طفل السكري وعيد الفطر المبارك
د. بسام صالح بن عباس*
العيد هو موسم التهاني وموسم التزاور بل هو وقت المرح ووقت الفرح،
للطفل خاصة وللناس عامة، ولكي يبقى العيد حاملا لهذا المعنى وخاصة
لطفل السكري ولكي لا تتحول أيامه -لا سمح الله- الى أيام زيارة للمستشفى
أو بقاء في ردهات الاسعاف خططت هذه المقالة بغية الوقاية وبغية التنبيه
وبغية أخذ الحيطة وأخذ الحذر.
فمع بداية أول أيام العيد يبدأ الناس بتبادل الزيارات للتهنئة والمباركة بمقدم
هذا العيد السعيد ويصاحب هذا الاحتفال ويتخلل هذا الاجتماع كما هو معلوم
للجميع تقديم الأنواع المختلفة من الحلويات والسكريات والمقبلات
ولا يتوقف الحال عند ذلك بل تكثر في هذه الأيام السعيدة العزائم المليئة
بمختلف صنوف الأطعمة والتي أغلبها ما يكون عاليا في محتواه من الدهون
والسكريات والسعرات الحرارية ويبدأ هنا التحدي الحقيقي لمريض السكري
عامة وطفل السكري خاصة، وينقسم مرضى السكري إزاء هذا الأمر وفي
هذا الموسم إلى قسمين فمنهم من هو ظالم لنفسه مطلق لها هواها خائض
مع الخائضين ومنهم من هو مسارع في التقيد بالطعام الصحي السليم
حريص على كبح النفس عما يضرها.
إن الكثير من اطفالنا غير ملتزم بتعليمات الطبيب من تحليل متكرر للسكر
أو انتظام في الطعام وفي تناوله مما يجعل التحكم بمستوى السكر في الدم
صعبا جدا وأيضا ينعكس ذلك سلبا على مستوى سكره بعد تناوله للطعام ومع
بداية أيام العيد تجد مستوى السكر متذبذبا ويستمر اكثر تأرجحا بعد العيد مما
يدفع بالكثير من أطفال السكري الى زيارة المستشفيات أيام العيد أو زيارة
غرف الاسعاف خلال هذه الأيام السعيدة أو المفترض أن تكون سعيدة. وهنا
سنتطرق لبعض النصائح العلاجية والتغذوية لطفل السكر خاصة في الأيام
الأولى من العيد المبارك:
يبقى تحليل السكر المنزلي هو أساس العلاج وهو أساس الوقاية. فالعيد هو
مدعاة لمزيد من عمل التحليل وليس نسيانا له كما يحدث لدى الكثيرين. العيد
هو موسم التنقل وموسم الخروج وموسم الزيارات وموسم تناول الحلويات
والسكريات وكلها من دواعي عمل المزيد من تحليل السكر المنزلي للتعرف
على الاحتياج الجديد لطفل السكري من الإنسولين في هذه الفترة. إن القاعدة
العامة تنص على التوجه الى المزيد من تحليل السكر المنزلي عند حدوث أي
تغير سواء تغير في المريض نفسه كإصابة بمرض عارض مثلا أو مروره
بحالة نفسية ما أو نحوها أو تغير بيئي محيط به مثل سفر أو تنقل أو نحوه.
إن التغير الداخلي أو الخارجي يؤثر تأثيرا جذريا في جسم الإنسان وقد يؤدي
الى اضطراب مستوى سكره، وبالتالي يكون لزاما تغيير جرعات الانسولين
بما يتوافق مع الظروف والمتغيرات الجديدة. تنصح كما هو معروف
الجمعيات المختصة بمرض السكري بعمل تحليل السكر أربع مرات يوميا
وذلك قبل الوجبات وقبل النوم ولكن في أيام العيد فمن الأفضل زيادة عدد
مرات التحليل الى اكثر من ذلك أي قبل وبعد الوجبات بغية الاكتشاف المبكر
للارتفاع او حتى الانخفاض في مستوى سكر الدم.
الكثير من أطفال السكري يتعاطون نوعين من الإنسولين وهما قصير
المفعول وطويل المفعول وقد تكون أنواع الانسولين قصيرة المفعول مهمة
في العيد ومثال ذلك الانسولين الصافي والانسولين الهمولوج (الليسبرو)
والانسولين النوفورابد (الأسبارت) والنسولين الابدرا (الجلولوزين) وتعود
الأهمية الى أن أطفال السكري يتناولون الكثير من الحلويات والسكريات أيام
العيد وهذه الكميات الكبيرة من الكربوهيدرات يفضل تغطيتها بأنواع
الإنسولين قصيرة المفعول. وكذلك أنواع الانسولين طويلة المفعول مثل
اللانتوس (الجلارجين) واللفمر (الديتمر) قد يلزم زيادة جرعاتها إذا كان
الطفل من محبي تناول طعام الولائم وما تحتويه من دهون ونحوها.
لا يخفى على أحد ان حركة الطفل تكون أكبر أيام العيد وهذا أمر مستحب
حيث إن الحركة تساعد على حرق السعرات الحرارية والسكريات ولكن
قد تكون هذه الحركة مبالغ فيها وتستمر ساعات طوال وخاصة عند الخروج
الى المنتزهات والحدائق والاستراحات وعند اختلاط الأطفال ببعضهم وهنا
يجب التنبه الى أن الحركة والنشاط قد يؤديان الى خفض مستوى السكر في
الدم ليس فقط أثناء التمرين او الحركة ولكن أيضا بعد ساعات طويلة من
انتهاء النشاط أو حتى أثناء النوم. لذا كان من باب الحرص التأكد من توفر
إبرة الجلوكاجون وهي إبرة مضادة للانسولين تعطى في العضل تعمل على
زيادة مستوى السكر في الدم وتعطى في حالة التشنج أو الغيبوبة المصاحبة
لنقص السكر. وهذه من الأمور التي يجب مراعاتها والتأكد من توفرها قبل
العيد وقبل بداية إجازة المستشفيات والعيادات التخصصية. كما يجب التأكد
أيضا من توفر الكم الكافي من حقن الانسولين وأشرطة التحليل وسلامة
جهاز التحليل حتى لا ينقص أحدها أثناء الإجازة والحرص على حملها
عند التنقل والسفر ونحوه.
إن التغيير المفاجئ للنمط الغذائي في أيام العيد والانتقال إلى الأطعمة التي
تعتبر غير متوازنة غذائيا والتي ترتكز في أغلبها على المواد النشوية
والسكرية والدهون يؤدي إلى إرباك الجهاز الهضمي خاصة عند طفل
السكري. كما أن التغيير المفاجئ في توقيت الوجبات الغذائية ونوعياتها
سوف يربك الجهاز الهضمي ويسبب متاعب صحية للكثير من مرضى
السكري صغيرهم وكبيرهم مثل حالات التلبك المعوي وآلام المعدة
والأمعاء والانتفاخ والإسهال الحاد وغيرها.
لذا فإنه ينصح بتجنب الإسراف في الطعام والمحافظة على انتظام مواعيد
تناوله والتعود على القيام من على المائدة بمعدة غير ممتلئة وشرب الكثير
من الماء بدلا من العصائر المحتوية على نسبة عالية من السكريات.
يفشل الكثير منا والكثير من أطفالنا في المحافظة على وزنه أيام العيد
المبارك ويعلل بعضنا هذا الأمر بأن الخشية من نقص السكر أثناء العيد يدفعه
الى تناول المزيد من الطعام. لذا يجب الاهتمام والحرص المضاعف أيام العيد
وألا يكون جل وقت أحدنا ومنتهى اهتمامه تناول كل ما لذ وطاب من حلوى
أوسكريات يزيد بها وزنه ويرهق بها معدته وان نكون حقا مثلا يحتذى به
لأولادنا وأطفالنا . ويجب أن يكون العيد وأيامه فرصة حقيقية للتأهب
للدراسة بوزن متزن وسكر متحكم به وجسم سليم.
د. بسام صالح بن عباس*
العيد هو موسم التهاني وموسم التزاور بل هو وقت المرح ووقت الفرح،
للطفل خاصة وللناس عامة، ولكي يبقى العيد حاملا لهذا المعنى وخاصة
لطفل السكري ولكي لا تتحول أيامه -لا سمح الله- الى أيام زيارة للمستشفى
أو بقاء في ردهات الاسعاف خططت هذه المقالة بغية الوقاية وبغية التنبيه
وبغية أخذ الحيطة وأخذ الحذر.
فمع بداية أول أيام العيد يبدأ الناس بتبادل الزيارات للتهنئة والمباركة بمقدم
هذا العيد السعيد ويصاحب هذا الاحتفال ويتخلل هذا الاجتماع كما هو معلوم
للجميع تقديم الأنواع المختلفة من الحلويات والسكريات والمقبلات
ولا يتوقف الحال عند ذلك بل تكثر في هذه الأيام السعيدة العزائم المليئة
بمختلف صنوف الأطعمة والتي أغلبها ما يكون عاليا في محتواه من الدهون
والسكريات والسعرات الحرارية ويبدأ هنا التحدي الحقيقي لمريض السكري
عامة وطفل السكري خاصة، وينقسم مرضى السكري إزاء هذا الأمر وفي
هذا الموسم إلى قسمين فمنهم من هو ظالم لنفسه مطلق لها هواها خائض
مع الخائضين ومنهم من هو مسارع في التقيد بالطعام الصحي السليم
حريص على كبح النفس عما يضرها.
إن الكثير من اطفالنا غير ملتزم بتعليمات الطبيب من تحليل متكرر للسكر
أو انتظام في الطعام وفي تناوله مما يجعل التحكم بمستوى السكر في الدم
صعبا جدا وأيضا ينعكس ذلك سلبا على مستوى سكره بعد تناوله للطعام ومع
بداية أيام العيد تجد مستوى السكر متذبذبا ويستمر اكثر تأرجحا بعد العيد مما
يدفع بالكثير من أطفال السكري الى زيارة المستشفيات أيام العيد أو زيارة
غرف الاسعاف خلال هذه الأيام السعيدة أو المفترض أن تكون سعيدة. وهنا
سنتطرق لبعض النصائح العلاجية والتغذوية لطفل السكر خاصة في الأيام
الأولى من العيد المبارك:
يبقى تحليل السكر المنزلي هو أساس العلاج وهو أساس الوقاية. فالعيد هو
مدعاة لمزيد من عمل التحليل وليس نسيانا له كما يحدث لدى الكثيرين. العيد
هو موسم التنقل وموسم الخروج وموسم الزيارات وموسم تناول الحلويات
والسكريات وكلها من دواعي عمل المزيد من تحليل السكر المنزلي للتعرف
على الاحتياج الجديد لطفل السكري من الإنسولين في هذه الفترة. إن القاعدة
العامة تنص على التوجه الى المزيد من تحليل السكر المنزلي عند حدوث أي
تغير سواء تغير في المريض نفسه كإصابة بمرض عارض مثلا أو مروره
بحالة نفسية ما أو نحوها أو تغير بيئي محيط به مثل سفر أو تنقل أو نحوه.
إن التغير الداخلي أو الخارجي يؤثر تأثيرا جذريا في جسم الإنسان وقد يؤدي
الى اضطراب مستوى سكره، وبالتالي يكون لزاما تغيير جرعات الانسولين
بما يتوافق مع الظروف والمتغيرات الجديدة. تنصح كما هو معروف
الجمعيات المختصة بمرض السكري بعمل تحليل السكر أربع مرات يوميا
وذلك قبل الوجبات وقبل النوم ولكن في أيام العيد فمن الأفضل زيادة عدد
مرات التحليل الى اكثر من ذلك أي قبل وبعد الوجبات بغية الاكتشاف المبكر
للارتفاع او حتى الانخفاض في مستوى سكر الدم.
الكثير من أطفال السكري يتعاطون نوعين من الإنسولين وهما قصير
المفعول وطويل المفعول وقد تكون أنواع الانسولين قصيرة المفعول مهمة
في العيد ومثال ذلك الانسولين الصافي والانسولين الهمولوج (الليسبرو)
والانسولين النوفورابد (الأسبارت) والنسولين الابدرا (الجلولوزين) وتعود
الأهمية الى أن أطفال السكري يتناولون الكثير من الحلويات والسكريات أيام
العيد وهذه الكميات الكبيرة من الكربوهيدرات يفضل تغطيتها بأنواع
الإنسولين قصيرة المفعول. وكذلك أنواع الانسولين طويلة المفعول مثل
اللانتوس (الجلارجين) واللفمر (الديتمر) قد يلزم زيادة جرعاتها إذا كان
الطفل من محبي تناول طعام الولائم وما تحتويه من دهون ونحوها.
لا يخفى على أحد ان حركة الطفل تكون أكبر أيام العيد وهذا أمر مستحب
حيث إن الحركة تساعد على حرق السعرات الحرارية والسكريات ولكن
قد تكون هذه الحركة مبالغ فيها وتستمر ساعات طوال وخاصة عند الخروج
الى المنتزهات والحدائق والاستراحات وعند اختلاط الأطفال ببعضهم وهنا
يجب التنبه الى أن الحركة والنشاط قد يؤديان الى خفض مستوى السكر في
الدم ليس فقط أثناء التمرين او الحركة ولكن أيضا بعد ساعات طويلة من
انتهاء النشاط أو حتى أثناء النوم. لذا كان من باب الحرص التأكد من توفر
إبرة الجلوكاجون وهي إبرة مضادة للانسولين تعطى في العضل تعمل على
زيادة مستوى السكر في الدم وتعطى في حالة التشنج أو الغيبوبة المصاحبة
لنقص السكر. وهذه من الأمور التي يجب مراعاتها والتأكد من توفرها قبل
العيد وقبل بداية إجازة المستشفيات والعيادات التخصصية. كما يجب التأكد
أيضا من توفر الكم الكافي من حقن الانسولين وأشرطة التحليل وسلامة
جهاز التحليل حتى لا ينقص أحدها أثناء الإجازة والحرص على حملها
عند التنقل والسفر ونحوه.
إن التغيير المفاجئ للنمط الغذائي في أيام العيد والانتقال إلى الأطعمة التي
تعتبر غير متوازنة غذائيا والتي ترتكز في أغلبها على المواد النشوية
والسكرية والدهون يؤدي إلى إرباك الجهاز الهضمي خاصة عند طفل
السكري. كما أن التغيير المفاجئ في توقيت الوجبات الغذائية ونوعياتها
سوف يربك الجهاز الهضمي ويسبب متاعب صحية للكثير من مرضى
السكري صغيرهم وكبيرهم مثل حالات التلبك المعوي وآلام المعدة
والأمعاء والانتفاخ والإسهال الحاد وغيرها.
لذا فإنه ينصح بتجنب الإسراف في الطعام والمحافظة على انتظام مواعيد
تناوله والتعود على القيام من على المائدة بمعدة غير ممتلئة وشرب الكثير
من الماء بدلا من العصائر المحتوية على نسبة عالية من السكريات.
يفشل الكثير منا والكثير من أطفالنا في المحافظة على وزنه أيام العيد
المبارك ويعلل بعضنا هذا الأمر بأن الخشية من نقص السكر أثناء العيد يدفعه
الى تناول المزيد من الطعام. لذا يجب الاهتمام والحرص المضاعف أيام العيد
وألا يكون جل وقت أحدنا ومنتهى اهتمامه تناول كل ما لذ وطاب من حلوى
أوسكريات يزيد بها وزنه ويرهق بها معدته وان نكون حقا مثلا يحتذى به
لأولادنا وأطفالنا . ويجب أن يكون العيد وأيامه فرصة حقيقية للتأهب
للدراسة بوزن متزن وسكر متحكم به وجسم سليم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق