إن شاء الله
*"إن شاء الله، إن شاء الله"*
عبارة كثيراً ما نقولها في مجتمعاتنا المسلمة، وصارت تعني عند الكثيرين:
"انس الموضوع"، أو "ولا تحلم بالموضوع"، وما شابه ذلك.
هذه العبارة انتقلت بمفهومها الخاطئ إلى مجتمعات غير المسلمين؛ فتكّون
عندهم الانطباع الخاطئ لهذه العبارة بسبب سوء استخدامنا لها!
المشيئة كلها لله ﴿وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين﴾؛ ولما في ذِكْر
مشيئة الله، من تيسير الأمر وتسهيله، وحصول البركة فيه، واستعانة العبد
بربه؛ فإننا نعَلِّق قولنا لشيء نعزم على فعله مستقبلاً بقول: "إن شاء الله".
وقد نهى الله أن يقول العبد في الأمور المستقبلة ﴿إني فاعل ذلك﴾ من دون
أن يقرنه بمشيئة الله، وذلك لما فيه من المحذور، وهو الكلام على الغيب
المستقبل، ورد الفعل إلى مشيئة العبد استقلالاً عن ربه الذي هو بالحقيقة
صاحب المشيئة.
فلا أقول لشيء أعزم على فعله: "إني فاعل ذلك الشيء غدًا"، إلا أن أعَلِّق
قولي بمشيئة الله؛ فإذا نسيت، أعود أقول "إن شاء الله" مباشرة عندما
أذكرها، وكلما نسيت أذكر الله؛ فإن ذِكْرَ الله يُذهِب النسيان، وأقول: عسى
أن يهديني ربي لأقرب الطرق الموصلة إلى الهدى والرشاد.
لنعوَّد أنفسنا وأبناءنا أن لا نقول: (إن شاء الله) إلا إذا كنا عازمين على فعل
الشيء، أو كنا متوقعين إمكانية حدوثه؛فمن قال: "أفعل كذا إن شاء الله"،
ومِن نيَّته أن لا يفعل، كان كذِباً وإخلاف وعد.
الأربعاء، 18 نوفمبر 2020
إن شاء الله
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق