فتح المدائن
لقد فتح المسلمون البلدان، ونشروا الإسلام، وحققوا انتصارات عظيمة
على أعظم قوتين في ذلك العصر الفرس والروم.. وكانوا على ثقة من
أن النصر لا يأتي بالقوة، ولا بكثرة العدد والعدة، ولا بالشجاعة والجرأة،
وإنما يأتي النصر بالتوكل على الله والاعتماد عليه سبحانه، والصبر
في ساحة القتال والإلحاح في الدعاء.. وفي عهد عمر رضى الله عنه
توسعت البلاد.. وكثرت الفتوحات.. ومنها فتح المدائن التي أعز الله فيها
الإسلام والمسلمين، وأظهر لهم أنواع الكرامات فقد وقف نهر دجلة عائقا
أمام تقدم المسلمين.. وكان يجب عليهم أن يعبروا نهر دجلة حتى يصلوا
إلى المدائن.. ولم يكن لهم سابقة في خوض البحار.. فتوقفوا أمامه أياما،
وقد كان الفرس متحصنين في المدائن مطمئنين على أن المسلمين
لن يصلوا إليهم، ولم تمضي سوى أيام حتى جاء الفيضان وعم السيل
وأصبح نهر دجلة يقذف بالزبد، ووقف المسلمون أمامه حائرون فهم
لم يتعودوا على التعامل مع البحار والأنهار.. فوقف قائدهم
سعد بن أبي وقاص وخطب فيهم قائلا بعد أن حمد الله وصلى على
رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن عدوكم قد اعتصم منكم بهذا البحر،
فلا تخلصون إليهم وهم يخلصون إليكم فيناوئونكم في سفنهم.. وقد رأيت
أن تبادروا جهاد عدوكم بنياتكم قبل أن تحصركم الدنيا.. ألا وأني قد
عزمت على قطع هذا البحر إليهم.. فقالوا جميعا عزم الله لنا ولك الرشد،
فافعل.. لم يكن أحد يتوقع من قوم أنهكتهم الحروب أن يوافقوا بهذه
السرعة وخاصة أنهم لم يكن لهم مع خوص البحار تجارب؛ لكنها الثقة
بالله وقوة التوكل عليه جعلتهم يتخذون هذا القرار بلا تردد..فاقتحم سعد
النهر.. واقتحم المسلمون معه لم يتخلف منهم أحد.. وأمرهم سعد أن
يقولوا عند العبور : نستعين بالله ونتوكل عليه ، حسبنا الله ونعم الوكيل ،
لا حول ولا قوة إلا بالله , وساروا على الماء وكأنهم يسيرون على
الأرض، ولم يُرَ وجه الماء من كثرة الفرسان والرجالة، وقد حدث
للمسلمين من الطمأنينة والأمان ما جعلهم يمرحون ويتحدثون وكأنهم
في مجالسهم.. ولم يفقد المسلمون أحدا من رجالهم ولا من أمتعتهم
إلا متاع أحدهم أخذه الموج، فدعا الله وقال : اللهم لا تجعلني من بينهم
يذهب متاعي فرد الله متاعه.. وقد كان الفُرس على شاطئ دجلة يراقبون
جيش المسلمين وينظرون ماذا سيفعلون مع تلك العقبة الكؤود..
ولم يدر بخلدهم قط أنهم سيجرؤون على اقتحام تلك اللُجة.. وبخاصة
بعدما قحمهم المد، وزاد جريان السيل لكنهم اندهشوا لما رأوا كتائب
المسلمين تتابع في خوض النهر الذي كان يظن ملك الفرس يزدجرد أنه
حصن طبيعي يحتمي خلفه هو وجيشه، ويعتمدون عليه في صد العدو
مهما كانت قوته.. وتملكهم العجب وهم يرون أفواج المسلمين يخرجون
منه سالمين كما دخلوه.. فأصابهم الذعر والخوف وقال بعضهم لبعض:
إنكم لا تحاربون إنسا ولكن تحاربون الجن.. فلم يواجه المسلمون إلا فرقة
منهم وفر ملك الفُرس وأتباعه، وخلت المدائن من السكان.. فدخلها
المسلمون وغنموا منها غنائم عظيمة واستولوا على قصور كسرى
التي كانت تعج بالزخارف والنعيم والكنوز العظيمة ، فنظر إليها سعد
وتلا قوله تعالى:
{ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ *
وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ }
(سورة الدخان آية 25-28) .
وقد كان ذلك يوما عظيما وأمرا هائلا أعز الله فيه المسلمون ونصرهم
على أقوى دولة من الدول العظمى في ذلك العصر، وقد جمع المسلمون
الغنائم الكثيرة التي لم تر العين مثلها من قبل، وأرسلوها إلى
عمر بن الخطاب في المدينة دون أن تغريهم فلما رآها عمر وفيها اللآلئ
والجواهر الثمينة.. قال: إن قوما أدوا هذا لأمناء .
لقد فتح المسلمون البلدان، ونشروا الإسلام، وحققوا انتصارات عظيمة
على أعظم قوتين في ذلك العصر الفرس والروم.. وكانوا على ثقة من
أن النصر لا يأتي بالقوة، ولا بكثرة العدد والعدة، ولا بالشجاعة والجرأة،
وإنما يأتي النصر بالتوكل على الله والاعتماد عليه سبحانه، والصبر
في ساحة القتال والإلحاح في الدعاء.. وفي عهد عمر رضى الله عنه
توسعت البلاد.. وكثرت الفتوحات.. ومنها فتح المدائن التي أعز الله فيها
الإسلام والمسلمين، وأظهر لهم أنواع الكرامات فقد وقف نهر دجلة عائقا
أمام تقدم المسلمين.. وكان يجب عليهم أن يعبروا نهر دجلة حتى يصلوا
إلى المدائن.. ولم يكن لهم سابقة في خوض البحار.. فتوقفوا أمامه أياما،
وقد كان الفرس متحصنين في المدائن مطمئنين على أن المسلمين
لن يصلوا إليهم، ولم تمضي سوى أيام حتى جاء الفيضان وعم السيل
وأصبح نهر دجلة يقذف بالزبد، ووقف المسلمون أمامه حائرون فهم
لم يتعودوا على التعامل مع البحار والأنهار.. فوقف قائدهم
سعد بن أبي وقاص وخطب فيهم قائلا بعد أن حمد الله وصلى على
رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن عدوكم قد اعتصم منكم بهذا البحر،
فلا تخلصون إليهم وهم يخلصون إليكم فيناوئونكم في سفنهم.. وقد رأيت
أن تبادروا جهاد عدوكم بنياتكم قبل أن تحصركم الدنيا.. ألا وأني قد
عزمت على قطع هذا البحر إليهم.. فقالوا جميعا عزم الله لنا ولك الرشد،
فافعل.. لم يكن أحد يتوقع من قوم أنهكتهم الحروب أن يوافقوا بهذه
السرعة وخاصة أنهم لم يكن لهم مع خوص البحار تجارب؛ لكنها الثقة
بالله وقوة التوكل عليه جعلتهم يتخذون هذا القرار بلا تردد..فاقتحم سعد
النهر.. واقتحم المسلمون معه لم يتخلف منهم أحد.. وأمرهم سعد أن
يقولوا عند العبور : نستعين بالله ونتوكل عليه ، حسبنا الله ونعم الوكيل ،
لا حول ولا قوة إلا بالله , وساروا على الماء وكأنهم يسيرون على
الأرض، ولم يُرَ وجه الماء من كثرة الفرسان والرجالة، وقد حدث
للمسلمين من الطمأنينة والأمان ما جعلهم يمرحون ويتحدثون وكأنهم
في مجالسهم.. ولم يفقد المسلمون أحدا من رجالهم ولا من أمتعتهم
إلا متاع أحدهم أخذه الموج، فدعا الله وقال : اللهم لا تجعلني من بينهم
يذهب متاعي فرد الله متاعه.. وقد كان الفُرس على شاطئ دجلة يراقبون
جيش المسلمين وينظرون ماذا سيفعلون مع تلك العقبة الكؤود..
ولم يدر بخلدهم قط أنهم سيجرؤون على اقتحام تلك اللُجة.. وبخاصة
بعدما قحمهم المد، وزاد جريان السيل لكنهم اندهشوا لما رأوا كتائب
المسلمين تتابع في خوض النهر الذي كان يظن ملك الفرس يزدجرد أنه
حصن طبيعي يحتمي خلفه هو وجيشه، ويعتمدون عليه في صد العدو
مهما كانت قوته.. وتملكهم العجب وهم يرون أفواج المسلمين يخرجون
منه سالمين كما دخلوه.. فأصابهم الذعر والخوف وقال بعضهم لبعض:
إنكم لا تحاربون إنسا ولكن تحاربون الجن.. فلم يواجه المسلمون إلا فرقة
منهم وفر ملك الفُرس وأتباعه، وخلت المدائن من السكان.. فدخلها
المسلمون وغنموا منها غنائم عظيمة واستولوا على قصور كسرى
التي كانت تعج بالزخارف والنعيم والكنوز العظيمة ، فنظر إليها سعد
وتلا قوله تعالى:
{ كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ *
وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ }
(سورة الدخان آية 25-28) .
وقد كان ذلك يوما عظيما وأمرا هائلا أعز الله فيه المسلمون ونصرهم
على أقوى دولة من الدول العظمى في ذلك العصر، وقد جمع المسلمون
الغنائم الكثيرة التي لم تر العين مثلها من قبل، وأرسلوها إلى
عمر بن الخطاب في المدينة دون أن تغريهم فلما رآها عمر وفيها اللآلئ
والجواهر الثمينة.. قال: إن قوما أدوا هذا لأمناء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق