيطان وبجهل للعواقب،
وأن ما يهمُّكما حاليًّا هو ترميم الجرح الذي امتد عشر سنين، وأن تستقرَّ نفسيتُكما على وضعها الطبيعي،
وأن هذا الأمر لا يزال يُؤنِّبُك حتى لحظة الكلام معها حاليًّا.
بالطبع الكلام لا بد له من تمهيد مناسب، وأن كلَّ بني آدم خطَّاء، وخيرُ الخطائين التوابُون، وأن يكون المكان
بعيدًا عن سمع من في البيت؛ حتى لا تقع مشكلة أكبر.
إذا كنت تمتلك الشجاعة الكافية، وكنت تقدر أن أختك ستتقبل الحوار معك في هذا الموضوع، فبادر إلى ذلك،
وإلا فكل أمرك إلى الله تعالى، وسيجعل الله بعد عُسْرٍ يُسْرًا، والله الموفق.
منقول للفائدة
أ. فيصل العشاري
السؤال
♦ الملخص:
شابٌّ عاش طفولته في جوٍّ عائلي مضطرب وبيئة اجتماعية غير صحية، فوقع في شِراك رفقة السوء،
ثم أغواه الشيطان فوقع في التحرش، وظل نادمًا على فعله طول عشر سنوات، وهو يبحث عن حل.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكر لكم هذا الموقع، وجعله الله في ميزان حسناتكم، وأجزل لكم المثوبة.
بدأت قصتي منذ الطفولة، عندما كان عمري ثلاثةَ عشرَ عامًا، وقد سبق هذه الفترة معاناة
صعبة في الجو العائلي وخارجه، فأحد أخواني مصاب بحالة نفسية، وهذا جعل الجو العائلي مضطربًا للغاية،
أبي كان يعاملني بقسوة شديدة، درستُ بين تلاميذ كان تعامُلِهم معي عنيفًا،
وأقراني في المدرسة الذين يقطنون الحي نفسه كانوا يمارسون التنمُّر.
وفي هذه السن مررت بأزمة نفسية صعبة؛ فأبي كان يضربني بسبب تدهور مستواي الدراسي
وبعض الأحيان كان يفعل ذلك أمام طلاب المدرسة، هذا الفعل جعلني أعاني كثيرًا.
وفي إحدى المرات، لا أعلم كيف استهواني الشيطان بالتحرُّش بأختي التي تصغرني بثلاث سنوات،
وهي لم تكن تعلم شيئًا في ذلك العمر، وها قد مرت قرابة عشر سنوات، وأنا كل يوم أندم على هذا الفعل؛
ولكني لا أستطيع الاعتذار، ووصلنا إلى مرحلة النضج، وإذا بأختي قد أُصيبت بحالة نفسية وأنا كذلك.
اليوم ما زلنا نعيش في منزل واحد؛ ولكني لا أستطيع أن أعتذر لها، ولا حتى أن أتدخَّلَ في حياتها،
وللأسف الآن بعد عشر سنوات أصابتني حالة من الشك في كلِّ تحركاتها، وأشكُّ في كل تصرُّفاتها؛
لكني لا أستطيع أن أحادثها؛ لأنها لا تقبل النصائح مني، وأخاف أن تكون قد انضمَّتْ إلى مجموعة فاسدة،
وإلى الآن أشعر بالندم والخزي، فأشيروا عليَّ بحلٍّ؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب
نشكركم لتواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا، وبعيدًا عن التفاصيل الكثيرة - رغم أهميتها في التشخيص
- فإن ما يهمنا هو النتيجة التي خرجت بها بعد هذه الرحلة الطويلة من التقلُّبات والصدمات النفسية.
مرحلة ما بعد الصدمة التي امتدَّتْ معك ومع أختك لأكثر من عشر سنوات لا زالت تعمل في نفسك لومًا وتأنيبًا،
وهذا وإن كان له وجْهٌ إيجابيٌّ يمنعك من معاودة الكرة مرة أخرى للتحرُّش؛ لكن زيادة هذا اللوم سيُؤثر في نفسيَّتِك،
ويُعكِّر حياتك، وقد تُصاب بالاكتئاب، ثم بالوسواس لاحقًا.
وسأكتفي بمحورين أساسيين لمشكلتك :
أولًا: السلوك دون البلوغ معفوٌّ عنه، فقلم التكليف مرفوعٌ حتى يحصل البلوغ، وحتى لو حصل ذلك بعد البلوغ،
ووقع الشخص في ذات الخطأ، ثم تاب، وأناب، فالله تعالى توَّاب رحيم.
ثانيًا: كيفية مواجهة أختك بما مضى، وهذه نقطة حسَّاسة بالفعل، وهذا يتوقَّف على طبيعة علاقتك بأختك،
وهل يمكن أن تتقبَّل منك الكلام والاعتذار أم لا؟
إن كنت ترجح أن فتح الموضوع معها سيؤدي إلى نتيجة إيجابية، وأنها لن تلجأ إلى فضح الموضوع أو إخبار مَنْ حولها،
فأقترح عليك أن تكلمها وتعتذر إليها، وتقول لها: إن هذا الفعل كان بإغواء الشيطان وبجهل للعواقب،
وأن ما يهمُّكما حاليًّا هو ترميم الجرح الذي امتد عشر سنين، وأن تستقرَّ نفسيتُكما على وضعها الطبيعي،
وأن هذا الأمر لا يزال يُؤنِّبُك حتى لحظة الكلام معها حاليًّا.
بالطبع الكلام لا بد له من تمهيد مناسب، وأن كلَّ بني آدم خطَّاء، وخيرُ الخطائين التوابُون، وأن يكون المكان
بعيدًا عن سمع من في البيت؛ حتى لا تقع مشكلة أكبر.
إذا كنت تمتلك الشجاعة الكافية، وكنت تقدر أن أختك ستتقبل الحوار معك في هذا الموضوع، فبادر إلى ذلك،
وإلا فكل أمرك إلى الله تعالى، وسيجعل الله بعد عُسْرٍ يُسْرًا، والله الموفق.
منقول للفائدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق