الحياة فوز وهزيمة مكسب وخسارة حلاوة ومرارة ولذلك
تقدم لكم
مجموعة من النصائح لتعلم الابناء كيفية التعامل مع
الفوز و الخسارة .
ولتربية الابن على حسن
التعامل مع الفوز
والخسارة يجب أن نحرص
على الآتي:
أن نقدِّم القدوة العملية لأبنائنا في التعامل مع الفوز
والخسارة: فلا
نظهر حماسًا شديدًا وبهجة زائدة عندما نفوز، ونبدي
حزنًا شديدًا وتحسرًا
وإحباطًا حينما نخسر؛ هل نشعر بالمرح الشديد عندما
يفوز الفريق الذي
نشجعه ونُصاب باليأس عندما يخسر؟ ما الرسالة التي
نقدمها لأبنائنا
عن مفهوم الفوز والخسارة؟!
أن نحرص على تدريب الابن في الجو الأسري على قبول الهزيمة
والفوز بممارسة اللعب معه، وعدم ترك الفرصة له للفوز
دائمًا، بل مرة
فوز ومرة هزيمة في جو من التقبل والحب؛ حتى يشعر
الطفل أنه ما زال
محبوبًا حتى عندما لا يكون فائزًا، وأن المنافسة
الشريفة تخلو
من العداوة أو التناحر أو الإساءة
للآخرين.
أن نعلِّم أبناءنا الموضوعية في الحكم على الأمور بدراسة
أسباب الفوز
وأسباب الخسارة والحكم العادل على الأمور بتجرد دون
تعصب ولا تحيز
ولا تناحر، وأن نعترف للآخر الفائز، وأن نهنئه بروح
رياضية.
حينما يخسر الابن ويحزن لخسارته علينا أن نظهر التعاطف مع
إحساسه بالحزن، ونساعده على تجاوز ذلك
الإحساس،
فلا
أحد يحب الخسارة بطبعه.
عند خسارة الابن أو خسارة الفريق الذي يشجعه؛ علينا أن
نذكره
بمرات فوزه هو وفريقه أو مرات فوز الفريق الذي
يشجعه.
أن نبث روح التشجيع والتفوق في مرات عدم الفوز بأن نقول
له:
نت تستطيع الفوز في المرات القادمة بإذن الله
تعالى.
أن نعلِّم أبناءنا أن الدنيا لا تنتهي بالفشل مرة أو
مرات، وهذا رسول
الله صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا الروح الطيبة في
التعامل مع الحياة،
وأن
الخسارة الحقيقية هي فقدان رضا الله
تعالى:
{ فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ
الْخَاسِرِينَ
الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ
الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15) }
(الزمر)؛
وأن
الفوز الحقيقي هو رضوان الله تعالى ودخول الجنة
{ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ
الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ
وَمَا
الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ(185)
}
( آل
عمران).
أن نتجنب مقارنة الابن بغيره حتى لا يفقد تقديره لذاته،
ويدفعه ذلك لشحنات من الغضب والشعور
بالدونية.
أن نحكي لأبنائنا القصص التي تعلم المثابرة وعدم
الانهيار، وعلى
سبيل المثال يمكن أن نذكر لهم قصة "توماس أديسون"،
حينما فشل في
اختراع المصباح الكهربائي حوالي 999 محاولة، واخترعه
في المحاولة
الألف... فقالوا له: إنك فشلت مرات عديدة؛ فقال لهم:
ليس ذلك فشلاً...
إنما هو خبرات وتجارب... لقد تعلمت أن 999 طريقة لا
تخترع المصباح
الكهربائي وإنما توصل إليه، وتعلمت أن طريقة واحدة
فقط هي التي
تخترع المصباح.
أن نعلِّم الابن الانطلاق إلى نجاحات وإنجازات جديدة،
وعدم الوقوف
عند حدود الماضي، فلا مبالغة في الأسى والحزن عند
إخفاق طارئ،
ولا مبالغة في الفرح والسرور بأحد الإنجازات إلى حد
الغرور
{ لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا
تَفْرَحُوا بِمَا آَتَاكُمْ
وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ(23)
}
(الحديد).
أن نعلِّم الابن بذل الجهد والأخذ بالأسباب
{ فَأَتْبَعَ سَبَبًا }
(الكهف: من الآية
85)،
وكذلك
نعلمه أن على الإنسان السعي وليس عليه إدراك النتائج
{ وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39)
وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40)
ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى (41)
}
(النجم)؛ فالمطلوب من
الإنسان هو السعي بمقدار جهده،
أما
حجم النتائج فإن الله لم يكلّفه بها.
أن ندرِّب الابن من خلال المواقف و الممارسات العلمية
اليومية أن
يرجع نجاحه وتوفيقه إلى الله
تعالى
{
وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ
وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }
(هود: من الآية 88).
أن نعلِّم الابن أن الإنسان إذا بذل جهده وفعل ما عليه،
ثم جاءت النتائج
على غير ما يشتهي؛ فقد تكون هناك حكمة غير واضحة الآن
أو خيرٌ
غير
ظاهر يقدره الله تعالى:
{ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ
لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ
لَا تَعْلَمُونَ (216) }
(البقرة).
تربية الابن على عدم المبالغة في الفرح بإنجازاته، وعدم
الاستعلاء
على الآخرين بتميزه، وأن نشرح له قصة
قارون
{ إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى
عَلَيْهِمْ
وَآَتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا
إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي
الْقُوَّةِ
إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا
تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ (76)
}
(القصص).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق