يحكى
أن رجلاً أتى إلى أحد المدن... وقد التف الناس من حوله... وصار
في
المدينة هرج ومرج كثير... وكل يوم والناس حول هذا الشخص
بازدياد...
تقدم رجل من أهل الذكاء والعقل
والفطنة...
وسأل
عن سبب هذا الزحام الشديد حول هذا الرجل
الغريب.
فأخبروه أن هذا الرجل يحمل توكيلًا من الله وهو يقوم الآن ببيع قطع
من أراضي الجنة ويمنح بذلك سندات ومن مات ومعه هذا السند دخل
الجنة
وسكن الأرض التي اشتراها هنا
احتار
الرجل في كيفية إقناع هذا الكم الهائل من الناس بعدم صدق هذا
الرجل
وأن من اشترى منه قد وقع في تضليله وتدليسه إلا أنه وجد من
يزجره
ويمنعه من المحاولة في هذا الاتجاه... لأن بساطة الناس وقلة
وعيهم
دفعتهم إلى التصديق المطلق بهذا
الدجال
وفي النهاية اهتدى الرجل
الذكي إلى حل عبقري...
حيث
تقدم إلى الرجل الذي يبيع قطعًا في
الجنة
فقال له كم سعر القطعة
في الجنة ؟
فأخبره أن القطعة بـ 100 دينار
فقال
له وإذا أردت أن أشتري منك قطعة في ( جهنم ) بكم
؟
أتبيعها
لي ؟؟
فاستغرب
الرجل ثم قال خذها بدون مقابل
فقال
الرجل الذكي كلا لا أريدها إلا بثمن أدفعه لك وتعطيني سندًا
بذلك
فقال
له سأعطيك ربع جهنم بـ 100 دينار سعر قطعة واحدة في
الجنة
فقال
له الرجل الذكي : فأن أردت شراءها كلها فقال الدجال
عليك أن تعطيني 400 دينار
وفي
الحال قام الرجل الذكي بدفع الـ 400 دينار إلى
الدجال
وطلب
منه تحرير سنداً بذلك وأشهد عددا كبيراً من الناس على
السند
وبعد
اكتمال السند قام الرجل الذكي بالصراخ بأعلى صوته أيها
الناس
لقد اشتريت جهنم كلها
ولن أسمح لأي شخص منكم بالدخول إليها
لأنها
صارت ملكي بموجب هذا السند أما أنتم فلم يتبقى لكم إلا
الجنة
وليس
لكم من مسكن غيرها سواء اشتريتم قطعا أم لم تشتروا .عند ذاك
تفرق
الناس من حول هذا الدجال لأنهم ضمنوا عدم الدخول إلى
النار
بسند
الرجل الذكي ، وأدرك الدجال بأنه أغبى من هؤلاء
الذين
صدقوا
به...
قصصت هذه الرواية على
رجل كبير السن فقال لي :
و هل
تعجب من أمر هؤلاء الناس
فقلت :
نعم أيوجد أناس بهذا المستوى من التفكير
؟
فأجابني
الرجل : نعم أغلبنا بمثل مستوى تفكيرهم
رغم
انهم أفضل نية
منا:
فقلت
له : كيف أيها الرجل ؟؟
فقال :
من يتعاطى الخمر هل يجدها ملقاة على
الطريق
ام يذهب لشرائها بماله
الخاص ؟
فقلت:
بل يشتريها بماله الخاص
قال:
ومن يقصد بيوت الهوى ، ومن يلعب القمار
،
ومن يتناول المخدرات
وغيرها كلها أموال ندفعها من جيوبنا لنشتري
لأنفسنا
بها قطعاً في جهنم ،،، أليس كذلك ؟
بينما
نترك الصلاة والصيام والأمر بالمعروف والنهي
عن
المنكر
والقنوت والدعاء وغير ذلك الكثير ...
إلخ
رغم
توفره بدون أن ندفع من جيوبنا شيئاً
ولا
نقبل أن نشتري جنة الله حتى ولو بدون أن
ندفع
أو نخسر شيئا فمن الأصلح
هؤلاء أم هؤلاء ؟
فأطرقت
نظري إلى الأرض وأنا أسأل الله أن يجعلني ممن
يسعون
إلى نيل رضا الباري عز
وجل بالأفعال والأقوال و ما رزقني من المال
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق