ما
هي شروط الدعاء
لكي يكون الدعاء
مستجاباً مقبولاً عند الله ؟
الحمد
لله شروط الدعاء كثيرة ، منها :
1-
ألا يدعوَ إلا الله عز وجل :
قال صلى الله عليه وسلم
لابن عباس :
( إذا سألت فأسأل الله
وإذا استعنت فاستعن بالله ) .
رواه الترمذي .
وصححه
الألباني في صحيح الجامع .
وهذا
هو معنى قوله تعالى :
{ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ
لِلَّهِ فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ أَحَداً }
[
الجـن : 18 ]
وهذا
الشرط أعظم شروط الدعاء وبدونه لا يقبل دعاء ولا يرفع عمل
،
ومن الناس من يدعو الأموات
ويجعلونهم وسائط بينهم وبين الله ،
زاعمين أن هؤلاء
الصالحين يقربونهم إلى الله ويتوسطون
لهم
عنده سبحانه وأنهم
مذنبون لا جاه لهم عند الله
فلذلك يجعلون تلك
الوسائط فيدعونها من دون الله ,
والله
سبحانه وتعالى يقول :
{
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ
دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ }
[
البقرة : 186 ]
2-
أن يتوسل إلى الله
يتوسل بأحد أنواع التوسل
المشروع .
3-
تجنب الاستعجال
فإنه من آفات الدعاء
التي تمنع قبول الدعاء
وفي
الحديث
قال
صلى الله عليه وسلم :
( يستجاب لأحدكم ما لم
يعجل يقول : دعوت فلم يستجب لي ) .
رواه البخاري ومسلم
وفي
صحيح مسلم رواية آخرى :
( لا يزال يستجاب للعبد
ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يتعجل
قيل يا رسول الله ، ما
الاستعجال ؟
قال : يقول : قد دعوت
وقد دعوت فلم أر يستجيب لي
فيستحسر عند ذلك ويدع
الدعاء )
4-
أن لا يكون الدعاء فيه إثم ولا
قطيعة
يجب ان لا يكون الدعاء
فيه إثم ولا قطيعة كما في الحديث السابق
:
( يستجاب للعبد ما لم
يدع بإثم أو قطيعة رحم )
5-
حسن الظن بالله
قال
صلى الله عليه وسلم :
( يَقُولُ اللَّهُ
تَعَالَى : أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي
)
رواه البخاري ومسلم
وفي حديث أبي هريرة
:
( ادعوا الله وأنتم
موقنون بالإجابة )
رواه الترمذي
,
وحسنه الألباني في صحيح
الجامع .
فمن
ظن بربه خيراً أفاض الله عليه جزيل خيراته ,
وأسبل
عليه جميل تفضلاته , ونثر عليه محاسن
كراماته
وسوابغ أعطياته
.
6-
حضور القلب
فيكون الداعي حاضر القلب
مستشعراً عظمة من يدعوه ،
قال
صلى الله عليه وسلم :
(وَاعْلَمُوا أَنَّ
اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ
لَاهٍ)
رواه الترمذي وحسنه
الألباني في صحيح الجامع .
7-
إطابة المأكل
قال سبحانه وتعالى :
{
إنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ }
[
المائدة : 27 ]
وقد استبعد النبي صلى
الله عليه وسلم الاستجابة
لمن
أكل وشرب ولبس الحرام
ففي الحديث
:
( ذكر صلى الله عليه
وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر
يمد يديه إلى السماء يا
رب يا رب ومطعمه حرام
ومشربه حرام وملبسه حرام
وغُذيَ بالحرام
فأني يستجاب لذلك
)
رواه مسلم
قال
ابن القيم :
[
وكذلك أكل الحرام يبطل قوته ويضعفها , يعني الدعاء
].
8-
تجنب الاعتداء في الدعاء
فإنه
سبحانه وتعالى لا يحب الاعتداء في
الدعاء
قال سبحانه
:
{ ادْعُوا رَبَّكُمْ
تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ
}
[ الأعراف : 55 ]
9-
ألا ينشغل بالدعاء عن أمر واجب
ألا
ينشغل بالدعاء عن أمر واجب مثل فريضة حاضرة
أو
يترك القيام بحق والد بحجة الدعاء .
ولعل
في قصة جريج العابد ما يشير إلى ذلك لما ترك إجابة نداء
أمه
وأقبل على صلاته فدعت
عليه فابتلاه الله .
قال
النووي رحمه :
[
قال العلماء : هذا دليل على أنه كان الصواب في حقه
إجابتها
لأنه كان في صلاة نفل
والاستمرار فيها تطوع لا واجب وإجابة
الأم
وبرها واجب وعقوقها حرام
...]
صحيح مسلم بشرح النووي
.
للاستزادة
ينظر كتاب الدعاء
لمحمد
بن إبراهيم الحمد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق