الإنسان كائن فضائي
طالما شكك الملحدون بصدق القرآن وادعوا أن القرآن كلام بشر لأنه يهتم
ببقعة صغيرة جداً من هذا الكون وهي الأرض ولا يركز على أكثر من مئة
مليار مجرة موجودة في الكون وأكثر من مئة مليار نجم في مجرتنا فقط..
ولكن الدراسات العلمية تؤكد أن هذا الكون يجب أن يكون بشكله الحالي
بمجراته ونجومه لضمان نشوء كوكب الأرض وخلق الإنسان
من عناصر الأرض..
دراسة جديدة وجدت أن نصف الذرات التيلا
يتألف منها الإنسان جاءت من خارج مجرتنا..
إن وجود هذا العدد الضخم من المجرات ضروري جداً لنشوء كوكب الأرض..
فكوكب الأرض نشأت من بقايا انفجارات النجوم ومن الدخان الكوني..
وبالتالي فإن هذه الانفجارات التي حدثت بعيداً عن مجرتنا أنتجت العديد
من العناصر الضرورية لتشكل كوكب الأرض والضرورية لخلق الإنسان.
ولو قام العلماء بعملية محاكاة لمراحل تشكل الأرض ونشوء الحياة وصولاً
ليومنا هذا.. سوف يكتشفون بأن الكون بغير شكله الحالي لا يمكن أن ينتج
أرضاً كأرضنا ولا حياة كحياتنا.. إذاً وجود كون بنفس مواصفات كوننا بما
يحويه من مليارات المجرات، ضروري لنشوء الحياة..
وهذا رد على الملحدين الذين يدعون بأن الأرض هي شيء ليس له قيمة في
الكون.. ويقولون: من الخطأ أن يركز القرآن على كوكب الأرض ويغفل
الحديث عن بقية المجرات.. نقول لولا هذا الكون لم يكن هناك بشر اليوم
على الأرض.. والقرآن نزل لنا نحن البشر فمن غير المنطقي أن يترك أرضنا
التي نعيش عليها وهي التي تهمنا، ويذهب للحديث عن مجرات بعيدة
وكائنات فضائية لا تضرنا ولا تنفعنا.
يقول الباحثون في جامعة Northwestern University إن الإنسان جاء
من خارج حدود مجرتنا عبر الرياح بين المجرات.. حيث تشكلت المجموعة
الشمسية والأرض وبعد ذلك أصبح ممكناً نشوء الحياة.
فالأرض تحوي عناصر لم تتشكل أصلاً على الأرض مثل الحديد والذهب...
هذه العناصر تشكلت في أعماق الانفجارات النجمية ثم قطعت تريليونات
الكيلومترات لتصل إلى الأرض بعد ملايين السنين. هذه العناصر التي شكلت
الأرض فيما بعد.. منها خُلق الإنسان وإلى الأرض سيعود وبالتالي لابد
أن الله قادر على أن يخرجه يوم البعث!
فالإله الذي خلق الإنسان من تراب الأرض قادر على إعادة خلقه كما قال
تعالى:
{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَ فِيهَا نُعِيدُكُمْ وَ مِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى }
[طه: 55]..
من لطائف القرآن العددية!
نحن نعلم أن المدة التي يُخلق خلالها الجنين هي تسعة أشهر غالباً.. والعجيب
أن القرآن ذكر هذه القضية وعبر عنها بكلمة (خَلَقْنَاكُمْ) .. هذه الكلمة تكررت
في القرآن بالضبط 9 مرات بعدد أشهر الحمل!! وإليكم الآيات:
1- { وَ لَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ تَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ
وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَ مَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ
لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَ ضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ }
[الأنعام: 94].
2- { وَ لَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ
فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ } [الأعراف: 11].
3- { وَ عُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا } [الكهف: 48].
4- { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَ فِيهَا نُعِيدُكُمْ وَ مِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } [طه: 55].
5- { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ
ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ }
[الحج: 5].
6- { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }
[المؤمنون: 115].
7- { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثَى وَ جَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَ قَبَائِلَ }
[الحجرات: 13].
8- { نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ }
[الواقعة: 57].
9- { وَ خَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا }
[النبأ: 8].
لماذا تذكر الأرض مع السموات؟
إن الظروف اللازمة لنشوء الحياة معقدة جداً، ليس الماء وحده شرط وجود
الحياة.. بل المجال المغنطيسي للأرض مهم لصد الرياح الشمسية القاتلة..
موقع الأرض في المجرة بعيداً عن ملايين الثقوب السوداء التي تلتهم أي
شيء يقترب منها.. حجم الشمس مهم جداً وبعد الأرض عن الشمس مهم
للحفاظ على درجة حرارة مناسبة..
قيمة الجاذبية مهمة (المتمثلة بكتلة الأرض ونصف قطرها) للحفاظ على
استقرار الحياة.. كذلك وجود الماء بشكله العذب مهم.. كذلك من المهم وجود
كواكب مثل زحل والمشتري لحماية الأرض من النيازك المتواجدة في حزام
حول الشمس والتي لولا هذين الكوكبين العملاقين لضربت هذه النيازك
أرضنا.. كذلك يجب أن يكون الكوكب القابل لنشوء الحياة بعيد عن مركز
المجرة حيث تكثر الثقوب السوداء... ويجب أن يكون موقع الكوكب مناسباً
بالنسبة للنجم الذي يدور حوله..
من المهم أن تكون درجات الحرارة مناسبة... نسبة الأكسجين مناسبة ..
نسبة غاز الكربون أيضاً مهمة جداً لحياة النبات والإنسان.. وجود الجبال
مهم بالنسبة للتوازن البيئي.. ولو اختفت الجبال لتحول كوكبنا لصحراء
جرداء.. وهكذا مليارات التوازنات..
يقول الباحثون إن الظروف اللازمة لنشوء الحياة معقدة جداً.. بل إن العوامل
المناسبة لنشوء حياة ذكية ربما لا تتوافر إلا على كوكب الأرض لانفراده
بتوازنات دقيقة جداً. مثلاً يجب أن تكون نسبة المواد في الغلاف الجوي
مناسبة لتشكل بخار الماء وإعادة تكثفه ونزوله على شكل أمطار وفق دورة
دقيقة.. وجود مجال مغنطيسي ضروري جداً لنشوء الحياة والحفاظ عليها
ووقايتها من الرياح الشمسية القاتلة..
هناك الكثير والكثير من العوامل التي يتطلبها نشوء الحياة على كوكب ما..
ولذلك لا يستبعد العلماء وجود كواكب فيها حياة.. ولكنهم يقترحون بأن
الحياة من الممكن أن تكون بدائية..
الله عز وجل عندما تحدث عن الحياة في السموات والأرض تحدث
عن الدواب وليس عن الحياة الذكية (كالبشر مثلاً).. قال تعالى:
{ وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَ الْمَلَائِكَةُ وَ هُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ }
[النحل: 49].
فالآية هنا تتحدث عن حياة بدائية في الكون واستخدم كلمة (دَابَّةٍ).. لم
يستخدم كلمة (طائر) أو (بشر) لأن هذه حياة أكثر رقياً.. فالطيور أرقى بكثير
من الدواب مثل الديدان والزواحف...
وفي آية ثانية قال تعالى:
{ وَ مِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ
وَ مَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَ هُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ }
[الشورى: 29]..
وهنا من جديد يستخدم القرآن لفظ (دَابَّةٍ).. لأنه الأنسب للتعبير عن حقيقة
الحياة في الكون.. إذاً هناك حياة مبثوثة في الكون وهي حياة بدائية..
ولكن الأرض ربما هي الوحيدة التي تتميز بحياة ذكية .. أي البشر!
كذلك قال تعالى في موضع ثالث:
{ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ *
وَ فِي خَلْقِكُمْ وَ مَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }
[الجاثية: 3-4]..
أيضاً هنا تأتي الإشارة إلى آيات الله في السموات وفي الأرض ثم يأتي
الحديث عن بثّ الدواب في هذا الكون..
لذلك نقول للملحدين: إن الأرض بشكلها الحالي لم تكن لتنشأ إلا إذا كان
الكون بشكله الحالي الذي نعرفه.. أي لو كان الكون يحوي مجرة واحدة فقط
هي مجرتنا درب التبانة.. فإن الأرض لا يمكن أن تتشكل.. والإنسان لا يمكن
أن يُخلق من عناصر الأرض.. لأن عملية تشكل الأرض تحتاج لانفجار
مليارات النجوم ويحتاج لزمن طويل جداً بالمليارات من السنين ويحتاج
لقوانين فيزيائية هي ذاتها التي استخدمت في تشكل مليارات المجرات..
إذاً القضية ليس بالحجم أو بالعدد ولكن بالنوع؟ وربما نتذكر أن العلماء
يقولون دائماً: نحن نعلم ماذا يحدث في النجوم البعيدة أكثر مما نعلم ما يحدث
في باطن الأرض أو أعماق البحار!!
الأرض تستحق أن تُذكر إلى جانب السموات لأن الطريقة التي تشكلت بها
الأرض معقدة جداً، والحياة الذكية على الأرض نشأت بطريقة معقدة جداً..
ولذلك فالأرض ليست مجرد كوكب لا قيمة له كما يدعي الملحدون..
بل هي كوكب يزخر بالعجائب والأسرار والتعقيد والإبداع..
وبالتالي فإن الله تعالى عندما يتحدث عن السموات وخلقها غالباً ما يذكر
الأرض.. حتى إن حقيقة خلق السموات والأرض في ستة أيام تكررت
في القرآن سبع مرات بعدد السموات!! وإليكم الآيات:
1- { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [الأعراف: 54].
2- { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [يونس: 3].
3- { وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
وَ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ } [هود: 7].
4- { الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [الفرقان: 59].
5- { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [السجدة: 4].
6- { وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
وَ مَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ } [ق: 38].
7- { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ }
[الحديد: 4].
هل يمكن أن يكون هذا العدد جاء بالمصادفة؟ وهل تستحق الأرض أن تذكر
إلى جانب السموات؟ وما الفائدة من كتاب يتحدث عن المجرات.. ماذا
سأستفيد منه كإنسان أعيش على الأرض؟ ولكن الملحد ليس همه الوصول
إلى الحقيقة بل تشويه الحقائق.. ولذلك ندعو الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا
اتباعه.. وأن يرينا الباطل باطلاً ويزرقنا اجتنابه.. والحمد لله رب العالمين.
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
طالما شكك الملحدون بصدق القرآن وادعوا أن القرآن كلام بشر لأنه يهتم
ببقعة صغيرة جداً من هذا الكون وهي الأرض ولا يركز على أكثر من مئة
مليار مجرة موجودة في الكون وأكثر من مئة مليار نجم في مجرتنا فقط..
ولكن الدراسات العلمية تؤكد أن هذا الكون يجب أن يكون بشكله الحالي
بمجراته ونجومه لضمان نشوء كوكب الأرض وخلق الإنسان
من عناصر الأرض..
دراسة جديدة وجدت أن نصف الذرات التيلا
يتألف منها الإنسان جاءت من خارج مجرتنا..
إن وجود هذا العدد الضخم من المجرات ضروري جداً لنشوء كوكب الأرض..
فكوكب الأرض نشأت من بقايا انفجارات النجوم ومن الدخان الكوني..
وبالتالي فإن هذه الانفجارات التي حدثت بعيداً عن مجرتنا أنتجت العديد
من العناصر الضرورية لتشكل كوكب الأرض والضرورية لخلق الإنسان.
ولو قام العلماء بعملية محاكاة لمراحل تشكل الأرض ونشوء الحياة وصولاً
ليومنا هذا.. سوف يكتشفون بأن الكون بغير شكله الحالي لا يمكن أن ينتج
أرضاً كأرضنا ولا حياة كحياتنا.. إذاً وجود كون بنفس مواصفات كوننا بما
يحويه من مليارات المجرات، ضروري لنشوء الحياة..
وهذا رد على الملحدين الذين يدعون بأن الأرض هي شيء ليس له قيمة في
الكون.. ويقولون: من الخطأ أن يركز القرآن على كوكب الأرض ويغفل
الحديث عن بقية المجرات.. نقول لولا هذا الكون لم يكن هناك بشر اليوم
على الأرض.. والقرآن نزل لنا نحن البشر فمن غير المنطقي أن يترك أرضنا
التي نعيش عليها وهي التي تهمنا، ويذهب للحديث عن مجرات بعيدة
وكائنات فضائية لا تضرنا ولا تنفعنا.
يقول الباحثون في جامعة Northwestern University إن الإنسان جاء
من خارج حدود مجرتنا عبر الرياح بين المجرات.. حيث تشكلت المجموعة
الشمسية والأرض وبعد ذلك أصبح ممكناً نشوء الحياة.
فالأرض تحوي عناصر لم تتشكل أصلاً على الأرض مثل الحديد والذهب...
هذه العناصر تشكلت في أعماق الانفجارات النجمية ثم قطعت تريليونات
الكيلومترات لتصل إلى الأرض بعد ملايين السنين. هذه العناصر التي شكلت
الأرض فيما بعد.. منها خُلق الإنسان وإلى الأرض سيعود وبالتالي لابد
أن الله قادر على أن يخرجه يوم البعث!
فالإله الذي خلق الإنسان من تراب الأرض قادر على إعادة خلقه كما قال
تعالى:
{ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَ فِيهَا نُعِيدُكُمْ وَ مِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى }
[طه: 55]..
من لطائف القرآن العددية!
نحن نعلم أن المدة التي يُخلق خلالها الجنين هي تسعة أشهر غالباً.. والعجيب
أن القرآن ذكر هذه القضية وعبر عنها بكلمة (خَلَقْنَاكُمْ) .. هذه الكلمة تكررت
في القرآن بالضبط 9 مرات بعدد أشهر الحمل!! وإليكم الآيات:
1- { وَ لَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ تَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ
وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَ مَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ
لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَ ضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ }
[الأنعام: 94].
2- { وَ لَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ
فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ } [الأعراف: 11].
3- { وَ عُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ
بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا } [الكهف: 48].
4- { مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَ فِيهَا نُعِيدُكُمْ وَ مِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى } [طه: 55].
5- { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ
ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ }
[الحج: 5].
6- { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ }
[المؤمنون: 115].
7- { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَ أُنْثَى وَ جَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَ قَبَائِلَ }
[الحجرات: 13].
8- { نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ }
[الواقعة: 57].
9- { وَ خَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا }
[النبأ: 8].
لماذا تذكر الأرض مع السموات؟
إن الظروف اللازمة لنشوء الحياة معقدة جداً، ليس الماء وحده شرط وجود
الحياة.. بل المجال المغنطيسي للأرض مهم لصد الرياح الشمسية القاتلة..
موقع الأرض في المجرة بعيداً عن ملايين الثقوب السوداء التي تلتهم أي
شيء يقترب منها.. حجم الشمس مهم جداً وبعد الأرض عن الشمس مهم
للحفاظ على درجة حرارة مناسبة..
قيمة الجاذبية مهمة (المتمثلة بكتلة الأرض ونصف قطرها) للحفاظ على
استقرار الحياة.. كذلك وجود الماء بشكله العذب مهم.. كذلك من المهم وجود
كواكب مثل زحل والمشتري لحماية الأرض من النيازك المتواجدة في حزام
حول الشمس والتي لولا هذين الكوكبين العملاقين لضربت هذه النيازك
أرضنا.. كذلك يجب أن يكون الكوكب القابل لنشوء الحياة بعيد عن مركز
المجرة حيث تكثر الثقوب السوداء... ويجب أن يكون موقع الكوكب مناسباً
بالنسبة للنجم الذي يدور حوله..
من المهم أن تكون درجات الحرارة مناسبة... نسبة الأكسجين مناسبة ..
نسبة غاز الكربون أيضاً مهمة جداً لحياة النبات والإنسان.. وجود الجبال
مهم بالنسبة للتوازن البيئي.. ولو اختفت الجبال لتحول كوكبنا لصحراء
جرداء.. وهكذا مليارات التوازنات..
يقول الباحثون إن الظروف اللازمة لنشوء الحياة معقدة جداً.. بل إن العوامل
المناسبة لنشوء حياة ذكية ربما لا تتوافر إلا على كوكب الأرض لانفراده
بتوازنات دقيقة جداً. مثلاً يجب أن تكون نسبة المواد في الغلاف الجوي
مناسبة لتشكل بخار الماء وإعادة تكثفه ونزوله على شكل أمطار وفق دورة
دقيقة.. وجود مجال مغنطيسي ضروري جداً لنشوء الحياة والحفاظ عليها
ووقايتها من الرياح الشمسية القاتلة..
هناك الكثير والكثير من العوامل التي يتطلبها نشوء الحياة على كوكب ما..
ولذلك لا يستبعد العلماء وجود كواكب فيها حياة.. ولكنهم يقترحون بأن
الحياة من الممكن أن تكون بدائية..
الله عز وجل عندما تحدث عن الحياة في السموات والأرض تحدث
عن الدواب وليس عن الحياة الذكية (كالبشر مثلاً).. قال تعالى:
{ وَ لِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَ الْمَلَائِكَةُ وَ هُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ }
[النحل: 49].
فالآية هنا تتحدث عن حياة بدائية في الكون واستخدم كلمة (دَابَّةٍ).. لم
يستخدم كلمة (طائر) أو (بشر) لأن هذه حياة أكثر رقياً.. فالطيور أرقى بكثير
من الدواب مثل الديدان والزواحف...
وفي آية ثانية قال تعالى:
{ وَ مِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ
وَ مَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَ هُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ }
[الشورى: 29]..
وهنا من جديد يستخدم القرآن لفظ (دَابَّةٍ).. لأنه الأنسب للتعبير عن حقيقة
الحياة في الكون.. إذاً هناك حياة مبثوثة في الكون وهي حياة بدائية..
ولكن الأرض ربما هي الوحيدة التي تتميز بحياة ذكية .. أي البشر!
كذلك قال تعالى في موضع ثالث:
{ إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ *
وَ فِي خَلْقِكُمْ وَ مَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ }
[الجاثية: 3-4]..
أيضاً هنا تأتي الإشارة إلى آيات الله في السموات وفي الأرض ثم يأتي
الحديث عن بثّ الدواب في هذا الكون..
لذلك نقول للملحدين: إن الأرض بشكلها الحالي لم تكن لتنشأ إلا إذا كان
الكون بشكله الحالي الذي نعرفه.. أي لو كان الكون يحوي مجرة واحدة فقط
هي مجرتنا درب التبانة.. فإن الأرض لا يمكن أن تتشكل.. والإنسان لا يمكن
أن يُخلق من عناصر الأرض.. لأن عملية تشكل الأرض تحتاج لانفجار
مليارات النجوم ويحتاج لزمن طويل جداً بالمليارات من السنين ويحتاج
لقوانين فيزيائية هي ذاتها التي استخدمت في تشكل مليارات المجرات..
إذاً القضية ليس بالحجم أو بالعدد ولكن بالنوع؟ وربما نتذكر أن العلماء
يقولون دائماً: نحن نعلم ماذا يحدث في النجوم البعيدة أكثر مما نعلم ما يحدث
في باطن الأرض أو أعماق البحار!!
الأرض تستحق أن تُذكر إلى جانب السموات لأن الطريقة التي تشكلت بها
الأرض معقدة جداً، والحياة الذكية على الأرض نشأت بطريقة معقدة جداً..
ولذلك فالأرض ليست مجرد كوكب لا قيمة له كما يدعي الملحدون..
بل هي كوكب يزخر بالعجائب والأسرار والتعقيد والإبداع..
وبالتالي فإن الله تعالى عندما يتحدث عن السموات وخلقها غالباً ما يذكر
الأرض.. حتى إن حقيقة خلق السموات والأرض في ستة أيام تكررت
في القرآن سبع مرات بعدد السموات!! وإليكم الآيات:
1- { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [الأعراف: 54].
2- { إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [يونس: 3].
3- { وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
وَ كَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ } [هود: 7].
4- { الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [الفرقان: 59].
5- { اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } [السجدة: 4].
6- { وَ لَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ
وَ مَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ } [ق: 38].
7- { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ }
[الحديد: 4].
هل يمكن أن يكون هذا العدد جاء بالمصادفة؟ وهل تستحق الأرض أن تذكر
إلى جانب السموات؟ وما الفائدة من كتاب يتحدث عن المجرات.. ماذا
سأستفيد منه كإنسان أعيش على الأرض؟ ولكن الملحد ليس همه الوصول
إلى الحقيقة بل تشويه الحقائق.. ولذلك ندعو الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا
اتباعه.. وأن يرينا الباطل باطلاً ويزرقنا اجتنابه.. والحمد لله رب العالمين.
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق