للعلمِ طغيانٌ كطغيانِ المال.
يبقَى أحدهم مع العلمِ دراسةً وبحثًا ومطالعةً وتعليمًا عشراتِ السنين،
ويغورُ في أعماقِ مسائلهِ المشكلة،
ويكتبُ فيه ويحلِّله،
ويقلِّبهُ على وجوههِ ويقوِّمه،
وينقبُ فيه ويكشفُ عويصه،
ويحاضرُ فيه ويخطب،
ويؤلِّفُ فيه ويصنِّف..
وعندما يرى الإقبالَ على ما قال، والإعجابَ بما كتب،
قد يأخذهُ ذلك إلى الإكبارِ والإعجابِ بنفسه،
وهنا يكمنُ الخطر..
فيفرحُ ويفخَر،
ويُبدي آراءً حدَّثتْ به نفسهُ ولم يُخرجها من قبل،
ويظنُّ أنه صارَ أهلاً لتجديدِ آراءٍ وتكريسِ نظريات،
وإصلاحِ عوالمَ ونفوسِ بريَّات،
وما لا يخطرُ على بالِ الكائنات!
وينسى قولَ الحكيمِ العليم: ﴿ وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾،
فيشطحُ ويَزِلّ،
وإذا كان عالمًا مشهورًا زلَّتْ معه أمَّة!
إنه طغيانُ العلم!
نعوذُ بالله منه،
ومن كلِّ طاغية.
للأستاذ: محمد خير رمضان يوسف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق