هل معجزة الإسراء والمعراج حدثت في شهر رجب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه. أما بعد :
فلا ريب أن الإسراء والمعراج من آيات الله العظيمة الدالة على صدق رسوله محمد ﷺ ،
وعلى عـظم منزلته عند الله عز وجل ، كما أنها من الدلائل على قدرة الله الباهرة ،
وعلى علوه سبحانه وتعالى على جميع خلقه ، قال الله سبحانه وتعالى:
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ
الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ
لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
[الإسراء:1].
وتواتر عن رسول الله ﷺ أنه عرج به إلى السماء ، وفتحت له أبوابها حتى جاوز السماء السابعة ،
فكلمه ربه سبحانه بما أراد ، وفرض عليه الصلوات الخمس ،
وكان الله سبحانه فرضها أولا خمسين صلاة ، فلم يزل نبينا محمد ﷺ يراجعه ويسأله التخفيف ،
حتى جعلها خمساً ، فهي خمس في الفرض ، وخمسون في الأجر ، لأن الحسنة بعشر أمثالها ،
فلله الحمد والشكر على جميع نعمه.
❌ وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج ، لم يأت في الأحاديث الصحيحة تعيينها ،
لا في رجب ولا غيره ، وكل ما ورد في تعيينها فهو غير ثابت عن النبي ﷺ عند أهل العلم بالحديث ،
ولله الحكمة البالغة في إنساء الناس لها.
👈 ولو ثبت تعيينها لم يجز للمسلمين أن يخصوها بشيء من العبادات ، ولم يجز لهم أن يحتفلوا بها ؛
لأن النبي ﷺ وأصحابه رضي الله عنهم لم يحتفلوا بها ، ولم يخصوها بشيء
ولو كان الاحتفال بها أمرًا مشروعاً لبينه الرسول ﷺ للأمة ، إما بالقول وإما بالفعل ،
ولو وقع شيء من ذلك لعرف واشتهر ، ولنقله الصحابة رضي الله عنهم إلينا ،
فقد نقلوا عن نبيهم ﷺ كل شيء تحتاجه الأمة ، ولم يفرطوا في شيء من الدين ، بل هم السابقون إلى كل خير.
#حكم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج:
⁉️فلو كان الاحتفال بهذه الليلة مشروعاً لكانوا أسبق الناس إليه ،
والنبي ﷺ هو أنصح الناس للناس ، وقد بلغ الرسل غاية البلاغ ،
وأدى الأمانة فلو كان تعظيم هذه الليلة والاحتفال بها من دين الله لم يغفله النبي ﷺ ولم يكتمه ،
فلما لم يقع شيء من ذلك ، علم أن الاحتفال بها ، وتعظيمها #ليسا من الإسلام في شيء
وقد أكمل الله لهذه الأمة دينها ، وأتم عليها النعمة ، وأنكر على من شرع في الدين ما لم يأذن به الله ،
قال سبحانه وتعالى في كتابه المبين من سورة المائدة :
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة:3] ،
وقال عز وجل في سورة الشورى : {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ
وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الشورى:21].
وأرجو أن يكون فيما ذكرناه من الأدلة كفاية ومقنع لطالب الحق في إنكار هذه البدعة :
أعني #بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج ، #والتحذير منها ، وأنها ليست من دين الإسلام في شيء.
ولما أوجب الله من النصح للمسلمين ، وبيان ما شرع الله لهم من الدين ،
وتحريم كتمان العلم ، رأيت تنبيه إخواني المسلمين على هذه #البدعة ،
التي قد فشت في كثير من الأمصار ، حتى ظنها بعض الناس من الدين.
والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين جميعاً ، ويمنحهم الفقه في الدين ،
ويوفقنا وإياهم للتمسك بالحق والثبات عليه ، وترك ما خالفه ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ،
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.
#الشيخ : عبد العزيز بن باز رحمه الله
السبت، 10 فبراير 2024
هل معجزة الإسراء والمعراج حدثت في شهر رجب؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق