توحيد الألوهية
فبين الله تعالى أن إبراهيم عليه السلام وصى بنيه بالإسلام، وكذلك يعقوب
عليه السلام وصى بها بنيه وعهدوا بها إلى أولادهم من بعدهم، ثم إن الله
بين صيغة هذه الوصية بقوله:
{ أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي
قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا
وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }
[البقرة: 133].
فهذا نص في أن الوصية هي الإسلام وهي قولهم:
{ نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ }
وبه يظهر ظهوراً جلياً أن الكلمة هي الإسلام – أي الاستسلام لله بالعبودية –
وقد لخص ذلك ابن جرير الطبري بقوله (وهي الإسلام الذي أمر به نبيه
صلى الله عليه وسلم وهو إخلاص العبادة والتوحيد لله وخضوع القلب
والجوارح له) اهـ.
وتوحيد الألوهية: هو إفراد الله بالعبادة . ويسمى باعتبار إضافته إلى الله
تعالى بـ (توحيد الألوهية)، ويسمى باعتبار إضافته إلى الخلق بـ
(توحيد العبادة)، و(توحيد العبودية) و(توحيد الله بأفعال العباد)، و(توحيد
العمل)، و(توحيد القصد)، و(توحيد الإرادة والطلب)، لأنه مبني على
إخلاص القصد في جميع العبادات، بإرادة وجه الله تعالى .
وهذا التوحيد من أجله خلق الله الجن والإنس، كما قال تعالى:
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ }
[الذاريات: 56]،
ومن أجله أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، كما قال تعالى:
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ }
[الأنبياء: 25]،
وهو أول دعوة الرسل وآخرها، كما قال سبحانه:
{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ }
[النحل: 36]
الثلاثاء، 17 نوفمبر 2020
توحيد الألوهية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق