المناهي اللفظية (69)
ملخص عن كتاب: المناهي اللفظية **
يقدم هذا الكتاب إجابات على فتاوى وأسئلة عقدية وُجهت للشيخ ابن عثيمين
حول ما نهى الشرع عن التلفظ به، مما يدخل تحت القضايا العقائدية اللفظية.
وفي هذه الفتاوى يصحح الشيخ الأخطاء اللفظية الشائعة على ألسنة الناس
التي تصطدم بالعقيدة، مثل قولهم: (فلان المغفور له) و (فلان الشهيد)،
مستلهمًا الردود والتفسييرات من القرآن الكريم، والسنة النبوية العطرة.
69- وسئل فضيلة الشيخ لماذا كان التسمي بعبد الحارث
من الشرك مع أن الله هو الحارث؟
فأجاب قائلا: التسمي بعبد الحارث فيه نسبة العبودية لغير الله - عز وجل –
فإن الحارث هو الإنسان كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(كلكم حارث وكلكم همام)
فإذا أضاف الإنسان العبودية إلى المخلوق كان هذا نوعا من الشرك، لكنه
لا يصل إلى درجة الشرك الأكبر، ولهذا لو سمي رجلا بهذا الاسم لوجب
أن يغيره فيضاف إلى اسم الله - سبحانه وتعالى - أو يسمى باسم آخر غير
مضاف وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:
( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن )
وما أشتهر عند العامة من قولهم خير الأسماء ما حمد وعبد ونسبتهم ذلك
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فليس ذلك بصحيح أي ليس نسبته
إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، صحيحة فإنه لم يرد عن النبي
صلى الله عليه وسلم، بهذا اللفظ وإنما ورد
( أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن ).
أما قول السائل في سؤاله (مع أن الله هو الحارث)
فلا أعلم اسما لله تعالى بهذا اللفظ، وإنما يوصف - عز وجل - بأنه الزارع
لا يسمى به كما في قوله - تعالى -:
{أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ }
[سورة الواقعة، الآيتان (63- 64)].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق