أ. لولوة السجا
السؤال
♦ الملخص:
فتاة حالتُها المادية جيدةٌ، ووالداها لَم يَحْرِماها مِن شيءٍ، لكنها تسرق، ولا تعلم لماذا تفعل ذلك.
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 20 عامًا، ابتُليتُ وأنا صغيرة بالسرقة، ثم توقفتُ حتى كبرت، ثم كررتُ التجربة مرة أخرى؛
إذ أخذتُ مِن خالتي مبالغَ مالية، رغم أنها عرضتْ عليَّ المال إذا احتجتُ، ووالداي لا يبخلان عليَّ بشيء،
وحالتي المادية جيدة!
المشكلة أني لا أعلم لماذا أفعل ذلك، قلبي يحترق مِن العذاب الروحي، وخوفًا مِن عذاب الآخرة.
الجواب
الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:
فالخوفُ مِن الله هو الحاجزُ الصلب أمام دفعات الهوى العنيفة، وقلَّ أن يثبتَ غيرُ هذا الحاجز أمام
دفعات الهوى والشهوة والغفلة، فالخوفُ هو الذي يهيج في القلب نارَ الخشية التي تدفع
الإنسان المسلم إلى عمَل الطاعة والابتعاد عن المعصية.
ولقد امتدح اللهُ عباده الذين يخشونه بقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ﴾ [فاطر: 28]،
وقال تعالى في وصف عبادِه المؤمنين: ﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ﴾ [السجدة: 16]، والآياتُ في ذلك كثيرةٌ،
فلا تَبْتَئِسي، بل افرحي بهذه العَطيَّة الرَّبَّانيَّة التي قد ترفعك عند ربك درجات، وتحميك من الدركات!
وكما قرأت في الآيات السابقة، فالمؤمنُ لا بد أن يُوازِنَ بين الخوف والرجاء، فلا يجعل جانبًا يَطْغَى على جانبٍ،
ولقد وصف الله عبادَه حيث قال جلَّ مِن قائل: ﴿ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ﴾ [الإسراء: 57]،
وقد نهى الله سبحانه عن اليأس مِن رحمته فقال جلَّ في علاه: {﴿ وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ
إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 87].
وإليك هذا الحديث العظيم الذي يعظِّم جانب الرجاء؛ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:
((والذي نفسي بيده، لو لم تُذنبوا لذَهَب الله بكم، ولَجَاء بقومٍ يُذنبون، فيستغفرون الله فيغفر لهم)).
والمطلوبُ منك بعد كلِّ ما قرأت أن تستغفري الله، وتتوبي إليه، وتعزمي على عدم العودة،
ويُضاف لذلك أمرٌ هام جدًّا، ألا وهو: إرجاع الحُقوق لأهلها بأيِّ طريقةٍ تستطيعينها، أو طلب العفو منهم
حتى تضمَني إسقاط حقوقهم المتعلِّقة في ذمتِك، فاجتَهدي أعانك الله.
أسأل الله أن يَجْعَلَك من التوابين، وأن يجعلك مِن المُتطهِّرين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق