غَنَــاء بعد عنــاء
قبل أربعين عاما مضى أو أكثر توفي زوجها ولم يخلف لها دينارا
ولا درهما بل خلف لها ثلاثا من البنات اللاتي ما زلن على مقاعد الدراسة
ضاقت عليها الأرض بما رحبت وضاقت عليها نفسها فقد فقدت العائل
الوحيد الذي كان ينفق عليها وهي امرأة عفيفة النفس لا تقبل أن تكون
هي وبناتها عالة على أحد وإن كان قريب ، أو تنتظر صدقات المحسنين..
فآثرت أن تعمل خادمة عند بعض الأسر الغنية.. وقد كانت تعمل لديهم
في كي الملابس.. وكانت تكوي على مكواة قديمة تعمل بالفحم.. فكانت
تملأ المكواة بالجمر.. ثم تذهب وتكوي به في بعض المنازل، وترجع في
كل يوم ببعض الريالات التي تنفقها على بناتها ومتطلبات الدراسة
وبعض احتياجاتهم الضرورية.. كان عملا شاقا عليها لكنها صابرة محتسبة متكلة
على الله تعالى في أن يعينها على الإنفاق على بناتها، وتربيتهن وتعليمهن
دون الحاجة لسؤال الناس حتى يكملن دراستهن..كانت دائما تدعو الله
أن يبارك لها في رزقها ويغنيها عن الخلق، وبقيت على هذا الحال حتى
تخرج البنات.. ووصلن إلى أعلى المراتب في سلك التعليم فاستبدلن
بمنزلهن القديم المستأجر منزلا كبيرا جميلا، وجعلن لوالدتهن مرتبا
شهريا تنفق منه.. وتتصدق.. وتهدي.. لمن تحب، وأحضرن لها من
يخدمها، فأصبحت بينهن تأمر فتطاع بعد أن كانت تُؤمر فتطيع، وأصبحت
تُخدم بعد أن كانت تَخدم غيرها.. ولم تكن وهي في هذه النعمة تنسى فضل
الله عليها ورحمته بها وكيف عوضها عن صبرها خيرا عظيما .
قبل أربعين عاما مضى أو أكثر توفي زوجها ولم يخلف لها دينارا
ولا درهما بل خلف لها ثلاثا من البنات اللاتي ما زلن على مقاعد الدراسة
ضاقت عليها الأرض بما رحبت وضاقت عليها نفسها فقد فقدت العائل
الوحيد الذي كان ينفق عليها وهي امرأة عفيفة النفس لا تقبل أن تكون
هي وبناتها عالة على أحد وإن كان قريب ، أو تنتظر صدقات المحسنين..
فآثرت أن تعمل خادمة عند بعض الأسر الغنية.. وقد كانت تعمل لديهم
في كي الملابس.. وكانت تكوي على مكواة قديمة تعمل بالفحم.. فكانت
تملأ المكواة بالجمر.. ثم تذهب وتكوي به في بعض المنازل، وترجع في
كل يوم ببعض الريالات التي تنفقها على بناتها ومتطلبات الدراسة
وبعض احتياجاتهم الضرورية.. كان عملا شاقا عليها لكنها صابرة محتسبة متكلة
على الله تعالى في أن يعينها على الإنفاق على بناتها، وتربيتهن وتعليمهن
دون الحاجة لسؤال الناس حتى يكملن دراستهن..كانت دائما تدعو الله
أن يبارك لها في رزقها ويغنيها عن الخلق، وبقيت على هذا الحال حتى
تخرج البنات.. ووصلن إلى أعلى المراتب في سلك التعليم فاستبدلن
بمنزلهن القديم المستأجر منزلا كبيرا جميلا، وجعلن لوالدتهن مرتبا
شهريا تنفق منه.. وتتصدق.. وتهدي.. لمن تحب، وأحضرن لها من
يخدمها، فأصبحت بينهن تأمر فتطاع بعد أن كانت تُؤمر فتطيع، وأصبحت
تُخدم بعد أن كانت تَخدم غيرها.. ولم تكن وهي في هذه النعمة تنسى فضل
الله عليها ورحمته بها وكيف عوضها عن صبرها خيرا عظيما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق