الأحد، 22 نوفمبر 2020

لماذا تتكرر القصة في القرآن الكريم؟

 لماذا تتكرر القصة في القرآن الكريم؟


إن أي تساؤل حول كتاب الله لا نجد جواباً عنه يُخفي وراءهُ معجزة
عظيمة. والسؤال الذي طالما كرره العلماء: ما هو السر الحقيقي وراء
تكرار القصة في كتاب الله تعالى؟ وقد تمحورت آراء العلماء في ذلك
حول أهداف ثلاثة:

1 ـ الحكمة من تكرار القصة القرآنية في مواضع متعددة من كتاب الله
تعالى هي زيادة العبرة والموعظة ولتذكير المؤمن دائماً بعاقبة
المكذبين من الأمم السابقة، ليبقى في حالة يقظة وخشية مستمرة
وخوف من عذاب الله تعالى.ومن جهة ثانية ليبقى في حالة سرور
وتفاؤل برحمة الله ووعده وأنه ينجي عباده المؤمنين.

2 ـ إن من حكمة الله تعالى في ذكر القصة ذاتها في عدة سور هو
استكمال جوانب القصة، فتُذكر القصة مختصرة جداً أحياناً وأحياناً
مطوَّلة، وأحياناً تُذكر أحداث جديدة في كل مرة. إذن هنا القصة
لا تتكرر إنما تتكامل.

3 ـ إن تكرار القصة في مواضع محددة من آيات القرآن يضفي على
أسلوب القرآن جمالية وروعة وبياناً لا يمكن للبشر أن يأتوا بمثله.
وبالرغم من تكرار القصة عبر سور القرآن الذي استمر نزوله فترة
23 عاماً، لا نجد أبداً أي تناقض أو نقص أو خلاف، إذن نحن هنا أمام
معجزة لغوية وبيانية تشهد على أن القرآن كتاب الله تعالى.

إن الأهداف الثلاثة هذه صحيحة وتشكل بمجملها جواباً مقنعاً عن سرِّ
تكرار القصة القرآنية، ولكن هنالك هدف رابع مهم جدّاً تحدثنا عنه لغة
الأرقام. فمعجزة القرآن العظيم لا تقتصر على بلاغته وجمال أسلوبه بل
إن وراء هذه اللغة البليغة لغة لا تقل بلاغة عن بلاغة الكلمات، وهي
لغة الأرقام التي تأتي اليوم لتثبت بشكل قاطع أن القرآن كتاب مُحْكَم،
وأن تكرار القصة إنما يتبع نظاماً رقمياً مذهلاً.
من كتاب الإعجاز القصصي في القرآن الكريم

بقلم المهندس/ عبد الدائم الكحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق