السؤال
♦ ملخص السؤال:
فتاة لديها مشكلة نفسية حصل لها انتكاسةٌ بعدما بدأتْ تتحسَّن
على الأدوية المهدئة.
♦ تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوجتْ أختي من رجلٍ أرمل لديه فتاتان، وعملتْ أختي على تربيتهما
أفضل تربية، وكانتْ صارمةً معهما بعض الشيء، لكن العائلة لم تحبَّ
صرامتها فانتقلت الفتاتان إلى بيت الجد، وكان الجدان
يُعاملان الفتاتين معاملة طيبة، ثم توفيَا فجأة.
كبرتا معًا، وتزوجتْ إحداهما، لكن المشكلة أن أختي كانتْ حاملًا
وولدتْ ليلة زفاف الفتاة، وفي الصباح فُوجئنا بتغيُّر الفتاة بعد ليلة زفافها،
تبكي بكاء شديدًا، وتحكي عن أحداثٍ مضى عليها سنوات، وتُخبر أن
الأعتاب ملطخة بالدماء، وتسأل: لماذا الناس يقتلون الذباب والصراصير؟
ثم بدأتْ تُوزِّع ملابسها وأشياءها الخاصة
ذهبتْ للطبيب النفسي، فأعطاها بعض الأدوية المهدئة، ثم تحسَّنَتْ
قليلًا ثم انتكستْ مرة أخرى!
انقلبت الفتاة على أختي وبدأتْ تشتمها، وأخبَرَتْها أنها لم تكنْ لها
أمًّا يومًا من الأيام، وأنها لا تحبها، وانهارت انهيارًا شديدًا.
أرجو أن تساعدوني في حل مشكلتها بارك الله فيكم
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمدُ لله الذي تتم بنوره الصالحات، وتنقضي بذكره الحاجات،
نبدأ مستعينين بالله في حل المشكلة.
تشخيص المشكلة:
الذهان.
تُؤدي البيئة المُتمَثِّلة في الأبوين وارتفاع نسبة الصدمات النفسية
في مرحلة الطفولة، وتأثُّرها بموت والدتها، وزواج أبيها، وأيضًا
صرامة معاملة زوجه الأب وتبعها معاملة حسنة مِن الجدين
ووفاتهما فجأة، وإنجاب زوجة الأب في ليلة زفافها ولدًا،
وإحساسها بتحوُّل فرحة الأهل مِن الفرح بزواجها إلى الفرح
بالمولود الجديد، كل تلك الصدمات أدَّتْ إلى حدوث اضطرابات أدتْ
ذلك إلى مرض الذهان!
مِن أعراض مرض الذهان الذي تُعاني منه الفتاة: الهلاوس البصرية
مُتمثِّلة في رؤية الدماء الملطخة على الأعتاب، وأسئلتها عن أسباب
قتل الذباب والصراصير، وحدوث انتكاسة بسبب عدم متابعة الطبيب
حتى الشفاء التام.
أما العلاج:
فلا بد مِن العودة للطبيب النفسي، واستكمال الجلسات النفسية،
وعدم الانقطاع حتى إتمام الشفاء باذن الله تعالى.
أما دور الأهل فهو مهم بجانب الطبيب، وذلك في عدة خطوات:
• الخطوة الأولى:
عليكم تقديم الدعم النفسي الكامل لها، وتنمية ثقتها بنفسها، والمثابرة
عليها وتحملها، وغمرها بالعطف والحنان.
• الخطوة الثانية:
البحث لها عن عملٍ مناسبٍ لشغل وقت الفراغ.
• الخطوة الثالثة:
تنمية هواية مُحبَّبة لديها.
• الخطوة الرابعة:
تنمية بعض المهارات الاجتماعية؛ كالاشتراك في العمل التطوعي،
والمشاركة في الجمعيات الخيرية.
• الخطوة الخامسة:
الحفاظ على الصلاة، وقراءة القرآن، والمداومة
على أذكار الصباح والمساء.
والله هو الشافي والمعين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق