عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال:
قلت ليزيد بن مرثد: مالى أرى عينك لا تجف؟
قال: وما مسألتك؟!
قلت: لعل الله أن ينفع به.
قال: إن الله عز وجل توعدنى إن أنا عصيته أن يسجننى فى النار ,
والله لو توعدنى أن يسجننى فى الحمام كنت حريا ألا يجف لى دمع.
فقلت: هكذا فى خلوتك؟
قال: والله إنه لتوضع القصعة بين أيدينا فيعرض لى فأبكى , ويبكى أهله , ويبكى صبياننا , لا يدرون ما أبكانا ,
والله إنى لأسكن إلى أهلى فيعرض لى , فيحول بينى وبين ما أريد ,
فيقول أهلى: يا ويحها ما خصت به معك من طول الحزن ,
ما تقر لى معك عين.
قال محمد بن بشر المكى:
كنا يوما ماضين مع على بن الفضيل , فمررنا بمجلس بنى الحارث المخزومى ومعلم يعلم الصبيان , قال: ويقرأ
{ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى } النجم(31 )
فشهق ابن الفضيل شهقة خر مغشيا عليه ,
فجاء الفضيل فقال: بأبى قتيل القرآن ثم حمل ,
فحدثنى بعض من حمله أن الفضيل أخبره أن عليا ابنه لم يصل
ذلك اليوم الظهر ولا العصر , ولا المغرب , ولا العشاء ,
فلما كان فى جوف الليل أفاق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق