السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة عمرها 17 عامًا، لدى والدها مشكلات مادية لذلك هي مهمومة
دائماً، بينما إخوتها لا يُعيرون والدهم اهتمامًا، مما أثَّر على
نفسيتِها وأصبحت انطوائيَّة مُعَقَّدة.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 17 عامًا، مِن عائلةٍ فقيرةٍ، ووالدي لديه مشكلات مادِّيَّة،
وأشعُر أني المَسؤولة عنه، بالرغم من وجود إخوة ذكور لي أكبر مني،
لكنهم لا يفهمونه ولا يقفون معه.
للأسف والدي معاشه غير كافٍ لكل طلبات البيت، وللأسف أصابتني
عقدة نفسية وأهملتُ نفسي، وابتعدتُ عن المجتمع وكرهته،
حتى المقربين لي، وأصبحتُ أحب الوحدة.
أحاول أن أظهرَ بمظهر السعادة مع أنَّ داخلي غير ذلك، أتصنع الضحك
والسعادة وأنا مهمومة، ولا أعرف لماذا؟ أخاف أن أخسر المحيطين
بي، وأشعر أني أحمل في قلبي حقدًا على الناس.
أقِف بجانب الجميع وأُعينُهم، لكن لا أجد مَن يَفهمني، فأبقى وحيدةً
وانطوائيةً بعيدةً عن الناس، حتى مللتُ منهم، لكنهم يلقون عليَّ اللومَ!
أرجو أن تساعدوني، فحتى دراستي لا أتحملها، وأرى الجميع تافهين،
وأصغر وأقل مني عقلاً
وأرى أحاسيسي ومشاعري أكبر مِن عمري.
الجواب
ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسْعِدنا أن نُرَحِّبَ بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن
يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين.
وأودُّ أن أشيدَ بما رأيته في سياق رسالتك مِن سِماتٍ إيجابيةٍ
وصالحةٍ كثيرة، منها بِرُّك بوالدك، وعُمق تفكيرك، ورغبتك الصادقة
في مساعدة الآخرين، وشعورك بالمسؤولية تُجاههم، وتفهمك لهم، وتقديرك لظروفهم.
لكن تلك الصِّفات الإيجابية قد أسْهَمَتْ بشكلٍ غير مباشر في شعورك
بالانزعاج والألم النفسي، ليس لعيبٍ فيها أو فيك، بل لكونك تحملينها
وتحملين ما يترتب عليها من أعباء، وأنت ما زلتِ صغيرة السن نسبيًّا،
وهو واقعٌ يجعلك تشعرين بأنَّ في عُنقك مسؤوليات كبيرةً وكثيرةً،
لكنك مقيدة اليدين تجاهها.
كما أنَّ هذه الأعباء النفسية تحتاج بين الحين والآخر لتصريفٍ إيجابيٍّ؛
لما تُسَبِّبه من ضغوط نفسيةٍ وفكريةٍ على الشخص، ولكن ولأن في
حالتك ينشغل الجميعُ بِهُمُومهم ومشكلاتهم، سواء على صعيد أسرتك
أو صديقاتك، فتجدين أن المشاعر والأفكار السلبية تجتاحك بين الحين والآخر،
وما تعتقدينه حقدًا على مَن حولك إنما هو تعبيرٌ آني لغضبك
منهم لعدم وصولهم معك لنفس المستوى من المُداراة والاهتمام.
ولذلك أنصحك يا بُنيتي بتهوين الأمور على نفسك، وأن تَتَيَقَّني أن
الله تعالى له حكمة عظيمة في كل أمرٍ، وأنه ينزل رزقه بقدر يكون
أمره أولاً وأخيرًا لصالح الإنسان، وكلما زاد يقينُك بذلك،
وحَسُن ظنُّك بأن المستقبل سيكون أفضل فستجدين أن كثيرًا من
تلك الأفكار والمشاعر تتبدَّد وتهرب مِن فكرك ونفسك.
كما أنصحك يا عزيزتي بأن تعزمي على الدراسة والتركيز عليها،
ولا تتركي لكلِّ هذه الظروف أو غيرها أي تأثير سلبي على عَزْمك،
بل اجعليها دافعًا وحافزًا يَجْعَلُك تنظرين إلى اجتهادك وتفوُّقك
وحُصولك على الدرَجات العالية، ومِفتاحًا لتغيير مُستقبلك ومستقبل
أسرتك نحو الأفضل - بإذن الله تعالى.
وتذَكَّري أنَّ الْتِحاقك بالجامعة لاحقًا سيُتيح لك أيضًا وقتًا للالتحاق
بعمل جزئيٍّ (بضع ساعات يوميًّا) لتعيني بأجره نفسك وربما والدك،
لا سيما إنْ تمكَّنت من تنظيم وقتك، وهو ما يقوم به العديد مِن
الطلَبة الجامعيين.
وأخيرًا أخْتِم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصْلِحَ شأنك كله،
ويفتحَ لك أبواب الخير والعلم وينفع بك
وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطَّيِّبة.
♦ ملخص السؤال:
فتاة عمرها 17 عامًا، لدى والدها مشكلات مادية لذلك هي مهمومة
دائماً، بينما إخوتها لا يُعيرون والدهم اهتمامًا، مما أثَّر على
نفسيتِها وأصبحت انطوائيَّة مُعَقَّدة.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 17 عامًا، مِن عائلةٍ فقيرةٍ، ووالدي لديه مشكلات مادِّيَّة،
وأشعُر أني المَسؤولة عنه، بالرغم من وجود إخوة ذكور لي أكبر مني،
لكنهم لا يفهمونه ولا يقفون معه.
للأسف والدي معاشه غير كافٍ لكل طلبات البيت، وللأسف أصابتني
عقدة نفسية وأهملتُ نفسي، وابتعدتُ عن المجتمع وكرهته،
حتى المقربين لي، وأصبحتُ أحب الوحدة.
أحاول أن أظهرَ بمظهر السعادة مع أنَّ داخلي غير ذلك، أتصنع الضحك
والسعادة وأنا مهمومة، ولا أعرف لماذا؟ أخاف أن أخسر المحيطين
بي، وأشعر أني أحمل في قلبي حقدًا على الناس.
أقِف بجانب الجميع وأُعينُهم، لكن لا أجد مَن يَفهمني، فأبقى وحيدةً
وانطوائيةً بعيدةً عن الناس، حتى مللتُ منهم، لكنهم يلقون عليَّ اللومَ!
أرجو أن تساعدوني، فحتى دراستي لا أتحملها، وأرى الجميع تافهين،
وأصغر وأقل مني عقلاً
وأرى أحاسيسي ومشاعري أكبر مِن عمري.
الجواب
ابنتي الكريمة، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
يُسْعِدنا أن نُرَحِّبَ بك في شبكة الألوكة، سائلين المولى القدير أن
يُسَدِّدنا في تقديم ما ينفعك، وينفع جميع المستشيرين.
وأودُّ أن أشيدَ بما رأيته في سياق رسالتك مِن سِماتٍ إيجابيةٍ
وصالحةٍ كثيرة، منها بِرُّك بوالدك، وعُمق تفكيرك، ورغبتك الصادقة
في مساعدة الآخرين، وشعورك بالمسؤولية تُجاههم، وتفهمك لهم، وتقديرك لظروفهم.
لكن تلك الصِّفات الإيجابية قد أسْهَمَتْ بشكلٍ غير مباشر في شعورك
بالانزعاج والألم النفسي، ليس لعيبٍ فيها أو فيك، بل لكونك تحملينها
وتحملين ما يترتب عليها من أعباء، وأنت ما زلتِ صغيرة السن نسبيًّا،
وهو واقعٌ يجعلك تشعرين بأنَّ في عُنقك مسؤوليات كبيرةً وكثيرةً،
لكنك مقيدة اليدين تجاهها.
كما أنَّ هذه الأعباء النفسية تحتاج بين الحين والآخر لتصريفٍ إيجابيٍّ؛
لما تُسَبِّبه من ضغوط نفسيةٍ وفكريةٍ على الشخص، ولكن ولأن في
حالتك ينشغل الجميعُ بِهُمُومهم ومشكلاتهم، سواء على صعيد أسرتك
أو صديقاتك، فتجدين أن المشاعر والأفكار السلبية تجتاحك بين الحين والآخر،
وما تعتقدينه حقدًا على مَن حولك إنما هو تعبيرٌ آني لغضبك
منهم لعدم وصولهم معك لنفس المستوى من المُداراة والاهتمام.
ولذلك أنصحك يا بُنيتي بتهوين الأمور على نفسك، وأن تَتَيَقَّني أن
الله تعالى له حكمة عظيمة في كل أمرٍ، وأنه ينزل رزقه بقدر يكون
أمره أولاً وأخيرًا لصالح الإنسان، وكلما زاد يقينُك بذلك،
وحَسُن ظنُّك بأن المستقبل سيكون أفضل فستجدين أن كثيرًا من
تلك الأفكار والمشاعر تتبدَّد وتهرب مِن فكرك ونفسك.
كما أنصحك يا عزيزتي بأن تعزمي على الدراسة والتركيز عليها،
ولا تتركي لكلِّ هذه الظروف أو غيرها أي تأثير سلبي على عَزْمك،
بل اجعليها دافعًا وحافزًا يَجْعَلُك تنظرين إلى اجتهادك وتفوُّقك
وحُصولك على الدرَجات العالية، ومِفتاحًا لتغيير مُستقبلك ومستقبل
أسرتك نحو الأفضل - بإذن الله تعالى.
وتذَكَّري أنَّ الْتِحاقك بالجامعة لاحقًا سيُتيح لك أيضًا وقتًا للالتحاق
بعمل جزئيٍّ (بضع ساعات يوميًّا) لتعيني بأجره نفسك وربما والدك،
لا سيما إنْ تمكَّنت من تنظيم وقتك، وهو ما يقوم به العديد مِن
الطلَبة الجامعيين.
وأخيرًا أخْتِم بالدعاء إلى الله تعالى أن يُصْلِحَ شأنك كله،
ويفتحَ لك أبواب الخير والعلم وينفع بك
وسنكون سُعداء بسماع أخبارك الطَّيِّبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق