الإقبال
في الصلاة على ثلاثة منازل :
*
الأول :-
إقبال
العبد على قلبه فيحفظه و يصلحه من أمراض
الشهوات
و الوساوس ، و الخطرات
المُبطلة لثواب صلاته أو المنقصة لها
.
*
و الثاني :-
إقباله على الله
بمراقبته فيها حتى يعبده كانه يراه .
*و الثالث
:-
إقباله على معاني كلام
الله ، و تفاصيله و عبودية الصلاة
ليعطيها حقها من الخشوع
و الطمأنينة و غير ذلك .
فباستكمال
هذه المراتب الثلاث يكون قد أقام الصلاة حقاً
،
و يكون إقبال الله على
المصلي بحسب ذلك .
لماذا
يكرر السجود مرتان
و
شُرع له تكرير هذه الأفعال و الأقوال ؛ إذ هي غذاء القلب و
الروح
التي لا قوام لهما إلا
بها ، فكان تكريرها بمنزلة تكرير
الأكل
لقمة بعد لقمة حتى يشبع
، و الشرب نفسا بعد نفس حتى يَروى ،
فلو تناول الجائع لقمة
واحدة ثم دفع الطعام من بين يديه
فماذا كانت يغني عنه تلك
اللقمة ؟
و ربما فتحت عليه باب
الجوع أكثر مما به ؛
و
لهذا قال بعض السلف :
[ مثل الذي يصلي و لا
يطمئن في صلاته
كمثل الجائع إذا قدم
إليه طعام فتناول منه لقمة أو لقمتين
ماذا تغني عنه ذلك ] .
و
في إعادة كل قول أو فعل من العبودية و القرب ،
و
تنزيل الثانية منزلة الشكر على الأولى ، و حصول مزيد خير
و
إيمان من فعلها ، و معرفة و إقبال و قوة قلب ، و انشراح صدر
و
زوال درنٍ ووسخٍ عن القلب بمنزلة غسل الثوب مرَّة بعد مرَّة .
فهذه
حكمة الله التي بَهَرت العقول حكمته في خلقه و أمره
،
و دلَّت على كمال رحمته
و لطفه ، و ما لم تحط به علماً منها
أعلى
و أعظم و أكبر و إنما
هذا يسير من كثير منها .
فلما قضى صلاته و أكملها
و لم يبق إلا الانصراف منها ،
فشرع الجلوس في آخرها
بين يدي ربه مُثنياً عليه بما هو أهله
،
فأفضل
ما يقول العبد في جلوسه هذه التحيات التي لا تصلح إلا لله
،
و لا تليق بغيره
.
أسرار
الصَّلاة للإمَام العلامَة ابن قيِّم
الجَوزيَّة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق