كيف ننفع أمواتنا وكيف نحسن اليهم
كيف ننفع أمواتنا؟*
*وكيف نحسن إليهم؟*
الأصل في الطاعات وما تعلق بها التوقيف على ما ثبت عن الله ﷻ
أو عن رسوله ﷺ؛ فنتعبد الله فيما شرعه لنا؛ كي تكون مقبولة عند الله ﷻ؛
ولقبول الطاعة لا بد من تحقيق شرطين: الإخلاص لله ﷻ، والمتابعة لسنة
نبيه ﷺ الصحيحة.
والثابت الصحيح فيما ينفع الميت:
١) الدعاء له والصدقة عنه، وهذا بإجماع العلماء؛ لقوله ﷺ:
(إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء)، وصح أن سعد بن عبادة قال:
يا رسول الله، إن أمي ماتت وأنا غائب؛ فهل ينفعها إن تصدقت عنها؟
فقال: (نعم).
٢) حج الفريضة والعمرة، وهذا بإجماع العلماء؛ فقد قال ﷺ لمن سألته عن
الحج عن أمها: (أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته؟) قالت: نعم. قال:
(فدين الله أحق بالقضاء). وجاءه رجل آخر فقال: يا رسول الله، إن أبي شيخ
كبير لا يستطيع الحج ولا الظعن؛ أفأحج عنه وأعتمر؟ قال:
(حج عن أبيك واعتمر).
٣) صوم الواجب (رمضان، كفارة، نذر)، وهذا بإجماع العلماء؛ لقوله ﷺ:
(من مات وعليه صيام صام عنه وليه)، ولكن الذي تأخر في صوم الواجب
بعذر شرعي كمرض أو سفر ثم مات قبل أن يتمكن من القضاء؛
فلا قضاء عنه ولا إطعام لكونه معذوراً.
وأما الذين يقولون بقراءة القرآن للميت؛ فالرسول ﷺ لم يقرأ القرآن لأمواته
من المسلمين ولا لزوجه خديجة ولا بناته، ولا لخيرة صحبه الذين ماتوا في
حياته، ولم يخبر بقراءته على ميت، وكذلك لم يُعلم عن أصحابه
رضي الله عنهم وأرضاهم أنهم فعلوا ذلك أو قالوا به، وأما وصول
ثواب قراءة القرآن إلى الميت فلا دليل عليه في الشرع، ولو قال به البعض.
المؤمن يترك ما لم يثبت شرعاً، ويعمل بالصحيح الثابت؛ فيدعو لأمواته دون
أن يعمل لهم عبادة، ويتصدق عنهم إن استطاع ويقضي ما عليهم، وخاصة
إذا كان عليهم دَين؛ فإن النبي ﷺ كان لا يصلي على من مات وعليه دَين.
وإن الأولى أن يجعل الإنسان الأعمال الصالحة لنفسه ويستثمر أنفاسه؛ لأنه
هو نفسه سيحتاج إليها؛ فإذا مات تمنى أن يكون في صحيفته حسنةٌ واحدة؛
لقول النبي ﷺ: (ما من ميتٍ يموت إلا ندم، إن كان محسناً ندم ألا يكون
ازداد، وإن كان مسيئاً ندم ألا يكون استعتب)
الأحد، 30 أبريل 2023
كيف ننفع أمواتنا وكيف نحسن اليهم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق