1 - الطفل المدلل
أكثر جرأة على الحوار مع والديه من دون
خوف أو ترد د.
2 - تعليم الأبناء أدبيات الحوار مع
الوالدين
يقلل من حالة التوتر
بينهما .
الطفل المدلل
أكثر جرأة على الحوار مع والديه من
دون خوف أو تردد
كانت صدمة " ن " في ابنتها الصغيرة كبيرة
حينما طلبت منها أن تؤدِّي
واجباً منزليَّاً قصَّرت
في أدائه ؛ لتدخل معها بعد ذلك في حديث طويل
أفصحت فيه عن أهم عيوبها ، مُبيِّنةً لها
أنَّها كثيراً ماقصرت معها
في توفير بعض حاجيَّاتها
وعن بعض المواقف التي لم تكن تبدو فيها
أنَّها مهتمة لأمرها ،
أخذت ابنة " نورة " تتحدث بانفعال وبصوتٍ
عالٍ وبنبرةٍ حادة ؛
لدرجة أنَّ اخوتها خرجوا من غرفهم على
إثر صوتها ،
فيما بقيت " نورة " تحت تأثير الصدمة من
جرأة ابنتها معها
بشكل جعلها تتحدَّث معها بهذا الأسلوب
مُبديةً لها ملاحظاتها
ومتهمةً إيَّاها بالتقصير دون أدنى خجل
أو وجل ، بشكلٍ بدت فيه أنَّها أمام
احدى صديقاتها ، وعلى الرُّغم من محاولة
" نورة " الدائمة في أن تكون
قريبة من أبنائها وحرصها على أن تُوفِّر
لهم كل ما يحتاجونه
في البيت بشكلٍ بدت فيه
وكأنَّها صديقة لهم .
وفي هذا الوقت عادت " ن " بذاكرتها إلى
وقت الطفولة لتتذكر
كيف كانت طريقتها في الحديث أمام والدتها
في زمنٍ كان فيه للأم قدر كبير
من الهيبة والتقدير وكان
فيه للأب حضور وهيبة يخشاها الأبناء
وأدركت " ن " أنَّه على الرغم من محاولة
التعامل بأساليب حديثة
مع الأبناء في وقتنا الحالي ، إلاَّ أنَّ
ذلك انعكس بشكل سلبي على العديد
من الأسر ، فأصبح الأبناء يحاسبون آباءهم
بأسلوب غير لائق
ويتحدثون معهم وكأنهم في
مرحلتهم العمرية أو قريباً منها ،
لم تكن " ن " قادرةً في هذا الوقت على أن
ترد على ابنتها لكونها ك
انت تقف موقف الصدمة والذهول ممَّا حدث ،
إلاَّ أنَّ دموعها التي انسابت
على وجنتيها عبَّرت بصدق
عن مدى ألمها .
في وقتنا الحالي بات العديد من الآباء
يمنحون أبناءهم منذ الطفولة
المُبكرة
مساحةً كبيرةً من الحرية
والتعامل معهم دون وجود حواجز تمنعهم
من تجاوز الخطوط الحمراء ، بل رُبَّما
حاول البعض هنا تقديم علاقة
الصداقة
مع الابن قبل علاقة
الأبوة ، بيد أنَّ هذا الأسلوب قد ينجح مع بعض الأبناء
،
في الوقت الذي قد يدفع
البعض الآخر إلى التجاوز مع والديه ،
وعلى الرغم من هذا التباين في أسلوب
التربية ، إلاَّ أنَّ الحقيقة تشير
إلى أن العديد من أبناء الجيل الحالي
اختلف كثيراً عن الأجيال السابقة ،
فأصبح العديد من الأطفال حالياً يُعبرون
عن آرائهم بجرأة ويتحدثون
عن مطالبهم دون أيّ
تردُّد .
ويبقى هناك سؤال يلوح في الأفق عن
:
كيفيَّة التعامل الأمثل
مع هذه النوعيَّة من الأبناء
التي تُحاسب آباءها
بكُلِّ جرأة مُتجرِّدةً عن أدبيَّات الحوار مع
الآباء؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق