السبت، 10 فبراير 2024

هل معجزة الإسراء والمعراج حدثت في شهر رجب؟

هل معجزة الإسراء والمعراج حدثت في شهر رجب؟


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه. أما بعد :

فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد ﷺ ،

وعلى عـظم منزلته عند الله عز وجل ، كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة ،

وعلى علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه ، قال الله سبحانه وتعالى:

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء:1].

وتواتر عن رسول الله ﷺ أنه عرج به إلى السماء ، وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة ،

فكلمه ربه سبحانه بما أراد ، وفرض عليه الصلوات الخمس ،

وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة ، فلم يزل نبينا محمد ﷺ يراجعه ويسأله التخفيف ،

حتى جعلها خمساً ، فهي خمس في الفرض ، وخمسون في الأجر ، لأن الحسنة بعشر أمثالها ،

فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.

❌ وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج ، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها ،

لا في رجب ولا غيره ، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي ﷺ عند أهل العلم بالحديث ،

ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها.

👈 ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات ، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها ؛

لأن النبي ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها ، ولم يخصوها بشيء

ولو كان الاحتفال بها أمرًا مشروعاً لبينه الرسول ﷺ للأمة ، إما بالقول وإما بالفعل ،

ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر ، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا ،

فقد نقلوا عن نبيهم ﷺ كل شيء تحتاجه الأمة ، ولم يفرطوا في شيء من الدين ، بل هم السابقون إلى كل خير.

#حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج:

⁉️فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعاً لكانوا أسبق الناس إليه ،

والنبي ﷺ هو أنصح الناس للناس ، وقد بلغ الرسل غاية البلاغ ،

وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي ﷺ ولم يكتمه ،

فلما لم يقع شيء من ذلك ، علم أن الاحتفال بها ، وتعظيمها #ليسا من الإسلام في شيء

وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها ، وأتم عليها النعمة ، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله ،

قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة :

{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:3] ،

وقال عز وجل في سورة الشورى : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ

وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى:21].

وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الأدلة كفاية ومقنع لطالب الحق في إنكار هذه البدعة :

أعني #بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ، #والتحذير منها ، وأنها ليست من دين الإسلام في شيء.

ولما أوجب الله من النصح للمسلمين ، وبيان ما شرع الله لهم من الدين ،

وتحريم كتمان العلم ، رأيت تنبيه إخواني المسلمين على هذه #البدعة ،

التي قد فشت في كثير من الأمصار ، حتى ظنها بعض الناس من الدين.

والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً ، ويمنحهم الفقه في الدين ،

ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق والثبات عليه ، وترك ما خالفه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ،

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.

#الشيخ : عبد العزيز بن باز رحمه الله
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق