علَّمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيف نقتصد في الماء ونحافظ عليه،
فكان يغتسل بالصاع أو يزيد، وكان يتوضأ بالمد ونهى عن الإسراف
في الوضوء يجتهد علماء البيئة في العالم لتنبيه البشر إلى أهمية الحفاظ
على الماء والاقتصاد فيه، ونفخر -نحن المسلمين- أن رسولنا
صلى الله عليه وسلم قد علَّمنا -وعلَّم الإنسانية كلها- كيف نقتصد في الماء
ونحافظ عليه
، روى أحمد وابن ماجه -وقال الألباني:
حسن- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما،
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِسَعْدٍ، وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَقَالَ:
("مَا هَذَا السَّرَفُ؟" فَقَالَ: أَفِي الْوُضُوءِ إِسْرَافٌ؟ قَالَ:
"نَعَمْ، وَإِنْ كُنْتَ عَلَى نَهَرٍ جَارٍ")
وتأتي عظمة التنبيه النبوي عندما نجده يقول هذا الكلام في مسألة
الوضوء، مع أنه صلى الله عليه وسلم قد أمر بإسباغ الوضوء،
إلا أن الإسباغ لا يعني السرف، وجميل أن تجد حياته صلى الله عليه وسلم
تطبيقًا لهذا التوجيه، الاقتصاد في الماء؛
فقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه أنه قال:
( كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَغْسِلُ -أَوْ كَانَ يَغْتَسِلُ- بِالصَّاعِ
إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ، وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ )
. والمـُدُّ يساوي تقريبًا نصف لتر من الماء[1]،
فهذا ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضَّأ به!
أمَّا الاغتسال فكان بثلاثة لترات تقريبًا[2]!
إنها سُنَّة مفيدة حقًّا للبشرية كلها، ولنبدأ أول خطوة عملية لتحقيق هذه
السُّنَّة، وهي تقليل ماء الصنبور عند الوضوء، وابتكار الطرق المختلفة
التي تحفظ الماء من الضياع. ولا تنسَوْا شعارنا:
{وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا}
[النور: 54].
[1] المد (0.688) لترًا. الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي 1/ 143. [2]
الصاع عند جمهور الفقهاء بالتقدير الحديث 2.75 لتر تقريبًا،
وعند أبي حنيفة يكون تقدير الصاع باللتر هو 3.36 لتر تقريبًا. انظر:
الموسوعة الفقهية الكويتية 28/297.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق