فلا نامت أعين الجبناء
في حياتنا مئات بل آلاف القصص التي تحمل لنا عبرة، بألا نطمئن إلا بذكر
الله، وأن يكون ذكر الله ملاذا حقيقيا لقلوبنا.. فكم من شخص قوي البدن..
في أتم الصحة والعافية، وفي عزّ الشباب.. يتعرض لحادث يجعله قعيدا..
وآخر معتل لا يمشي إلا متكئا على عكاز ولكن قدميه تحملانه حتى مماته..
وكم من شخص يعيش عمره خائفا منكد البال يتوقع نزول البلاء في كل
لحظة، فلا يكاد يتم عملا، أو يهنأ بنوم أو طعام، أو يجدي نفعا في هذه
الحياة.. فهو يشعر دوما بأنه على حافة الهاوية التي لن يقع فيها أبدًا!
ولكنه عانى في إنتظاره من العذاب.
وآخرٌ يمضي قدما في حياته بعزم وثقة بالله، يغتنم كل لحظة في حياته،
ويستمتع بطيبات ما أحل الله له، فيتذوق لذة العافية حتى وإن وقع به بلاء
فإن قوة قلبه، وصحة إيمانه تجعلانه في إنتظار للفرج، وإحتساب للألم،
وموعد قريب مع عافية تتجدد.
إن هذه الحياة لا يمكن للإنسان أن يحياها على خير إلا والآخرة نصب عينيه،
فإذا إبتلي بالخير لا يطغى ويركن للدنيا، لعلمه أن الحساب قريب، وإذا إبتلي
بالشر لا ييأس ولا يجزع لعلمه بما للمبتلى من جزاء عظيم يتمنى من أجله
أهل الموقف كلهم أن لو إبتلوا ببلائه وأشد.
لا ضمانة في هذه الحياة إلا أن يتوكل الإنسان على ربه،
ويثق بحكمته وتقديره، ويوطن نفسه على أن يجعل حياته باسمة
هانئة نافعة له وللآخرين في كل حال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق