الإيمان بالله يزيد وينقص
قامت الدكتورة Anneke Buffone بدراسة غريبة من نوعها تهدف
لاكتشاف أفضل الطرق لتقوية الإيمان بالله تعالى واليقين به.. الدراسة
التي نشرت في مجلة
Social Psychological and Personality Science
في عدد أبريل 2016 تقول: إنك عندما تجلس مع نفسك وتتذكر قدرة الخالق
على حمايتك وإنقاذك وقدرته على تأمين رزقك.. وتتذكر في نفس الوقت ماذا
كان من الممكن أن يحصل لولا رعاية الله لك ولطفه بك..
وتؤكد الباحثة أن الإنسان بمجرد أن يفكر بالاحتمالات السيئة التي من
الممكن أن تصيبه – لولا مساعدة الله له وتغيير حياته – فإن هذا التفكير
التأملي يجعلك إيمان الإنسان أكثر قوة.
وفي الوقت نفسه فإن الإنسان الذي يعتقد أن الأمور كلها تسير بالمصادفة
فإن إيمانه يكون ضعيفاً جداً، وقد ينقلب إلى الإلحاد. أي أن التفكير بقدرة الله
على التحكم في كل شيء.. سوف يساعد ضعيفي الإيمان على زيادة إيمانهم
ويقينهم بالله تبارك وتعالى..
القرآن الكريم في كثير من آياته يركز على هذه النقطة المهمة كوسيلة لزيادة
الإيمان، بل ويذكر المؤمن دائماً بقدرة الله ورحمته ولطفه بعباده.. قال تعالى:
{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا
وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
[النور: 21].
هذه الآية تضعك أمام تفكير: ماذا سيحدث لولا رحمة الله بك؟ ومثل هذا
التفكير يجعلك تشعر وتقدر نعمة الإيمان التي أرمك الله بها.
قال تعالى:
{ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ
فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
[آل عمران: 103].
فعندما نتذكر كيف أن الله أكرمنا بنعمة الهداية وأنقذنا من النار.. وماذا لو
كنا ملحدين؟ كيف سيكون شكل حياتنا وآخرتنا..
آيات كثيرة جداً تجعلك تفكر في احتمالات سيئة ستحدث لك لولا فضل الله
ورحمته.. مثل قوله تعالى:
{ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ
فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
[الأنفال: 26].
هل هناك خطأ لغوي في القرآن؟
لقد اعترض بعض المشككين أن القرآن فيه خطأ نحوي، قال تعالى:
{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ }
[النور: ]،
ففي هذه الآية لدينا فعل الشرط ولكن لا يوجد جواب للشرط.. وفي تفسير
الطبري: يقول تعالى ذكره: ولولا أن تفضَّل الله عليكم أيها الناس ورحمكم،
وأن الله ذو رأفة، ذو رحمة بخلقه لهلكتم فيما أفضتم فيه، وعاجلتكم من الله
العقوبة. وترك ذكر الجواب لمعرفة السامع بالمراد من الكلام بعده..
فالله تعالى ترك ذكر جواب الشرط رحمة ورأفة بعباده وختم الآية بقوله:
(وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ).. فالله عز وجل لأنه تواب حكيم فلم يذكر لهم ماذا
سيحدث لولا فضل الله عليهم، فلم يذكر لهم الهلاك أو العذاب..
وذلك رحمة بعباده..
فهذه الآية لا تحوي خطأ لغوياً بل هي رحمة الله تعالى، ومن جهة ثانية ترك
الله لك أيها الإنسان تقدير ماذا يمكن أن يحدث لولا فضل الله.. كل حسب
تفكيره.. فالتاجر مثلاً يذهب تفكيره للخسارة .. الطالب يذهب تفكيره للرسوب
والفشل.. العامل يذهب تفكيره لقلة الرزق... أي أن كل إنسان عندما يقرأ
هذه الآية:
{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ }،
وفي آية ثانية قال تعالى:
{وَ لَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ وَ أَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }
[النور: 20].
فإنه يتخيل ماذا سيحدث له لولا فضل الله ورحمته! وبالتالي ترك المجال
مفتوحاً.. ولكن لو قال مثلاً كما في آية ثانية:
{ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[البقرة: 64].
فهذه الآية حددت لك احتمال أن تكون من الخاسرين..
وهكذا لا يوجد خطأ بل رحمة!
كما أن مثل هذه الآيات تترك لك لمجال لتتخيل ماذا يمكن أن يحدث لولا رحمة
الله بك.. وبالتالي سوف تزيد الإيمان بالله وبخاصة عندما تفكر بالنعم من
حولك: نعمة البصر، نعمة السمع، نعمة الكلام، نعمة الأمن... وتفكر ماذا
يحدث لو فقدت نعمة من هذه النعم العظيمة.. كيف ستكون حياتك.. وهكذا
تزداد إيماناً بالله تعالى.
إن الإيمان يزداد وينقص وهذا ما أكده القرآن في آيات عدة.. قال تعالى:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ
زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَ عَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }
[الأنفال: 2].
وقال أيضاً:
{ وَ إِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }
[التوبة: 124].
حتى إن الهدى يزداد وينقص.. قال تعالى:
{ وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَ آتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ }
[محمد: 17].
إن هذه الآيات تتفق مع معطيات العلم الحديث.. وهذا يدل على أن القرآن
يتفق مع العلم.. فالحمد لله رب العالمين.
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
قامت الدكتورة Anneke Buffone بدراسة غريبة من نوعها تهدف
لاكتشاف أفضل الطرق لتقوية الإيمان بالله تعالى واليقين به.. الدراسة
التي نشرت في مجلة
Social Psychological and Personality Science
في عدد أبريل 2016 تقول: إنك عندما تجلس مع نفسك وتتذكر قدرة الخالق
على حمايتك وإنقاذك وقدرته على تأمين رزقك.. وتتذكر في نفس الوقت ماذا
كان من الممكن أن يحصل لولا رعاية الله لك ولطفه بك..
وتؤكد الباحثة أن الإنسان بمجرد أن يفكر بالاحتمالات السيئة التي من
الممكن أن تصيبه – لولا مساعدة الله له وتغيير حياته – فإن هذا التفكير
التأملي يجعلك إيمان الإنسان أكثر قوة.
وفي الوقت نفسه فإن الإنسان الذي يعتقد أن الأمور كلها تسير بالمصادفة
فإن إيمانه يكون ضعيفاً جداً، وقد ينقلب إلى الإلحاد. أي أن التفكير بقدرة الله
على التحكم في كل شيء.. سوف يساعد ضعيفي الإيمان على زيادة إيمانهم
ويقينهم بالله تبارك وتعالى..
القرآن الكريم في كثير من آياته يركز على هذه النقطة المهمة كوسيلة لزيادة
الإيمان، بل ويذكر المؤمن دائماً بقدرة الله ورحمته ولطفه بعباده.. قال تعالى:
{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا
وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
[النور: 21].
هذه الآية تضعك أمام تفكير: ماذا سيحدث لولا رحمة الله بك؟ ومثل هذا
التفكير يجعلك تشعر وتقدر نعمة الإيمان التي أرمك الله بها.
قال تعالى:
{ وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ
فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }
[آل عمران: 103].
فعندما نتذكر كيف أن الله أكرمنا بنعمة الهداية وأنقذنا من النار.. وماذا لو
كنا ملحدين؟ كيف سيكون شكل حياتنا وآخرتنا..
آيات كثيرة جداً تجعلك تفكر في احتمالات سيئة ستحدث لك لولا فضل الله
ورحمته.. مثل قوله تعالى:
{ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ
فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ }
[الأنفال: 26].
هل هناك خطأ لغوي في القرآن؟
لقد اعترض بعض المشككين أن القرآن فيه خطأ نحوي، قال تعالى:
{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ }
[النور: ]،
ففي هذه الآية لدينا فعل الشرط ولكن لا يوجد جواب للشرط.. وفي تفسير
الطبري: يقول تعالى ذكره: ولولا أن تفضَّل الله عليكم أيها الناس ورحمكم،
وأن الله ذو رأفة، ذو رحمة بخلقه لهلكتم فيما أفضتم فيه، وعاجلتكم من الله
العقوبة. وترك ذكر الجواب لمعرفة السامع بالمراد من الكلام بعده..
فالله تعالى ترك ذكر جواب الشرط رحمة ورأفة بعباده وختم الآية بقوله:
(وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ).. فالله عز وجل لأنه تواب حكيم فلم يذكر لهم ماذا
سيحدث لولا فضل الله عليهم، فلم يذكر لهم الهلاك أو العذاب..
وذلك رحمة بعباده..
فهذه الآية لا تحوي خطأ لغوياً بل هي رحمة الله تعالى، ومن جهة ثانية ترك
الله لك أيها الإنسان تقدير ماذا يمكن أن يحدث لولا فضل الله.. كل حسب
تفكيره.. فالتاجر مثلاً يذهب تفكيره للخسارة .. الطالب يذهب تفكيره للرسوب
والفشل.. العامل يذهب تفكيره لقلة الرزق... أي أن كل إنسان عندما يقرأ
هذه الآية:
{ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ }،
وفي آية ثانية قال تعالى:
{وَ لَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ وَ أَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ }
[النور: 20].
فإنه يتخيل ماذا سيحدث له لولا فضل الله ورحمته! وبالتالي ترك المجال
مفتوحاً.. ولكن لو قال مثلاً كما في آية ثانية:
{ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ }
[البقرة: 64].
فهذه الآية حددت لك احتمال أن تكون من الخاسرين..
وهكذا لا يوجد خطأ بل رحمة!
كما أن مثل هذه الآيات تترك لك لمجال لتتخيل ماذا يمكن أن يحدث لولا رحمة
الله بك.. وبالتالي سوف تزيد الإيمان بالله وبخاصة عندما تفكر بالنعم من
حولك: نعمة البصر، نعمة السمع، نعمة الكلام، نعمة الأمن... وتفكر ماذا
يحدث لو فقدت نعمة من هذه النعم العظيمة.. كيف ستكون حياتك.. وهكذا
تزداد إيماناً بالله تعالى.
إن الإيمان يزداد وينقص وهذا ما أكده القرآن في آيات عدة.. قال تعالى:
{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ
زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَ عَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }
[الأنفال: 2].
وقال أيضاً:
{ وَ إِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا
فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ }
[التوبة: 124].
حتى إن الهدى يزداد وينقص.. قال تعالى:
{ وَ الَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَ آتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ }
[محمد: 17].
إن هذه الآيات تتفق مع معطيات العلم الحديث.. وهذا يدل على أن القرآن
يتفق مع العلم.. فالحمد لله رب العالمين.
بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق