إعجاز الرسم العثماني
متشابهات القرآن ولمسات بيانية والفرق بين
[ رحمة
الله - رحمت الله ]
الرحمة
التي تأتي فيها التاء مبسوطة
رحمت
مفادها
أنها رحمة بسطت بعد قبضها وأتت بعد شدة
ودائما
تكون مضافة مباشرة للفظ الجلالة عز وجل
أمثــلة
– رحمت :
فبعد
مرور السنين الطويلة، وتعدي الزوجة
للسن
التي تستطيع أن تحمل
وتلد، وتعطي الذرية فيها؛
فتأتي البشرى لإبراهيم
عليه السلام وزوجه بالولد
قال
تعـــالى:
{ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ
رَحْمَتُ
اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ
حَمِيدٌ مَجِيد }
هود
-
وتأتي
كذلك استجابة لدعاء زكريا عليه السلام؛
بطلب
الولد قال تعالى:
{
ذِكْرُ رَحْمَت رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا
}
مريم
ثم
يفصل تعالى بعدها قصة وهب يحي لزكريا عليهما السلام
.
ففتحت
هذه الرحمة لهما بعد قبضها زمنًا
طويلاً.
- وبعد
قبض المطر عن النزول وموت الأرض، يأتي الغيث وتستمر الحياة
بهذه
الرحمة التي بسطت؛ قال تعالى:
{
فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتَ اللَّهِ كَيْفَ يحيي الْأَرْضَ
بَعْدَ مَوْتِهَا
إِنَّ
ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
}
الروم
-
والله
تعالى يطلب من الناس أن يدعوه خوفًا من
عقابه
الذي فيه قطع لرحمته
عنهم، أو طمعًا بما عنده،
فرحمته
قد بسطت لهم ولم تقفل في وجوههم ؛ قال تعالى
:
{ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ
إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا
إِنَّ
رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنْ الْمُحْسِنِين
}
الأعراف.
اما
الرحمة التي تأتي فيها التاء مربوطة
هي
رحمة مرجوة لم تفتح للسائل بعد أو رحمة
موعودة
فالعابد
القانت الساجد آناء الليل ويحذر الآخرة فهو يرجوا رحمة ربه
في
الآخرة ؛ ألا وهي الجنة ..
التي
هي مقفلة دونه في الحياة الدنيا وستفتح له يوم
القيامة
قال
تعالى :
{
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا
يَحْذَرُ
الْآخِرَةَ وَيَرْجُوا رَحْمَةَ رَبِّهِ
قُلْ
هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا
يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ
}
والوقوف
على كل رحمة وردت في القرآن قبضت تاؤها أمر
يطول
فبعض
الرحمة التي قبضت تاؤها؛
هي
رحمة مرجوة لم تفتح للسائل بعد، كما في قوله
تعالى:
{
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا
وَهَبْ
لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّاب
}
آل
عمران.
أو هي
رحمة موعود بها كما في قوله تعالى:
{
فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ
فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ
وَيَهْدِيهِمْ
إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا }
النساء
آتاكم
الله من رحمته في الدنيا و الآخرة
اللهم
أمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق