فأخذها
ابن الخطاب
فلم أر عبقريا من الناس
ينزع نزع عمر
حدثنا حرملة بن يحيى
أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس
عن
ابن شهاب أن سعيد بن المسيب أخبره أنه سمع أبا هريرة
يقول
سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(
بينا أنا نائم رأيتني على قليب عليها دلو فنزعت منها
ما
شاء الله ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو
ذنوبين
وفي نزعه والله يغفر له
ضعف ثم استحالت غربا
فأخذها
ابن الخطاب فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع
عمر
حتى
ضرب الناس بعطن )
معاني
الكلمات
(
القليب ) :
البئر
غير المطوية
( الذنوب ) بفتح الذال
:
الدلو
المملوءة
(
الغرب ) بفتح الغين
:
المعجمة
وإسكان الراء الدلو العظيمة
(
النزع ) :
الاستقاء
(
استحالت ) :
صارت
وتحولت من الصغر إلى الكبر .
( العبقري )
:
السيد
ومعنى
(
ضرب الناس بعطن )
:
أي أرووا إبلهم ثم آووها
إلى عطنها ،
وهو
الموضع الذي تساق إليه بعد السقي لتستريح .
معني
الحديث ودلالته
قال العلماء :
هذا
المنام مثال واضح لما جرى لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما
في
خلافتهما ، وحسن سيرتهما ، وظهور آثارهما ،
وانتفاع
الناس بهما ، وكل ذلك مأخوذ من النبي صلى الله عليه وسلم
،
ومن بركته ، وآثار صحبته
.
فكان النبي صلى الله
عليه وسلم هو صاحب الأمر ، فقام به أكمل قيام
،
وقرر قواعد الإسلام ،
ومهد أموره ، وأوضح أصوله وفروعه ،
ودخل
الناس في دين الله أفواجا ، وأنزل الله تعالى اليوم أكملت لكم
دينكم
ثم توفي صلى الله عليه
وسلم ،
فخلفه أبو بكر رضي الله
عنه سنتين وأشهرا ،
وهو المراد بقوله صلى
الله عليه وسلم :
( ذنوبا أو ذنوبين
)
وهذا
شك من الراوي ، والمراد ذنوبان كما صرح به في الرواية الأخرى
.
وحصل في خلافته قتال أهل
الردة وقطع دابرهم ، واتساع الإسلام .
ثم توفي فخلفه عمر رضي
الله عنه ، فاتسع الإسلام في زمنه ،
وتقرر لهم من أحكامه ما
لم يقع مثله .
فعبر
بالقليب عن أمر المسلمين لما فيها من
الماء
الذي به حياتهم وصلاحهم
، وشبه أميرهم بالمستقي لهم ،
وسقيه
هو قيامه
بمصالحهم
وتدبير أمورهم .
اتعبت من بعدك يا عمر
مقولة قيلت في
عمر بن الخطاب
فاروق الإسلام رضي الله
عنه .
* يقول عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما
:
والله لقد رأيت في قميص
عمر وهو خليفة
أربع عشرة
رقعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق